قدم تقرير للأمم المتحدة عن الحرب الأهلية في اليمن دليلًا جديدًا على مدى تدخل السعودية وإيران في الصراع، ومواصلة حربهما الإقليمية بالوكالة حتى تفكك اليمن إلى “دويلات متحاربة” يصعب توحيدها.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن التقرير الصادر عن لجنة خبراء التابعة للأمم المتحدة، الذي يقع في 79 ورقة، يعزز الاتهامات الأمريكية بأن إيران تزوّد “مليشيا الحوثي” بالأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية.
وقالت الللجنة إن هناك “مؤشرات قوية على توريد المواد ذات الصلة بالأسلحة المصنعة في جمهورية إيران”، في انتهاك لحظر الأمم المتحدة على اليمن.
إلا أن التقرير الذي لم يُنشر بعد، أشار بعبارات قاسية كذلك إلى دور السعودية والإمارات في الصراع، وهما من أقرب حلفاء إدارة ترامب، إذ واصلتا أو وسعتا دعمهما للقوات اليمنية التي تقوض سلطة الحكومة، على نحوٍ يعجّل بتقسيم البلد.
وأوضحت اللجنة أن أربعة هجمات صاروخية على الأقل من تلك التي استهدفت السعودية، تتجاوز “الصواريخ المعروفة في الترسانة الحوثية”، وقد درست لجنة الأمم المتحدة بقايا صاروخين —أطلقا في 22 يوليو(تموز) و4 نوفمبر(تشرين الثاني)، ووجدت أنها تتفق مع تصميم صاروخ إيراني، ومع ذلك لم تستطع اللجنة أن تقول على وجه اليقين كيف تم نقلها أو من هو المورِّد.
ووجد التقرير أيضا أن سيادة القانون “تتدهور بسرعة في اليمن” حيث جميع أطراف النزاع يرتكبون انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، كما أيدت اللجنة التقارير التي تفيد بأن الإمارات العربية المتحدة —وهي جزء من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية- تعذب السجناء الخاضعين لسيطرتها.
وخلصت اللجنة إلى أنه لا تبدو هناك نهاية في أفق الحرب التي تدور رحاها في أفقر دول العالم العربى، في الوقت الذي لا يزال “جميع أطراف النزاع يؤمنون بقدرتهم على حسم الأمور عسكريًا، وهو ما من شأنه أن يلغي ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية”.