اصدر التحالف العربي بيانا خيب التوقعات حول موقفه من الأحداث الجارية في العاصمة المؤقتة عدن، بعد تصاعد الموقف هناك، على خلفية تهديد المجلس الانتقالي المدعوم من دولة الامارات العربية المتحدة بإسقاط الحكومة اليمنية الشرعية التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر، ومنحها مهلة تنتهي اليوم الأحد بحجة فسادها.
وخلا بيان التحالف العربي الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس” من أي إشارة للتصعيد الذي يمارسه المجلس الانتقالي في وجه الحكومة اليمنية التي يقول التحالف أنه يدعمها ويعمل على تمكينها من إستعادة البلاد وتحقيق الاستقرار.
ووصف البيان ما يجري بأنه سجال إعلامي حول بعض المطالَب الشعبية إزاء تقويم بعض الاختلالات في القطاع الحكومي، وهو ما اعتبره البعض اعترافا من التحالف بوجود اختلالات في حكومة الشرعية يساند ما ذهب إليه المجلس الانتقالي في مبرراته لمهاجمة الحكومة.
ولم يحدد بيان التحالف الجهة التي تسببت بالتصعيد، ودعا كافة المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية إلى التهدئة وضبط النفس، والتمسك بلغة الحوار الهادئ.
وأدى البيان إلى مزيد من الغموض حول موقف التحالف وموقفه تجاه ما يجري، وبدا متراخيا تجاه التصعيد الذي أعلنه المجلس الانتقالي، ولا يرقى لمستوى الموقف المسؤول في الدفاع عن الحكومة الشرعية، التي أصدرت وزارة الداخلية فيها أمس بيانا شديد اللهجة، وحذرت فيه مغبة التظاهر والتصعيد ضد الحكومة، ومنعت أي تجمعات أو تظاهرات أو مظاهر مسلحة تستهدفها.
ويذكر البيان بلغته ببيانات الأمم المتحدة التي كانت تصدرها قبيل اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء في العام 2014م، عندما كانت تكتفي بالدعوة للتهدئة دون أي خطوات تذكر لإيقاف التصعيد المتبادل، وتحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.
ووفقا لمهتمين فقد وضع التحالف العربي نفسه على مسافة واحدة من العلاقة بين المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية، وخيب التوقعات التي كانت تتطلع الى موقف حازم من التحالف يساند الحكومة الشرعية، ويلجم المواقف التصعيدية بحقها.
وهو موقف يشير في نظر البعض لتطورات قادمة في عدن، قد يكون أحدها الإطاحة بالحكومة نفسها، أو التحرك لإحتواء الموقف بين الجانبين، أو أن التحالف نفسه قرر إعادة رسم المشهد من جديد في عدن بما يتلائم مع التوقعات التي تفيد بقرب وجود جولة جديدة من الحوار بين الحكومة ومليشيا الحوثي.
بيان التحالف جاء بعد لقاء جمع رئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد بن دغر بحضور نائبه وزير الداخلية احمد الميسري في قصر المعاشيق مع قائد قوات التحالف العربي بعدن العميد محمد الحساني، وقائد القوات السعودية العميد سلطان بن فهد اسلام ،وعدداً من ضباط قوات التحالف العربي.
ووفقا لوكالة “سبأ” الحكومية فقد عبر اللقاء عن رفضه القاطع لكافة أشكال الفوضى ودعوات العنف والتخريب في العاصمة المؤقتة عدن، وأكد المجتمعون سعي الجميع لتوحيد الجهود خلف حكومة شرعية ومعها دول التحالف العربي نحو البناء وفرض الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة وبناء ما دمرته الحرب.
وفي سياق احتواء تطورات الوضع استقبل بن دغرعدداً من الشخصيات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وممثلين عن الحراك الجنوبي، والمرأة والمنظمات الحقوقية والذين أكدوا بأنهم لن يسمحوا بخراب عدن، وفقا لوكالة “سبأ” الحكومية.
وقال رئيس الوزراء مخاطبا الحضور: “لن نسمح بتكرار ٨٦ اخرى في عدن، ولن نسمح بالاضطراب في عدن، كما لن تكون الحكومة سبباً في هذا، ونحن مدركين تماماً ومعنا رئيس الجمهورية على أهمية السلام بعدن، ،وعدن عرفت بأنها مدينة السلام والتعايش والانفتاح على الآخر ، وكانت على مر التاريخ مركز سياسي وتنموي واقتصادي لكل اليمن.”
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من زيارة قام بها السفير السعودي لليمن محمد آل جابر، إلتقى خلالها رئيس الحكومة، وقيادات في التحالف العربي هناك.
الموقع بوست