هل لنا أن نذكركم وأنتم تطالبون اليوم ولد الشيخ بفتح مطار صنعاء-وهو ينبغي أن يفتح-هل لنا أن نذكركم ببعض وعودكم…
وعودكم الكثيرة لليمنيين…
بأرض السمن والعسل…!
بفتح مكة…!
هل تذكرون أنكم وعدتم اليمنيين بالحج بأسلحتهم، ومن غير جوازات سفر أو تأشيرة إلى مكة، فيما أنتم اليوم غير قادرين على فتح مطار صنعاء؟!
قلتم أنكم ستستعيدون “أراضيكم المحتلة” فخسرتم الجنوب ومأرب وأجزاء واسعة من الجوف وتعز والبيضاء والسواحل الغربية!
وعدتم بالحفاظ على وحدة البلاد، وأنتم سبب دعوات الانعزال المتعالية هنا وهناك…!
وعدتم بخفض أسعار المحروقات فخفضتم سعر الريال أيها الأذكياء…!
وعدتم بجعل اليمن جنة الدنيا، فجعلتم البلاد مقبرة واسعة، وسجناً كبيراً، ودار عزاء تتعالى فيها أصوات النياحة والفجيعة والموت!
يا “كلتة الغباء”: ماذا قدمتم لليمنيين؟
بالله عليكم أفحمونا بمدرسة واحدة بنيتموها…
بالله عليكم أبطلوا حُجتنا بمشفى وحيد شيدتموه…
بالله عليكم ردوا علينا بطريق يتيم عبَّدتموه…
هاتوا لنا منجزاً تنموياً واحداً قدمتموه كي تسحبوا البساط من تحت أقدامنا نحن: “الخونة المرتزقة النواصب التكفيريين، وعملاء أمريكا وإسرائيل”…
أنتم عاجزون عن ذلك…
هل تعرفون لماذا أنتم عاجزون عن أن تأتوا بمنجز تنموي واحد لكم اليوم؟
لأنكم أكثر عجزاً عن أن تأتوا بمنجز حضاري واحد لأسلافكم من الظلاميين غير سفك الدماء، في العصر الذي قتل الأئمة فيه إخوتهم وأبناء عمومتهم، وقاتلوا فيه آباءهم وأبناءهم!
هل تذكرون أن أحمد حميد الدين قتل ثلاثة من إخوته في سبيل “حقه الإلهي المقدس”، الذي لم نعد نعرف اليوم هل من نصيب “آل بدر الدين” أم من تركة “آل حميد الدين”؟
هل نذكركم بعشرين إماماً تقاتلوا على أبواب صنعاء كلٌ يزعم أن الله “اصطفاه” و “ميَّزه” لإمامة اليمنيين؟
هل نذكركم بجرائم عبدالله بن حمزة، والمطهر بن شرف الدين؟
ليس لديكم ولا لدى أسلافكم غير الكذب على الله، وعلى النبي، وعلى أهل البيت، وعلى اليمنيين!
نتحداكم أن تأتوا بأثر تاريخي واحد لدى أسلافكم في مكانة “سد مأرب”، أو قصر غمدان، أو قلعة العامرية، أو صهاريج عدن، أو جامع الأشرفية، أو ناطحات السحاب في شبام حضرموت؟
حتى المرافق الحكومية التي جاء عليها هؤلاء في المناطق التي دخلوها، حولوها إلى قصور لهم وسجون لليمنيين!
ليس لديكم اليوم منجزات، لأنه لم يكن لدى الأئمة الغابرين آثار، ولذا تشعرون بالتضاؤل أمام تاريخ اليمنيين وحضاراتهم القديمة والوسيطة، قبل أن يحل عليهم ظلامكم الدامس، وغباركم الكثيف، وفكركم الخارج من صفحات كتب أكلتها “أَرَضَة” الأزمنة الغابرة.
أعرف أنكم تُرددون حكاياتكم التي لم يعد لها طعم عن “العزة والكرامة” التي حققتموها لليمنيين بعد أن سرقتم بلادهم في حين غفلة من أحفاد الزبيري والنعمان والقردعي والحميقاني.
الكرامة لا يأتي بها اللصوص، يا لصوص التاريخ والجغرافيا ومحتويات البيوت!
تقولون بكل حمق إنه في ظلكم (وظلكم ثقيل): “أصبح لليمنيين كرامة، وعزة”.
هذه العبارة السخيفة تدينكم أكثر مما تشهد لكم، لأنكم بها تزعمون أن اليمنيين-قبل طالعكم غير الميمون-لم تكن لديهم كرامة، وأنهم كانوا بلا عزة، حتى جاءهم “قرآنكم الناطق”، و”قائد الثورة” الذي وعدنا ذات يوم أنه سيملأ خزائننا ذهباً وأحجار زينة، وسمناً وعسلاً، و”ولاعات”!
اسكتوا أيها الخارجون من صفحات كتب “الحمقى والمغفلين”، ويا حديث “المجالس والأسمار”…
اصمتوا…
لم يشهد اليمنيون مهانة في مطارات العالم، ولم يُمنعوا بهذا الشكل المريع من دخول دول بعينها، ولم تُشدَّد عليهم إجراءات السفر، إلا على عهدكم المشؤوم…
كانت الكوليرا قد انتهت منذ أن رحل أحمد بن يحيى، ثم عادت مع عودتكم يا “سلَّ صنعاء وجَرَبَها”!
حتى الأمراض الاجتماعية التي خفَّ “أوارها”، عادت بقوة مع طوالعكم التعيسة، حيث لم نعهد هذه الانقسامات المناطقية والطائفية إلا ببركة “ثقافتكم القرآنية”، ومقولاتكم القروسطية الخرقاء…
أنتم أيها الخارجون من الكتب الصفراء، تزحفون على تاريخنا وقيمنا ومجتمعنا وثقافتنا وهويتنا ككائنات قادمة من العصر الجليدي، يوم أن كان الإنسان يسكن الكهوف والمغارات…!
أنتم أيها القادمون بكل أمراض الماضي وثاراته وعُقَده ومآسيه…!
أين كنتم تخبئون كل هذا الحقد على وطننا وشعبنا، و على تاريخ اليمنيين الذين عُرف عنهم رقة القلوب وسماحة الطبع حتى جئتم علينا غيمة من أحقاد طائفية ومكبوتات تاريخية؟!
أنتم أيتها الكائنات المنتمية للأنواع المنقرضة من الأحياء…!
كيف جئتم لتعلمونا “الكرامة والعزة” أيها الفاقدون لها، وأنتم تشحتون العالم باسم اليمنيين للحصول على مساعدات إنسانية تسرقونها قبل أن تصل إلى “الأمعاء الخاوية”، ثم تشحتون ولد الشيخ بصرف م