في حوار مطول.. “عدن الغد” تثير ملفات أزمة الوقود العالقة والعيسي يجيب عن كل التساؤلات خلال السنوات الماضية بات اسم الشيخ أحمد العيسي مثيرا للجدل بشكل كبير، وانقسم الناس بخصوص شخصه ما بين مؤيد ومعارض لشخصية الرجل ومواقفه.. ورغم الجدل الكبير والحضور الذي سجله إلا أن الرجل ظل بعيدا عن الإعلام ونادرا ما ظهر في حديث لوسيلة إعلامية ما.
قال الرجل في أوقات كثيرة أنه لا يحبذ الظهور إعلاميا أو الحديث إلى أي وسيلة إعلامية.. ويرى الرجل أنه يمارس مهام عمله بكافة المجالات بما لا يضر الآخرين، ويشكو غالبا من تعرضه لمضايقات كثيرة ومحاولات تشويه.
في حديث لصحيفة “عدن الغد” هو الأوسع والأكبر منذ سنوات للرجل سلط الضوء على كل شيء ابتدأ من قضية استيراد المشتقات النفطية، مرورا بالخلاف مع إدارة شركة النفط السابقة وعلاقته بهادي ونشاطه التجاري بالحديدة وصولا إلى رؤيته السياسية للوضع.
“عدن الغد” التقت الشيخ العيسي في هذا الحوار وسبرت معه أغوار عمله، وخرجت بهذه المحصلة.
نص الحوار
* شيخ أحمد أهلا وسهلا بك في هذا الحوار مع صحيفة “عدن الغد”.
– أهلا وسهلا بكم وبصحيفتكم الرائدة “عدن الغد”
* شيخ أحمد دعنا نبدأ حوارنا هذه من آخر الأحداث التي كانت على صلة بك، وهي موضوع الادعاء الذي ورد في حديث أخير لمدير شركة النفط بعدن السابق ناصر حدور ، والخلاف بينكم، واتهامك بالفساد.. هل اتهامه هذا صحيح؟.. وما هو سر هذا الخلاف الذي نشب بينكم مع أنه كان بينكما في البداية توافق كبير؟
– الحقيقة أن كل الادعاءات التي أوردها ناصر بن حدور أو غيره غير صحيحة وباطلة، الرجل بداخله وباعتقاده الشخصي أنني ضده، وأنني سعيت لإسقاطه وإفشاله، بينما في الحقيقة أن الرجل فاسد وأفشل شركة النفط، ووصل به الأمر مؤخرا إلى استدعاء مجموعة من العمال والصرف لهم يوميا (8000) ألف ريال لكل شخص لكي يقيموا اعتصاما ويعطلوا خروج المشتقات النفطية من المصافي.
هذه التصرفات تسببت بأزمة كبيرة في عدن عقب حالة من الاستقرار في المشتقات النفطية، وهذا أمر أربك التحالف العربي والشرعية ووصل الأمر إليها وسبب لها إشكالا كبيرا خصوصا وأنها تسعى لفتح ميناء عدن، وجعل ميناء عدن هو الميناء الرئيسي لتموين البلد سواء كانت محافظات جنوبية أو محافظات شمالية، والهدف من وراء فتح الميناء هو منع تزويد الحوثيين بالممنوعات من منافذ أخرى كانوا حريصين على أن يكون ميناء عدن مفتوحا وجاهزا، والأمور فيه سهلة، وعدم عرقلة دخول البضائع والمشتقات النفطية لعدن والمحافظات الأخرى، فنتيجة تصرفه الخاطئ هذا تسبب الرجل لنفسه بإقالته، وفي رأسه أنني أنا من أقاله، والصحيح أن لا صلة لي بالأمر مطلقا.
* هل هناك خلاف حقيقي وأساسي مع شركة النفط حول عملية الاستيراد والتصدير والمديونية السابقة التي لك عندهم أم أن الخلاف غير موجود؟
– هذه النقطة مهمة، ويجب إيضاحها لك وللعامة، أنا علاقتي التعاقدية لم تكن في أي وقت من الأوقات مع شركة النفط، أنا تعاملت وتعاقدت خلال السنوات الماضية وحتى اليوم مع شركة مصافي عدن، وشركة مصافي عدن هي من تتعامل مع شركة النفط للتوزيع، وهذه الآلية نعمل بها مدة ما قبل الحرب وحتى اليوم.
وبالنسبة لمشكلة الخلاف مع ناصر حدور كانت قائمة في جزئية أن الرجل يريد أن يستلم البضاعة والمشتقات النفطية ولا يريد أن يدفع، وهذا أمر غير مقبول ولا معقول، فهناك علاقة تعاقدية بين الجهة التي تضع المناقصة وبين الجهة الموردة، الجهة الموردة عليها الإيفاء بإيصال المشتقات النفطية إلى الخزانات وعلى الطرف الآخر الإيفاء بالتزاماته المالية والدفع.
ما يحدث في عدن هو أننا ملتزمون بتوفير المشتقات النفطية وإيصالها بوقتها المحدد وبسعرها المتفق عليه، ونفاجأ بأن الجانب الحكومي ممثلا بشركة النفط وناصر بن حدور يريد أن يستلم المشتقات النفطية ويبيعها، ولا يريد أن يسدد، وعندما نطالب بالسداد يتم تهديدنا بالإعلام والاتهامات الظالمة، أتحدى هنا أي مسئول حكومي أن يقول إن كلامي هذا غير صحيح أو خطأ، هذه القصة بالمختصر المفيد.
* هل من إيضاح أكثر بهذا الخصوص؟
– يا عزيزي نحن نشتري البضاعة عن طريق مناقصة، وأنت تعرف الشروط العامة أنه لاتفتح حكومة مناقصة أو أي جهة إلا والميزانية مرصودة، لكن للأسف الشديد الوضع المادي للشرعية والجهات الحكومية مترد للغاية ماديا، يفتحون المناقصة ونورد، ولا يدفعون لتتراكم الديون ليتضح أن الفلوس لا تورد لا لمصافي عدن ولا تورد للنفط، وبن حدور يقوم بأخذها مع أنه يبيع ويستلم قيمة البيع.
في السابق كان يتحجج بمشتقات الكهرباء، لكن بعد شهور طويلة باتت ميزانية وقود الكهرباء تدفع مباشرة من قبل الدولة، وبقينا بالمشتقات النفطية الخاصة بالسوق، مفروض يشتريها ويحمد الله أنها تأتيه مجانا، أي تأتي له آجلا، بعدما يبيعها مفروض يدفع الفلوس للمصفاة والمصفاة هي تدفع لنا، لكن صاحبنا قام يعمل (بزنس) خاص فيه.
* عن أي (بزنس) تتحدث؟
– قام يتعاون مع الصرافين – وأنت تعرف انعدام للسيولة في عدن – وهم أهم مصدر للسيولة في عدن فأصحاب محطات البترول والناس يدفعون كاش، وكان يستغل هذه العملية بوضع أموال شركة النفط عند الصرافين ويستلم مقابلها عمولات لذا تتأخر هناك.
وهناك أمر آخر وهو أنه كان يقوم بصرف ميزانية بذخ تغطي أرباحه، ولم يستطع التسديد ليأتي بعدها ويقول لك (استوت) أزمة يا فلان يا عيسي أعطينا بترول، وأعطيناهم يبيعونه ولا يدفعون، وهذا ليس عملا منظما بالمطلق.
* قبل اتخاذ الرئيس هادي قرار تحرير المشتقات النفطية، هناك اتهام دائما كان يوجه لكم أنكم تحتكرون عملية الاستيراد المشتقات النفطية في عدن.. هل هذا الاتهام حرفيا صحيح أم أنكم كنتم تقدمون الأسعار الأقل أم أنه لا يوجد منافسين ؟!
– أولا هذه النقطة يمكن توضحيها.. وسأحدثك على من يتحدثون عبر الإعلام كائنا من كان، هؤلاء بالأمس يقولون أحمد صالح العيسي محتكر النفط، وهنا يتهموني بالاحتكار، ويطالبون بتحرير عملية الاستيراد، واليوم وبعد قرار تحرير المشتقات النفطية عادوا ليقولوا الرئيس حرر الاحتكار لأجل مصالح العيسي، هل هذا الكلام كلام إنسان عاقل، كان هناك احتكار لشركة النفط، قالوا نحن مستفيدون، حررت عملية الاستيراد بناء على طلبهم قالوا نحن مستفيدون أيضا.
مثل هذا الحديث يؤكد أن القضية ليست قضية فساد وليست استيراد وإنما هناك استهداف شخصي لا أكثر ولا أقل.
* سابقا كيف كانت تتم المناقصات ؟
– سابقا كانت المصافي أو شركة النفط تقوم بإنزال مناقصة شهرية، والمناقصة تشرف عليها لجنة من وزارة النفط وشركة النفط ، والأخ بن حدور واحد من أعضاء اللجنة ومصافي عدن ومؤسسة الكهرباء والجمارك تقريبا والجهاز المركزي، المهم سبع جهات حكومية تشرف على هذه المناقصة ومناقصة شهرية يتقدم لها أكثر من طرف.
في البداية كانت تتقدم لهذه المناقصات شركات خارجية وشركات محلية لكنهم حينما يصلون إلى جزئية طريقة الدفع من قبل الحكومة تسبب لهم الأمر بخسائر كبيرة، حيث إن الحكومة غير قادرة على الدفع أو متعثرة، وهذا الأمر تسبب بهروب كل الشركات الأجنبية، ولم يتبق سوانا وشركات محلية قليلة.
بقينا لوحدنا في مواجهة هذه المناقصات واعتمدنا على احتياطنا المالي لتجاوز مشكلة الدفع المتعثرة هذه، كنا نقبل بجزئية الدفع الأجل، وهذه الميزة هي التي رجحت حضورنا القوي على الساحة المحلية، فيما يخص الاستيراد، وللعلم أنا هنا أتحدث عبر صحيفتكم بهذا الخصوص، وهذا أمر يعلمه بن حدور ويعلمه عبد السلام ويعلمه كل المسئولين ولن يستطيع أي شخص تكذيبي أو الادعاء بخلاف ما أقوله ، نحن بقينا في الساحة وفزنا بأغلبية المناقصات لأننا نبيع بالآجل طويل الأمد لحكومة متعثرة السداد وبقوة، ولم يكن هناك أي تاجر يقبل بأن يبيع بالآجل كل التجار، كانوا يخافون على فلوسهم وللأسف كنا نخاطر وفوق هذا نواجه الكثير من الاتهامات.
* علاقتكم بالرئيس هادي .. دائما معارضوكم يتهمونك شخصيا أنك صاحب نفوذ قوي عند الرئيس هادي أصحيح هذا ؟ .. وهل صحيح تدخلكم في إصدار القرارات ؟.
– والله نحن متهمون بسبب تواجدنا في الساحة، كل هذه التهم يتم رميها فوقنا، أما احتكار المشتقات أو الفساد أو تسيير الحكومة أو توجيه الرئيس لإصدار قرارات وهذه المزاعم غير صحيحة، للرئيس هادي إدارته وقراراته الخاصة به، ونحن لا نتدخل في إصدار هذه القرارات، نحن إلى جانب الرئيس هادي مثلنا مثل أي شخصيات وطنية دعما لشرعيته ولكننا لا نتدخل في أي شيء.
هؤلاء يقولون هذا الشخص هو المتواجد في الميدان فارض نفسه سواء من أول يوم قامت الشرعية، ونحن واقفون معها بتجهيزات طلبات وزارة الدفاع ووزارة الداخلية أو في تموين المشتقات النفطية أو في تموين حق الكهرباء وتواجدنا في الساحة هو من حدد حضورنا وقوتنا.
والمؤسف أن منتقدينا أثبتت الأيام والوقائع أنهم فشلوا في إدارة عدن فشلا ذريعا، والكل اكتشف أنهم غير قادرين على تحمل مهام الدولة ومسئوليتها لذا ذهبوا إلى مهاجمة العيسي وتحميله مسئولية فشل سلطات هي من صميم صلاحياتهم.
هؤلاء الذين يهاجمونا اليوم كانوا على رأس السلطة في عدن، هل شاهدناهم بيوم يوجهون اتهام رسمي للعيسي؟، هل وجه أحدهم شكوى لقسم شرطة لأي نيابة يتهمني بالفساد أو سوء الإدارة لا يوجد والسبب أنهم يدركون أن لا يوجد ما يدين العيسي لا من قريب ولا من بعيد، القصة فشلهم هم في إدارة عدن وتنظيم أمورها.
* على ذكر هؤلاء.. حينما كان عيدروس الزبيدي محافظا هل كان يوجه لكم خطابات اتهام رسمية أو ما شابه ؟.. أو هل اتهمكم قط بشكل رسمي بالفساد أو سوء التصرف أو خلافه؟
– عيدروس الزبيدي كان يتصل بنا يناشدني تفريغ النفط، وكان يقول يا أخ أحمد فرغ الشحنة الوضع صعب، وبنشوف لما تجي لنا فلوس بندفع، وكان الزبيدي يومها يدرك فعلا ولا يزال بأنني كتاجر ليس عندي أي خطأ ولم أتعد على حق الدولة، ولم أنهبه، ولو أنه يملك دليلا واحدا على إدانتي لكان تحدث به وأخرجه للناس، وللأمانة كان موقفه موقف مسئول، وكان يقدر نوعا ما موقفي ومن ناحية ثانية ما في معه أي حق علي وما عندي تقصير أو غلط.
* لم يوجهوا لكم أي اتهام رسمي وقتها؟
– لم يوجهوا إلا بعدما خرجوا من السلطة (لكن خلال السلطة لا) فقد أشاد الأخ عبد السلام في عدة اجتماعات في مؤتمرات صحفية بمواقفنا.
* قانونا هل تلقت شركتكم أي اتهام رسمي من أية سلطة في عدن نيابة عامة نيابة الأموال مصافي شركة النفط بعيدا عن الاتهامات الإعلامية؟
وهل أي مسؤول في يوم من الأيام وجه لكم اتهاما رسميا؟
– أتحدى أي مسئول في قطاعات الدولة أو الحكومة بشكل عام أو حتى الخاص يقول إن أحمد صالح العيسي مارس عملية فساد واحدة أو استولى على حق أحد أو أخذ أي شيء أو فرض أي شيء غير القانون والنظام بل أتحدى أي مسئول في الدولة أو المقاومة يقول إنه قدم بي ورقة شكوى لأبسط قسم شرطة بعدن لم يوجه لنا قط أي اتهام رسمي ونحن حاضرون للرد على أي شيء.
* أستاذ أحمد من بين الاتهامات التي توجه لكم أن العيسي يتجه صوب خصخصة المصافي أو شركة النفط .. هل لديكم مطامع في هذا الجانب ؟
– هذا الأمر غير صحيح ودعني أتحدث معك من ناحية الجدوى الاقتصادية والمالية بعيدا عن المطامع أساسا، فمن حيث الجدوى أولا شركة النفط ما الفائدة من خصخصتها ؟ ما هي الجدوى من عملية كهذه؟ ما الذي تملكه هذه الشركة لكي تغري رجل أعمال أو مؤسسة تجارية لأجل خصخصتها، نأتي إلى شركة مصافي عدن مصافي عدن شبه منتهية وعمرها أكثر من 60 سنة ما في نفط خام يشغلها، ولا تستطيع أن تنتج نفط موازي أو ملبي لمتطلبات السوق المحلية والإقليمية خصوصا مع تطور المحركات سواء محركات السيارات أو الكهرباء أو غيره، اليوم أصبحت مصفاة وقديمة وعديمة الجدوى، ولذلك ما الفائدة من خصخصتها هي أساسا غير مؤهلة لمواكبة السوق، بالإضافة إلى أنها تحمل بين طياتها أكثر من 6000 موظف، أي نشاط تجاري يمكن له أن يوفر مرتبات 6 ألف موظف يعملون فيها يعني بمختصر مفيد ليست محل طمع أي رجل أعمال بالمطلق.
وللعلم أنا عندي مشروعي الخاص بالمصفاة وهو في الحديدة وعندي مينائي الخاص هناك والظروف فقط هي من أجبرتنا على العمل في عدن حاليا.
* أستاذ أحمد لو قارنا بين عدن والحديدة كمجالين للاستثمار .. أين يجد أحمد العيسي نفسه تعاملا من حيث الأريحية والاستقرار ؟.
– بدون مقارنة الحديدة رقم 1 وعدن رقم 19 طبعا، لا أتكلم على الوقت الحاضر من قبل الحرب الحديدة تستهلك 70% من السوق اليمني كله البضاعة التي تدخل ميناء الحديدة تغطي 70% من استهلاك السوق.
* كيف تقييمك لوضع الاستثمار في عدن حاليا ؟ .. كيف تراه هل ترى الظروف الحاصلة مهيأة لكي يتدفق الاستثمار أو أن ما يحدث صار بيئة طاردة للاستثمار؟
– بالنسبة للاستثمار إذا كنت تتكلم على عدن هي مكان جالب للاستثمار نتيجة لموقعها وللبنى التحتية الموجودة في عدن وعدة جوانب ولقربها من جميع المحافظات، ولكن نتيجة للإجراءات والحرب الموجهة ضد تطور عدن فهي لا تبشر بأي جدوى استثمارية بالمطلق، أنا التاجر الوحيد الموجود بعدن والذي فرض نفسه فرضا لعدة أمور، أولها: لأنني أول من عدن ولدي خبرتي في هذا المجال ،ما في معي حل إلا أنني استمر بعدن لآخر شيء، غيري ما يقدر يشتغل بسبب الإجراءات والتعامل السيء في مرافق عدن بشكل عام، من الجانب العنصري والجانب السياسي، وكل شيء ،التجار الذين يشتغلون في عدن للضرورة يتعرضون لمذابح مالية، يضطرون للدفع لكل الأطراف على كل صغيرة وكبيرة، فساد لم أره طول عمري (هذا فساد ما بعد الحرب) فساد ما بعد الحرب والسلطة التي موجودة في عدن بالملايين أنا أعرف بعض التجار شهريا يدفعون اعتمادات للمسئولين بالملايين على أساس يقدر يمشي عمله وطبعا هم تجار من المحسوبين على المحافظات الشمالية الأغلبية طبعا هم الملح والمحرك ، خذ في بالك هذا الذي يجعل عدن والناس يهربون من عدن، فعدن في الوقت الحاضر لازم تكون شعلة، المفروض تكون مكانا استثماريا جذابا لليمنيين بشكل عام وللأشقاء وللأجانب، أنظر لمأرب المدينة الصغيرةوعدن المدينة والمدنية والتاريخ فبعض الاحتياجات تأتي من مأرب لعدن!.
* أنتم دائما تتحدثون أن أناس كثر يتحدث أنكم كنتم حاضرين في أول أيام الحرب في عدن.. هل بالإمكان تسليط الضوء على ما قدمه العيسي في هذا الجانب؟
– والله نحن متواجدون منذ أول لحظة أول بعدن وحتى اليوم، اختلفنا مع عصابة الحوثي، وحدثت مشكلة بيننا نحن وإياهم، وانسحبنا إلى عدن قبل، ومن أوائل الناس التي تحركت إلى عدن، ولا يزال الرئيس هادي بصنعاء ثم الرئيس خرج إلى عدن ، وهم طبعا استولوا على الميناء التابع لي بالحديدة وحتى اليوم لا يزالون، واستولوا بصنعاء على القناة التابعة لنا وبعض المباني, وحدثت بيننا وبينهم معركة مسلحة في الحديدة وبعدها انسحبنا إلى عدن لمدة شهر أو شهرين وبعدها جاء الرئيس وحدثت المعركة كان واجب علينا أننا نوقف ووقفنا بما يمليه علينا ضميرنا وواجبنا وساهمنا وكان لنا دور، وما اعتقد أن نحن نتمدح، هذا واجب علينا وهذا دورنا وهذا الكلام لعلك سمعت به وعلمت به.
ساهمنا بكل شيء كانت بواخرنا تشحن المازوت والقصف على البريقة وتوصل المازوت لكهرباء حضرموت والعكس تشحن لعدن والنفط الخام كانت بواخرنا محملة باخرة النفط الخام بحوالي 40 مليون دولار احتفظنا بها لستة أشهر إلى أن هدأت الأمور أتينا بها للدولة وفرغناها بعدما هدأت الحرب بعدما تحررت عدن إضافة لما قمنا به من دعم للأخوة في المقاومة والجيش الوطني كنا بأنفسنا موجودين، ثم جلسنا شهر وبعدها انتقلنا للرياض وما قام به أسطولنا البحري من نقل كل الناس الذين فروا من عدن إلى جيبوتي، المهم دعمنا كل المواقع كل الجبهات في عدن إلى أن تحقق النصر.
* سياسيا أين يقف العيسي وعلى أي تيار يمكن أن تحسب وأي تيار تحس أنه يقرب لك.. مؤخرا في حوار لحدور حاول أنه يربط بينك وبين الإخوان المسلمين هل هذه الاتهامات صحيحة ؟
– والله نحن معروفون وانتماءنا لحزب المؤتمر الشعبي، وأنا عضو قيادي في المؤتمر الشعبي في محافظة الحديدة وعضو اللجنة الدائمة، انتماءنا للمؤتمر الشعبي ومعرف وظاهر للعالم كله، ولكن هذه الأغنية والدعايات التي يقولها بن حدور قالها قبله كثيرون وقالها مسؤولون قالها حوثيون قالها حراكيون نحن لا يهمنا هذا الكلام ولا شيء ونحن عارفين أنفسنا.
والإصلاح هو حزب موجود مشارك في الحكم ومشارك في كل شيء ونحن ننتمي للمؤتمر الشعبي وقيادة المؤتمر الشعبي لمحافظة الحديدة وعضو اللجنة الدائمة ولعلك في هذه الأيام على اطلاع بما نقوم به من عمل لإعادة ترتيب هذا الحزب.
* علاقتكم بالحراك الجنوبي في عدن والمحافظات الجنوبية .. هل هي على ما يرام ؟ ..وما هو رأيك فيما يخص القضية الجنوبية؟
– والله نحن علاقتنا بالحراك الجنوبي ممتازة جدا والمشكلة لدينا هي بعلاقتنا مع المجلس الانتقالي، وهي علاقة غير متوافقة، والسبب أن هذا المجلس أداة بيد غيره، ولم يؤسس على أسس وطنية، ونشأ بسبب فقدان البعض لمصالحهم المادية والسياسية، ولا يحمل أية رؤية سياسية إلا الإقصاء ومحاولة استعداء الآخرين وتهميشهم والقضية الجنوبية قضية عادلة ويجب حلها.
الانتقالي مثله مثل التيارات السياسية الأخيرة موجة وستمر وهو في الأساس فاشل، نحن مشكلتنا الوحيدة بنظر القاصرين في الرؤية هي وقوفنا إلى جانب الشرعية ومع قيادة فخامة الأخ الرئيس والمشكلة أنهم يرون في ذلك عيبا ونراه فخرا لنا هذا هو العيب الذي يعتبرونه عيب نحن نفتخر به نحن دائما سياستنا وتوجهنا ووقوفنا ودعمنا للجهات الرسمية للحكومة للدولة لا نريد نتعاون مع مليشيات لا نريد نتعامل مع عصابات نتعامل مع دولة وشرعية عبد ربه منصور ولسنا نحن من فرضها فرضتها الانتخابات وفرضتها القرارات الدولية، وكل شيء ونحن معه وبالنسبة للوحدة اليمنية ونعرف سلبيات الانفصال أو تمزيق اليمن لذلك نحن متمسكون بهاتين النقطتين.
* السعودية والإمارات دخلوا في 2015م ودعموا الرئيس هادي بعد سنوات .. كيف تقيّم الدور السعودي والإماراتي في اليمن؟
– والله بالنسبة للتحالف نحن نشكره أنه تدخل ووقف مع القيادة اليمنية السياسية هذا موقف يسحب لهم، ونحن لا يسعنا إلا أن نشكرهم، وصحيح الفترة طالت وطولت وفي قصور من جانبنا ولكن بالأخير هؤلاء قدموا لمساعدتنا وليس بيدنا إلا أن نشكرهم.
* الحل في اليمن من وجهة نظرك بعد ثلاث سنوات للحرب .. هل هناك إمكانية للحسم العسكري؟
– الحسم اليوم ممكن ويمكن يحسم في فترة بسيطة أهم شيء تتوحد القوى وتتوحد القلوب وأن يلتف الشعب اليمني وقياداته وأحزابه وكذلك التحالف وأن يكونوا على قلب وجنب واحد، وستحسم الحرب في أقل من شهرين أو ثلاثة أشهر.
* أديب العيسي هو واحد من قيادات المقاومة في عدن وقبلها كان قيادي في الحراك وأخيرا تعرض منزله للتفجير واستشهد أحد أفراد أسرته وكثير من الناس لا يفهموا ما الذي يحدث بالضبط.. هل كان استهدافا لأسرة العيسي؟ .. أم أنه حدث إرهابي ؟ .. وهل تتهمون طرفا معينة بالوقوف وراء الحادثة؟
– والله أسرة العيسي ليست غريبة ولها تاريخها ومواقفها ودائما هي واقفة مع الجانب الرسمي والحكومي وقضايا الناس وحقوقها، وكنا أول من وقف مع القضية الجنوبية وقدمت تضحيات كثيرة كان آخرها الاعتداء على ولدنا أديب وقتل ابن عمه قاسم العيسي ولا شك أن هذا الهجوم هو هجوم إرهابي ومعروف من وراه كل التحقيقات موجودة وعلى الجهات الرسمية أن تقوم بواجبها بهذا الخصوص.
* هل تستطيعون توجيه الاتهام لطرف معين؟
– نحن في حالة الدولة لم تقم بواجبها سنوجه الاتهام وسنكشف الحقيقة.
* هل تحتفظون بالاسم ؟
– نعم نحتفظ بالاسم وتم الإمساك به وقد اعترف بكل شيء ومن وجهه ومن موله ومن حدد له هدفه.
* حسنا الوضع الحاصل في عدن من تجاذبات بين الانتقالي والشرعية والصراع الحاصل كشخص فاعل في المدينة ومؤثر بشكل كبير .. ما هو الحل برأيك لما يحدث في عدن؟
– الحل برأيي أن يكون إخواني وأهلي بعدن على قد المسؤولية وعليهم معرفة ما الذي يفيدهم وما الذي يضرهم الشيء الذي لصالحهم والشيء الذي ضدهم، وألا يكونوا أداه لغيرهم، وأن يلتفوا حول الهدف وعليهم أن يعرفوا من عدوهم، ويعرفوا من أجل ماذا، ويعرفوا أن اليمن يتسع للجميع، وأن عدن تتسع لكل أبنائها.
* هل أنتم – رغم المضايقات الحاصلة – مستمرون في العمل بعدن؟
– بالنسبة لي نعتبر عدن هذه بلدنا وأرضنا وتواجدنا فيها هو الواقع وهو الصحيح، ونحن لسنا نكرة أو مارين مرورا عابرا، نحن نمثل تواجدا كبيرا في عدن اعتبارها بلادنا تواجدنا كان من حيث الأسرة من حيث القبيلة من حيث التوجه الرسمي الحزبي من حيث الأعمال التجارية والأعمال الخيرية التي لنا تواجد فيها، ونحن بالعكس مستمرون ولا يهمنا من اعترض، وسنفرض تواجدنا في بلدنا وفي عدن ولا يقدر أحد يمنعنا منها أولا لأننا نشتغل صح، وأننا نحاول نلملم ونعمل إصلاح لصالح الدولة لصالح لشعب، لا أكلنا حق أحد ولا اعتدينا على أحد.
* طيب الكل في عدن يجمعون أن الوضع في عدن بعد الحرب فاشل.. برأيك من يتحمل مسؤولية الفشل الحاصل في عدن؟
– الوضع كان فاشلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتتحمله أطراف كثيرة أولا أبناء عدن بشكل عام وكل من في عدن سواء عدني لحجي تعزي أبيني شبوي حضرمي كلهم لم يقوموا بواجبهم تجاه مدينتهم .. الأمر الثاني السلطات المحلية التي تتحمل المسؤولية، والشرعية وحكومتها لم تقم بواجبها، والتحالف يتحمل أيضا ككل هذه الأطراف كان بمقدورها أن يوجدوا مدينة نموذجية، وأن يجعلوا كل اليمنيين الموجودين في مصر والأردن وتركيا وماليزيا والسعودية والإمارات موجودين في عدن ويجعلوا منها شعلة لكل اليمنيين، وموطن آمن لكل اليمنيين، ومكان استثمار لكل اليمنيين، واليمنيون أصحاب تجارة وأصحاب رؤوس أموال لو استغلت كانت عدن الآن ما عادها عدن التي نعرفها قبل الحرب، لكن هي سياسة أو توجه لمنع الاستقرار في عدن.
* من يقف خلف هذا التوجه ؟
– كل أعداء عدن، وكل غير المحبين لعدن …
* دون تحديد سم ؟
– أصلا كثيرة ما في داعي ندخل في الأسماء!
* الحراك شارك في السلطة في عدن بعد الحرب .. تقييمك لهذه التجربة هل كانت تجربة ناجحة ؟
– هذه النقطة تحدثنا عنها كثيرا، الحقيقة أن الرئيس عبدربه قال للجنوبيين والحراكيين خذوا دوركم الذي كنتم تشكون تغيبكم عنه لسنوات الآن جاء دوركم أمسكوا السلطة واشتغلوا ودعونا نرى أعمالكم وللأسف الشديد فشلوا فشلا ذريعا للغاية.
* ما هو السبب برأيك ؟
– السبب أنهم أناس غير مؤهلين ولا توجد عندهم إمكانيات قيادية ولا إمكانيات إدارية ولا أي شيء صفر اليدين من كل شيء.
نعود لشركة النفط صدر قرار بتعيين انتصار العراشة مديرا عاما للشركة .. هل تتوقع أنها تنجح؟
– شركة النفط شركة بسيطة جدا لا تحتاج إلى إمكانيات هائلة في الإدارة ولا إلى تحقيق معجزة، وهي عبارة عن شركة صف من الموظفين يملكون بنية تحتية مكونة من عدد من المحطات والمستودعات ورأس مال وإدارات مختلفة يشترون النفط ويبيعونه للمواطنين الأمور ليست صعبة، ولكن انحراف شركة النفط عن دورها الأساسي هو الذي أفشلها.. اعتقد أن انتصار عراشة ستنجح لأنها بنت النفط وتشتغل للشركة، أما الإخوة المدراء السابقين شغلوا أنفسهم بحاجات كثيرة سموا أنفسهم مناضلين سموا أنفسهم قادة وسموا أنفسهم منظرين بالأحزاب وجرفوا أموال النفط لا قدروا يوفوا مع عملهم ولا قدروا يوفوا مع توجهاتهم السياسية.
* قرار تحرير المشتقات النفطية الذي أصدرها الرئيس هادي هل تتوقع ينهي هذا الجدل وهذه الأزمات الحاصلة؟
– فعلا سينهيه لأنه فتح باب التنافس وأنت تعرف قرارات سابقة صدرت في عدة مشتقات القمح والمواد الغذائية وانتهت المشكلة الدعم هو المشكلة الأساسية في إظهار الفساد وإظهار الأزمة.
* الدعم الحكومي؟
– نعم الدعم الحكومي النفط إذا تحرر هنا سيكون المجال مفتوحا لأي طرف يريد الاستيراد بإمكان أي طرف يستورد وبعدين لما أنا ببيع وأنت بتبيع أنا بستورد وأنت بتستورد أتوقع المنافسة ستوصل الأسعار إلى سعرها الطبيعي ولكن في ظل شركات، أما شركة النفط التي هي أصلا محتكرة وتقول العيسي محتكر، أين المحاسبة لناصر حدور الذي كان موظفا في قسم الزيوت في شركة النفط عامل موظف وأصبح يسير معه ثلاثين مرافق وسيارات وفلل يبنيها على مرأى ومسمع العامة، فالنخيل الخاص بفيلته استوردها خصيصا من السعودية، من هو هذا من أين يأتي بكل هذه الأموال؟ طبعا من أموال شركة النفط فهو يستلم راتب مثله مثل غيره.
* هل هناك وقائع مرصودة لفساد ناصر حدور التي تتحدث عنه؟
– موثق ومرصود أنا لا أتحدث بحديث صحافة وإعلام أنا أطلب لجنة مختصة للتحقيق والنزول إلى شركة النفط نفسها وتعرف الفضائح التي ارتكبها ناصر حدور بحق الدولة وبحق شركة النفط وبحق أصحاب المحطات كلهم، تصور يأخذ 15 ريال على كل لتر باعه على كل التجار.
(لصالحه؟)؟
على أساس أنها لصالح شركة النفط، ويقال إنه يأكل خمسة منها وعشرة يوردها لشركة النفط، ويقال إنها لم تورد للنفط أي أموال وكل هذه الأموال بلغت أجماليتها أكثر من مليار، وهذا أبسط مثال وإذا تريد مثال حي انظر إلى البيت الذي بناه في مدينة الشعب وافتح تاريخ ناصر حدور قبل ما يصعد إلى كرسي شركة النفط ما الذي كان عنده؟
* هل أنت صحيح من جبت ناصر حدور ووصله إلى المنصب ؟
– الذي أتى بناصر حدور لهذا المنصب المناضل الكبير حسين عرب أنا لم آت بأحد.
* سؤال أخير لماذا نجحت مأرب وفشلت عدن؟
– اسأل الكوادر التي في عدن والكوادر التي في مأرب في فرق بين كادر عدن وبين كادر مأرب.
* أليس كلاهما تابعة للشرعية؟
– أنا لا أتحدث على الشرعية كرئاسة أتحدث على أفراد الشرعية رجال الشرعية حينما يريدون أن ينجحوا والعكس صحيح رجال الشرعية الذين في عدن مع احترامي لهم كلهم فاشلين وكلهم أدوات فارغة لا يقومون ولا هم حتى واثقين أنهم مسؤولون ولذلك فشلوا.
* كلمة أخيرة تود قولها أو نقطة لم نتطرق لها؟
– الكلمة الأخيرة أن كل الإخوة المخلصين والصادقين في بلادنا وخاصة في عدن عليهم أن يتحروا الصدق والإنسانية، إننا موجودون في عدن ونعمل من أجل عدن من أجل الدولة من أجل الشعب، ونقول لهم ها أنا أحمد صالح العيسي أي واحد عنده معلومات عني أني أكلت حق واحد أو أني ظلمت أحد أو أني استوليت على شيء أو أني أخذت أموال شركة النفط أو شركة مصافي عدن أو أي عمل غير قانوني أو فيه نوع من الابتزاز أنهم يتأكدوا من ذلك بعدين يعلقوا المشانق، لكن أن يقوم أحدهم وبنشوة قات يطلق تصريحات هنا وهناك هذا أمر مرفوض، أموالنا مع شركة النفط بالملايين نسأل مصافي عدن بالملايين نسأل وزارة الدفاع بالملايين نسأل وزارة الداخلية بالملايين نسأل الكهرباء بالملايين، ونشتغل وأنا أقولهم لازم يستعملوا عقولهم الآن، النفط نحن مسؤولون عن تمويل النفط بسبب الأمور التي قلت لك بعدن، إنهم البلطجة والتعامل مع الناس وفرض الإتاوات على الناس وانسحب كل الناس بقيت أنا لأن ما يقدروا يفرضوا علي إتاوات أو يفرضوا علي أي شيء، أنا أورد حق المناقصات وأورد لسقطرى، ولو تشكلت لجنة من أعلى الجهات خارجية محلية تنظر بكم أحمد العيسي يوصل اللتر والطن إلى عدن وإلى سقطرى، وبكم يصل الطن إلى المكلا وإلى نشطون وإلى الحديدة، بس مقارنة إذا وجدوا سعر أحمد العيسي أعلى من هذه المناطق حينها لهم الحق أن يتحدثوا عن أحمد العيسي بأنه محتكر بأنه فاسد!
* هل تواجهون مشاكل في سقطرى؟
– سقطرى نحن نبيع الآن اللتر إلى اليوم بـ(220) ريال بالسعر السابق لأنه بقي مخزون، فسقطرى ما تستهلك كثير، اليوم نبيع اللتر بـ(265) في عدن حضرموت بـ(282) وفي صنعاء بـ(350)، ونمون الجيش ونمون الكهرباء والجيش والصحة، ولم يدفعوا لنا ريال حتى بداية الحرب إلى اليوم.. كله من أجل بلدنا من أجل الدولة تنجح، نحن بحاجة إلى دولة إلى وطن نعيش فيه، ونستقر فيه، ونريد أن نساهم بواجبنا النفطي حسب الإمكانيات التي معنا لنجعلها في سبيل وطننا من أجل أهلنا وشعبنا.
نقلا عن عدن الغد