واجتذب المعرض عشرات الآلاف من الزائرين وعشرات من دور النشر الأجنبية، ونال ثناء مسؤولين في واحدة من أكبر الأحداث الثقافية في البلاد.
لكن مصادرة كتب في معرض الكتاب أظهرت أن الاستقرار قضية حساسة في بلد لا يزال يتعافى من عشر سنوات من الحرب في التسعينيات، وشهد انتفاضات للإطاحة بحكومات أخرى في شمال أفريقيا في تونس وليبيا ومصر قبل أربع سنوات.
وبالنسبة للسلطات الجزائرية، فإن الفوضى التي تفجرت في ليبيا المجاورة والهجمات وراء الحدود في تونس تذكّر بحربها في التسعينيات مع جماعات مسلحة، أسفرت عن مقتل نحو مئتي ألف شخص.
محرمات
وقال منظمو معرض الكتاب إن الحظر كان للمحافظة على اتساق المطبوعات مع سياسة الحدث. لكن أحد المؤلفين الجزائريين -وهو وليد بلكبير- قال إن مصادرة كتابه “الربيع العربي تأجل.. في الجزائر” أظهر المحرمات غير الرسمية بشأن مناقشة مثل هذه الانتفاضات.
وقال مدير عام معرض الكتاب حميدو مسعودي “قررنا مصادرة 106 كتب بينها هذا الكتاب الذي يتحدث عن الربيع العربي، لأنها لا تحترم الخط التحريري لمعرض الكتاب”، مضيفا أن الكتب المصادرة “مخربة” و”تنطوي على تهديد لاستقرار البلاد”.
ومعرض الكتاب -الذي اجتذب أكثر من 1.4 مليون زائر- دعا نحو خمسين دولة للمشاركة، وجاء رئيس الوزراء عبد المالك السلال وشخصيات رفيعة أخرى إلى المحاضرات والمؤتمرات والعروض الدولية.
لكن بينما يفتخر المسؤولون الجزائريون بالقول إن بلدهم مستقر -وهو شيء نادر في المنطقة- قال بلكبير إن حظر الكتب كشف عن مخاوفهم.
وأضاف بلكبير أن “الربيع العربي من المحرمات في الجزائر”، حيث إن”استقرار الجزائر مقارنة مع الدول التي ضربتها الاضطرابات لا يعني أن الوضع المحلي في الجزائر محصن من اضطرابات محتملة في المستقبل”.