دشن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان (تحالف رصد) ،يوم امس الاثنين، في مجلس حقوق الانسان تقريره السنوي الثاني حول (التعذيب حتى الموت) في اليمن.
وأشار التحالف في تقريره الى ان جرائم التعذيب التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية غدت ترتكب على نطاق واسع، وتقع هذه الانتهاكات غالبًا في السجون وأماكن ومراكز الاحتجاز، في ظل ظروف تدهورت فيها أوضاع حقوق الإنسان في اليمن منذ الانقلاب الذي قادته الميليشيا اثر انقلابها على السلطة الشرعية.
وقال ” ان عملية الرصد التي يوثقها هذا التقرير شملت (28) شخصاً توفوا تحت التعذيب خلال الفترة من 1 يناير الى 31 ديسمبر 2017م، ومن بين هؤلاء (22) رجلاً، تراوحت أعمارهم بين 19 -49 عاما، وطفلين، وشخص واحد كبير السن في 11 محافظة هي محافظة إب (5) حالات، ثم محافظتي الحديدة وصعدة بواقع (4) حالات في كل منهما على حدة ، ثم محافظات أمانة العاصمة وتعز وعدن؛ بواقع (3) حالات وفاة في كل محافظة، وكذا في محافظة حجة حالتان (2 )فيما توزعت الـ (4) الحالات المتبقية على محافظات أبين والبيضاء وشبوة وعمران؛ بواقع (حالة واحدة) في كل محافظة من هذه المحافظات.
وأضاف “جميع الضحايا الذين توفوا بسبب تعرضهم للتعذيب- الذين يشملهم هذا التقرير- مدنيون ولم يشاركوا في أي أنشطة عسكرية، وكان أغلبهم يعملون في أنشطة ومهن مختلفة، من بينهم مزارعون، وصيادون، وأصحاب أعمال خاصة (ورش)، وعمال، ومدرسون، وطلاب، وعسكريون سابقون، وناشطون، ومعظمهم متزوجون ولديهم أسر وأبناء”.
واستعرض الناشط في مجال حقوق الانسان البراء شيبان ، الى ان الحالات التي تم رصدها وتعذيبها من قبل المليشيا الحوثية في عدد من المحافظات،مؤكداً ان بين الـ (28) الضحية التي توُفيت تحت التعذيب وثقها هذا التقرير- كانت المليشيا الانقلابية مسؤولة عن وفاة (22) ضحية منها، فيما كانت السلطات الأمنية المنضوية تحت سلطة الحكومة الشرعية، مسؤولة عن وفاة (5) ضحايا، في حين توفيت ضحية واحدة بسبب تعرضهما للتعذيب على أيدي الجماعات الإرهابية.
وفي الندوة التي نظمها التحالف على هامش انعقاد الدورة الـ 37 لمجلس حقوق الانسان ، قال الصحفي والناشط السياسي غمدان اليوسفي في ورقته بعنوان(تجنيد الأطفال..جيل جديد من القتله) “لم يعد تجنيد الأطفال لوحده هو المشكلة في هذه الجزئية، بل أصبح التجنيد الإجباري اليوم هو الكارثة التي يعيش من خلالها الأهالي رعبا حقيقيا وأصبح الأمر أسوأ مما يتخيله الإنسان في أي مكان في العالم”.
وأضاف “يضطر الأهالي اليوم لإخفاء أطفالهم ويمنعونهم من الذهاب إلى المدارس خشية أن يتم اختطافهم وأخذهم للتجنيد ثم الجبهات، فيما البعض الآخر من الأسر تأخذ أبناءها إلى الأرياف ويتركونهم هناك خشية أن يتم أخذهم للقتال”.
وأشار الى ان المليشيا الحوثية تعمل على استدراج الأطفال من المدارس بمغريات تجعلهم أكثر اندفاعا، منهم من يبلغ أهله فيمنعه أهله لكن كثير منهم يهربون من أهاليهم بسبب تلك المغريات التي يضعها المشرفون الحوثيون في الأحياء السكنية في العاصمة صنعاء وفي أرياف المناطق الجبلية الفقيرة من محافظات عمران وحجة والمحويت وذمار وصعدة، وأصبح الاطفال سلع يبتاع بها مشرفي الحوثي بينهم البين وتمر مرحلة الشراء بمراحل متعددة سيتم المرور عليها لاحقا.
واضح انه وبحسب تقارير المنظمات الحقوقية اليمنية إلى قيام مليشيا الحوثي وصالح بتجنيد أكثر من (600) طفل في محافظات صنعاء و الحديدة و المحويت وذمار..لافتاً الى ان الحوثيين استخدموا 3392 طفل منذ العام 2014 إلى 2017 وقودا في حربها قتل منهم (430) طفل، وأصيب منهم (683) طفل ،جند منهم (2150) طفل، واختطف واعتقل منهم (53) طفل، وفقد منهم( 19) طفل، وأسر منهم (43) طفل، وعذب منهم على أيدي مليشيات الحوثي (15)طفل .
وقال “خلال العام 2017م تمكن فريق مؤسسة وثاق للتوجه المدني من رصد (502) حالة تجنيد في صفوف جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح موزعتين على المحافظات التالية :صنعاء و المحويت و إب وذمار والحديدة عمران صعدة “.
وأضاف”حسب بيانات الرصد فان (120)من المجندين الأطفال الذين تم رصدهم فقدوا حياتهم في القتال مع المليشيا الانقلابية فيما اصيب (75)،وبلغ عدد الذين لازالوا يقاتلون معهم (307)طفلا في مختلف الجبهات”.