معركة الحديدة… استحقاق عسكري للحوثيين من دون صالح

- ‎فيأخبار إقليم تهامة, أخبار اليمن

تسارعت التطورات الميدانية، في الساحل الغربي لليمن، عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء، مع تمكن قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية ومعها قوات التحالف، من تحقيق اختراق، صوب محافظة الحديدة، الحيوية، إحدى أهم المحافظات اليمنية، التي طالما أعلن التحالف أنها “الهدف التالي المطل على البحر الأحمر، التي من شأن التقدم فيها أن يحرم جماعة أنصار الله (الحوثيين) من المنفذ البحري الوحيد الواقع تحت سيطرة الجماعة، والأهم يمنياً، للعديد من الاعتبارات”.

وأفادت مصادر قريبة من قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية لـ”العربي الجديد”، أمس الأحد، بأنها “وصلت إلى أطراف مدينة حيس، بعد أن تمكنت خلال الأيام الماضية، من الدخول إلى مديرية الخوخة الساحلية، أولى مديريات الحديدة من جهة الجنوب، في ظل معارك مستمرة مع الحوثيين والقوات المتحالفة معهم، الذين نفذوا محاولات التفاف واستقدموا تعزيزات لاستعادة مناطق فقدوها أو إعاقة تقدمها في مزيد من المناطق”.

وخلال الساعات الـ48 الماضية، ارتفعت وتيرة المعارك، وسط تضارب المعلومات حول خسائر تكبّدها الطرفان، فأعلنت مصادر قريبة من التحالف وقوات الشرعية أن “غارات جوية دمّرت تعزيزات للحوثيين تصل إلى 15 طاقماً”، فيما أعلن الحوثيون، من جانبهم، أنهم “دمّروا خمس مدرعات و12 آلية عسكرية، لخصومهم، بالإضافة إلى قتل وجرح العشرات”.
وأكدت مصادر قريبة من الشرعية أن “القوات التي تقدمت صوب محافظة الحديدة، مؤلفة من قوات الجيش الموالية للشرعية، ومسلحي المقاومة الجنوبية، ومسلحي المقاومة التهامية، التي جرى تدريبها في الأشهر الأخيرة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية والمؤيد للهجوم بإشراف من الإمارات، التي تتولى واجهة العمل العسكري للتحالف في الساحل الغربي، على نحو خاص”.

وخلال الأيام الماضية، حققت قوات الشرعية المدعومة من التحالف اختراقاً مهماً نحو محافظة الحديدة، وذلك بالسيطرة المفاجئة على مديرية الخوخة الساحلية، أولى مديريات المحافظة، المحاذية لتعز من جهة الساحل. وذكرت مصادر قريبة من الحوثيين أن “التقدم جاء بعد أن أخلت قوات موالية للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، كانت ترابط في جبهة الساحل الغربي، مواقعها، على إثر التطورات التي شهدتها العاصمة صنعاء، الأسبوع الماضي”.

والحديدة، إحدى أبرز المحافظات والمدن الساحلية اليمنية، وتتوسط الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر، وتشرف عليه من خلال عشر مديريات ساحلية على الأقل، وفيها يقع المرفأ الأهم في اليمن، وهو ميناء الحديدة، الشريان اليمني الذي تصل إليه أغلب الواردات التجارية، بما فيها المواد الغذائية، إلى البلاد. وتعتبر قوات الشرعية أن “من شأن التقدم نحو الميناء، أن يمثل ضربة قوية للحوثيين، تمنع التهريب. كما تحرم الجماعة من فوائد اقتصادية، تجنيها بالسيطرة على المدينة”.
والتقدم نحو الحديدة، من سواحل تعز، بقوات جنوبية بالغالب، يمثل مرحلة جديدة، على مستوى العمليات العسكرية في اليمن، على أن السيطرة في منطقة الخوخة لا تمثل مؤشراً كافياً على انتصار التحالف السريع في الحديدة، بسبب طول الشريط الساحلي للمحافظة، في وقتٍ يعتبر فيه الجزء الشمالي من الساحل الغربي، على الحدود مع السعودية، حيث محافظة حجة، ساحة معارك كر وفر، منذ ما يقرب من عامين.

ومن المتوقع أن يدفع الحوثيون بمزيد من القوات خلال الأيام المقبلة نحو الحديدة، لخوض المعركة التي تسعى لعزلهم عن البحر الأحمر، ومحاصرتهم من أكثر من جهة. وهذه المرة الأولى، تقريباً منذ تصاعد الحرب في البلاد قبل أكثر من عامين ونصف العام، تخوض فيها الجماعة معركتها منفردة، بعد أن تخلصت من حليفها الذي أعلن فك الارتباط بها، خلال الأسبوع الماضي، وبالتالي فإن المواجهات في الحديدة تحمل دلالات على مختلف المستويات، ويمكن أن تعطي مؤشراً عن مرحلة ما بعد صالح، وما إذا كان الحوثيون، بانتصارهم عليه، باتوا أكثر قوة على صعيد المواجهة مع الشرعية، أم أن آثار ما حدث بين الشريكين قد تنعكس سلباً على الصف العسكري للجماعة، وهو ما سيتضح في الحديدة، خلال الفترة القليلة المقبلة.