دعت الجمهورية اليمنية مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفثس بأن يضع نصب عينيه انصياع الحوثيين لقرارات مجلس الامن والا يكافئوا على جرائمهم ضد الانسانية حتى لا تتمادى المليشيات المسلحة في دول العالم اجمع ضد الكيانات الشرعية وحتى لا ينتشر الارهاب والفوضى.
وقال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير خالد حسين محمد اليماني في بيان الجمهورية اليمنية أمام مجلس الأمن في الجلسة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط (اليمن) الثلاثاء:” ان سبل السلام في بلادي لا يمكن ان تتحقق بدون خروج المليشيات الحوثية من المدن ومؤسسات الدولة التي احتلتها ونهبتها، وإعادة الأسلحة التي نهبتها من مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية وتحديدا تسليم الصواريخ التسيارية التي زودتها بها ايران والتوقف عن الاعتداءات على الدول المجاورة و عن ممارسة سلطات الحكومة وعن اقتراف واحدة من اكبر الجرائم في القانون الدولي الا وهي تجنيد الاطفال، وهذا هو طريق السلام المستدام ولاطريق غيره “.
واضاف اليماني :” لقد كررت مرارا من هنا من مجلس الامن التأكيد بأن الحوثيين لن يوقفهم منطق العقل ولا القانون الدولي ولا القانون الانساني الدولي ولا قانون حقوق الانسان فهم يفكرون خارج الاطر القانونية وخارج التاريخ مثل عصابات داعش والقاعدة تماما، ولن يقبلوا بأي سلام مستدام يعيد سلطة الدولة الى اليمن، فهم يعملون ويقولها اسيادهم في طهران علانية من اجل زعزعة الامن والاستقرار ليس في اليمن فحسب ولكن في كامل الاقليم دفاعا عن اجندة ايران التوسعية وهم لايفهمون الا لغة العنف ويرون في تهاون وتخاذل الموقف الدولي غطاء للاستمرار في مشروعهم العدائي التوسعي”.
واردف قائلا :”لقد فشل مجلسكم هذا يوم امس في ارسال رسائل واضحة الى ايران، وادى هذا الفشل الذريع في تحريض ايران واذرعها الارهابية في المنطقة ومن بينها المليشيات الحوثية في اليمن على التمادي وستترجم الرسائل المشوشة التي خرجت يوم امس من هذا المجلس بمزيد من العنف والصواريخ الباليستيه والمزيد من المآسي”.
واكد إن عدم امتثال ايران للفقرة ١٤ من قرار مجلس الأمن رقم 2216 حسبما توصلت إليه لجنة العقوبات دليل واضح للعيان على سياستها التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار و الأمن في كامل المنطقة .. مشيراً إلى أن الهجمات بالصواريخ التسيارية ايرانية الصنع التي تشنها ميليشيا الحوثي على أراضي المملكة العربية السعودية والتي بلغت الـ 90 هجوماً و التي أثبتها تقرير فريق الخبراء المعني باليمن والممتدة ولايته بقرارٍ من المجلس تدل على مخطط إرهابي دولي تقوده ايران الدولة المارقة والراعية للارهاب الدولي والتي تهدر المليارات في دعم التنظيمات الارهابية في المنطقة والحوثيين في اليمن فيما يعاني شعبها العَوَز والاحتياجات المعيشية الضرورية.
وقال السفير اليماني :” تستمر المعاناة الإنسانية في اليمن و يتدهور الوضع يوماً عن سابقه في كارثة إنسانية غير مسبوقة في القرن الواحد و العشرين، حيث شهدت كافة المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين تدميرا ممنهجا لكافة مؤسسات الدولة الرسمية والممتلكات الخاصة والعامة و دور العبادة، و ترويع و إذلال و تخويف للسكان الآمنين و تجنيد للأطفال الأبرياء والزج بهم في جبهات الموت و تجويع للمواطن و تشجيع للسوق السوداء و سرقة لمقدرات شعبنا في وضح النهار في ممارسات مخالفة للنصوص القانونية الدولية و القيم والأعراف الإنسانية”.
واكد ان التقرير السنوي لعام ٢٠١٧ لفريق الخبراء قدم ارقاما مهولة لحجم السرقات للمال العام والاثراء غير المشروع للمليشيات الحوثية التي نهبت ٥ مليار دولار فور احتلالها للعاصمة اليمنية واستمرت بنهب موارد الصناعات المحلية والضرائب والعوائد من مينائي الحديدة والصليف والضرائب المزدوجة وعوائد بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء حيث ان التقرير اشار الى ان مجمل الشركات التي باتت تعمل في استيراد المشتقات النفطية هي شركات حديثة المنشأ لعناصر تابعة للمليشيات الحوثية، و بلغ حجم الموارد المنهوبة ما قدره الفريق بـ 6.75 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، وعلى الرغم من هذا يصر الانقلابيون على تجويع أبناء شعبنا في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم و ويرفضون دفع المرتبات للعاملين في مجال الخدمة العامة او التعاون مع المجتمع الدولي في هذا السياق.
واضاف :” لقد بلغت المعاناة الانسانية مستويات مروعة ومع بداية العام الجاري اعلن مكتب الشؤون الانسانية للامم المتحدة عن خطته للاستجابة الانسانية لليمن والتي بلغت قرابة الثلاثة مليار دولار” .
وأشار إلى أن دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية بادرت مشكورة بتوفير مليار ونصف لتغطية الموارد المطلوبة في الخطة .. مشيداً بالخطة الإنسانية الشاملة التي أطلقها مركز الملك سلمان لإغاثة الشعب اليمني والتي شملت كافة المجالات الإغاثية و مجالات التعافي الاقتصادي على طريق إعادة الإعمار.
وأكد أن الميليشيات الحوثية تتحصن خلف الكارثة الإنسانية للشعب اليمني وتستخدمها ضمن أجندتها السياسية لتقديم صورة الضحية وابتزاز المجتمع الدولي .. لافتاً إلى أن الحكومة حذرت مراراً من تركيز البعض في مجلس الأمن على الشأن اليمني على أنه شأن اغاثي انساني في غياب الحل السياسي وعدم قدرة المجتمع الدولي على الضغط على الطرف الحوثي للجلوس الى طاولة المفاوضات لتنفيذ مقتضيات السلام في القرار ٢٢١٦ انما يعني السعي لاستدامة امد الحرب والازمة في اليمن .
وأستطرد قائلاً “فالمال الذي قد تجود به دولكم لن يكفي لاغاثة ٢٧ مليون يمني باتوا في وضع كارثي وهم يعيشون في الشتات او فوق ارضهم التي يدمرها الحوثيون بشكل انقامي وهي في الواقع من اغني الاراضي واكثرها جمالا في العالم. ومن هنا فانني اهيب بمجلسكم المؤقر ممارسة الضغط على الطرف الانقلابي الذي يرفض مبادرات السلام وتجريمه امام العالم” .
وناشد السفير اليماني في ختام البيان باسم الشعب اليمني، المجتمع الدولي وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الى الوقوف معه في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة كما كان عهده بهم منذ بداية ازمة الانتقال السياسي في اليمن في العام ٢٠١١ .. مضيفاً بالقول ” ان شعبا عظيم في تاريخه وكريم في عطائه الانساني يقف على ابوابكم مناشدا فيكم الانسانية لوقف هذه الحرب وانهاء الانقلاب فلا تتركوه يتوسل الفتات على ابوابكم، ولا تتركوا ملايين الشباب في اليمن تتقاذفهم بحار التيه والاغتراب وتلاحقهم عصابات الارهاب الحوثية والقاعدية والداعشية”.