موت الثائر لا يعني موت الثورة.. رحم الله “طماح”

- ‎فيكتابات

كتب/ علي قابل

رحل اليوم الشهيد اللواء ركن محمد صالح طماح رئيس الإستخبارات العسكرية متأثراً بجراحه في حادثة قاعدة العند..
يحمل رحيله ألما وحسرة وآلاف الأسئلة والمعاني الذي يحمله التاريخ نفسه (13 يناير) والمنصب ذاته كقائد للاستخبارات العسكرية في الجيش اليمني والقضية نفسها وموقف المدافعين عنها وبها ولها..
اليوم هو 13 يناير الذي يحمل بين جنباته ذكرى أليمه لا تختلف عما نعيشه الآن وكأن الجراح التي لم تندمل بعد بحاجة لقدر ينكأها حتى توجع من تركها فترات طويلة دون علاج أو تنظيف أو تصحيح..
وكأن شخص الفقيد الذي يمثل منصب رئيس استخبارات عسكرية أيضا إختيار آخر للقدر حتى يتم التصحيح في مثلبة ضعف الاستخبارات العسكرية التي كان عليها تأمين الأرض والأجواء خصوصاً وأنها في حالة حرب مفتوحة على كل الإحتمالات وفي حضرت احتفالية يتواجد فيها أغلب قادة الجيش..
وكأن قادة نضال إستعادة الشرعية بحاجة لمثل هكذا عمل حتى يعلموا أن الحرب أبدا لم تكن مجرد نزهة أو استثمار شخصي يتخذ من العشوائية والتردد والرخاوة مواقف حاسمة للقضية..
آلاف الدماء التي اريقت والأرواح التي ازهقت كانت لا تكفي حتى تستيقظ همم القادة وتنقلهم من حالة البلادة والمداهنة إلى حالة الاستنفار الشامل والرغبة الجامحة بالحسم..
(لا تحرق النار إلا رجل واطيها) وكأن بالنار التي أحرقت اكباد المكلومين الكثر ثارت هذه المرة حتى تصل إلى اكباد المسؤولين حتى يعلموا أن فواتير المماطلة والتلكؤ عالية وليست رخيصة..
أتمنى أن نستفيد من درس (13 يناير) في تطهير الجراح ودواءها ونتمنى أن تستيقظ همم القادة حتى يدركوا أهمية الزمن وقيمة الدماء التي تسكب كل يوم..
واتمنى ان يدرك الجميع أن العدو ليس بلون واحد فقط وإنما بعدة ألوان وأشكال منها المعلوم ومنها الذي لم نظنه يوماً في دائرة الشبهة..
وأخيرا موت الثائر لا يعني موت الثورة وأظن أن برحيل القائد طماح قد تستيقظ قلوب كانت بحاجة لصدمة كهربائية يحسسها أنها قريبة من الخطر وبعيدة من الأمان حتى تعمل بجد في تأمين من وثق بها ومنحها شرف الدفاع عنه..
رحم الله طماح الذي نسأل الله له أعالي الجنة وخالص عزائنا للوطن بأسره فيه وفي كل شهيد سقط دفاع عن الوطن بدون عزاء من أحد وبدون ضجيج أو صخب..