دعواتكم للريال اليمني فهو مصاب بالسكري، فحجمه قد قل، فبالأمس كان الألف الريال اليمني كبيراً وواسعاً، كان يملأ العين، يعني ملء هدومه كما يقولون، واليوم نحف حتى أنكر صورته أصحاب صنعاء فمنعوا التعامل به، وما أصاب الألف انتقلت عدواه إلى شقيقته الخمسمائة ريال فهي كذلك نحفت، ووحفيدتهما المائتا ريال تغير لونها بسبب هذا المرض المزمن، فتراها اليوم صفراء اللون زائغة العينين، بعدما كانت خضراء جميلة تسر الناظرين.
المشكلة يا سادة ليست في الحجم والشكل أو اللون، ولكن المشكلة إن هذه الإصابة للريال اليمني بالسكري قد جر نفسه على الطلوع والنزول، فمرة تراه بعد الفحص قد تجاوز المائتين، وبعد تناول العلاج، واستخدام الحمية تراه يهبط هبوطاً مخيفاً قد يؤدي إلى الإغماء، وربنا يستر.
الريال اليمني يا سادة يحتاج لاختصاصي باطني يراقب ارتفاعه وانخفاضه لئلا تتفاقم الحالة، ولا نستطيع إدراكه، فهذا الانخفاض المفاجئ قد يؤدي للإغماء الذي ربما قد يؤدي للوفاة، ولو استمر هذا الانخفاض قد نتدخل لزيادة جرعة العلاج الذي ربما تأتي بنتيجة عكسية.
الريال اليمني سريع الطلوع فهو كالصاروخ عند طلوعه، وعند هبوطه كأنه جلمود صخرٍ حطه السيل من علِ، ولكن الغريب في الأمر إنه عندما يرتفع لا يستطيع أحد اللحاق به إلا الأسعار، وعند هبوطه لا تستطيع الأسعار إدراكه والنزول معه، فهذه المعادلة لم نستطع فهمها.
الريال اليمني ينهار والأسعار اليوم نار ، الروتي 25 ريال وعاده شمر، وما يتمالك نفسه لما توصله للبيت، فعندما كلمنا أصحاب الفرن، قلنا الريال تعافى نقصوا سعر الروتي، قال لي لا تصدق الأسعار هي هي، ماسكة هاندبريك ولن تتغير، لأن الريال بلا بريك، فأخذت الروتي وأنا أردد: صادني في غرامه صادني والله صيدة مثل صيد الحمامة، يا الله عساني أقدر وتفكك من أيده، وتفكك من أيده، عرفتم من هو هذا الذي نريد التفكك منه؟ إنه الدولار الذي دوخ بالشعب اليمني، فترى المواطن اليوم من الصباح وهو يسأل كم الدولار اليوم، كم السعودي؟ وكأنه تاجر عمله، أو رجل أعمال، فلك الله يا بو يمن، والريال له السلامة.
وأخيراً سأطرح عليكم هذا السؤال كم الصرف السعودي اليوم؟ الجواب: 117، 91، 100، …… طبعاً هذا الصرف يتفاوت حسب المحافظة، فيختلف من محافظة إلى أخرى، ومن صراف إلى آخر، وقد أضحكني تعليق لأحد الأخوة عندما قال: هذا سعر صرف وإلا درجات الحرارة؟!!! ونحن بدورنا نقول له: لا يا أخي هذا الريال عنده سكري، دعواتكم له بالشفاء، وسلامتكم.