تشهد محافظة ريمة، غرب اليمن، حملة اعتقالات واسعة في صفوف المدنيين والناشطين من قبل المليشيات الحوثية الإيرانية، وذلك بالترافق مع هزائمها وانكساراتها في معارك الساحل الغربي تمهيداً لتحريره من جحافلها.
واعتقلت المليشيات الحوثية الإيرانية الاثنين الماضي، رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة، وعضو اللجنة العامة الشيخ “محمد عبده مراد”، واقتادته إلى جهة مجهولة، دون الإفصاح عن أسباب اعتقاله. وبالرغم من صدور قرار بتعيينه وكيلاً للمحافظة كمكافأة للجهود التي بذلها في تجنيد عشرات المقاتلين للقتال في الجبهات، خلال الأشهر القليلة الماضية.
كما اعتقلت المليشيات مسؤول حراسته الشخصية بعد ساعات فقط من اعتقاله.
وأدت الانهيارات المتتالية في صفوف مليشيات الحوثي والخسائر التي تتكبدها بشكل يومي في جبهة الساحل الغربي إلى قيام المليشيات بقطع كافة الطرق المؤدية من محافظة ريمة إلى الحديدة، كما منعت المليشيات أبناء ريمة من دخول مدينة الحديدة أو مديرية بيت الفقيه، خشيه الانضمام لصفوف قوات الجيش الوطني.
تعيين “الحباري” محافظاً!
وعلى الرغم من الجهود التي تبذل من أنصار المليشيات في المحافظة، إلا أنها أصبحت لا تثق بالمشرفين والقيادات الموالية لها من أبناء ريمة، ولذلك فقد عينت المليشيات محافظاً ينتمي لمحافظة صنعاء، يدعى: “فارس الحباري” بديلاً عن “العمري” الذي نصبته المليشيات محافظاً بديلاً للخضمي.
وجاء تعيين “الحباري” محافظاً لريمة كمكافأة من المليشيات له، نظير قيامه -في وقت سابق من التعيين- باعتقالات لعدد من الشباب في ريمة، بتهمة التآمر والخيانة وموالاة الحكومة الشرعية والعمل مع التحالف العربي.
ما تخشاه المليشيات
إلى ذلك، تخشى المليشيات عدم قدرتها السيطرة على الوضع في المحافظة، بالنظر إلى عدم اطمئنانها للولاء من مشرفين كانت قررت وضعهم في مديريات المحافظة، كما تخشى المليشيات أن تمثل ريمة إسناداً لجبهات الساحل الغربي المقاوم لتواجدها المليشاوي.
وتمارس المليشيات الحوثية فرض الجبايات على العديد من التجار في ريمة، وتنفذ حملة خلال رمضان، تستهدف جلب الزكاة من المواطنين. وتكرههم على حضور فعالياتها ونشاطاتها الطائفية، حيث أجبرت المليشيات أبناء المحافظة للاحتشاد الأربعاء الماضي، في منطقة بني الضبيبي للمشاركة في إحياء فعالية تحت مسمى ذكرى “استشهاد الإمام علي”.
مصادر محلية في ريمة قالت: إن المليشيات ضعيفة جداً في المحافظة وممارساتها تفقدها أي حضور حتى أن أنصارها من أبناء ريمة منزعجون من تصرفاتها تجاههم.
إلى ذلك تعد محافظة ريمة من أكثر المحافظات دعماً للشرعية بالمقاتلين، وهي محافظة جبلية يمثل موقعها أهمية استراتيجية في الجغرافيا العسكرية للساحل الغربي ومدينة الحديدة.