أعظم محطة في حياتي وحياة الملايين (ثورة 11 فبراير)

- ‎فيكتابات

‎قبل اندلاع شرارة الثورة شاركت مع سياسين وحقويين وناشطين حضور اجتماعات مغلقة لمناقشة الانسداد السياسي الذي وصلت إليه البلاد…
‎وحينها كانت الدول الكبرى والمنظمات الدولية تصنف اليمن ضمن البلدان الفاشلة على كافة الأصعدة.

‎في الاجتماعات طُرحت الكثير من الأفكار والخطط.. أهم ماتوافق عليه الجميع هو ضرورة تغيير النظام السياسي بثورة سلمية عاجلة..

‎في خضم تلك اللقاءات اندلعت ثورة تونس، ثم مصر فكانتا بمثابة الوقود والمشجع لانطلاقنا نحو تحقيق أهدافنا السامية، وكنا نواكب الحراك الثوري العربي بمسيرات لليلاً ونهاراً ترفع الشعارات المطالبة بالتغيير.

‎كانت أحلامنا تتلخص بيمن تسوده الحرية والعدالة والدولة المدنية والمواطنة المتساوية والعيش الكريم.

‎كنا نستمع لكلمات النشيد الوطني بشكل مختلف كانت الدموع تتساقط على أنغامه.، الأغاني الوطنية أصبح لها مذاق اخر لم نتذوقه من قبل، والسبب هو الشعور بأن هذا الأغاني ليست لتمجيد شخص بل للوطن،
‎حاول النظام قمع فعاليات الثورة السلمية بعنف شديد ، استخدم الغازات السامة و الرصاص الحي وقدائف الهاون والار بي جي والقناصات لاستهداف متظاهرين سلميين ، أحرقت ساحة تعز في محاولة يائسة لتحويل مسار الثورة السلمي إلى العنف ولكن ذلك لم ينجح .

‎مثلت لي ثورة فبراير الكثير من الأمل .. المستقبل الأجمل.. التعايش .. القبول بالآخر .. الوطن للجميع .. الشراكة في الثروة والسلطة.

‎جمعتنا ساحات الثورة بشباب اليمن بمختلف توجهاتهنا الفكرية والسياسية والمناطقية وكافة الشرائح المجتمعية؛ تناسينا جمعياَ التبيانات والخلافات مجتمعين على الهدف العظيم لإنهاء الفساد والاستبداد والنهوض بالوطن.

‎تحل علينا الذكرى الثامنة ‏لثورة فيراير وقد مرت بلادنا بمعطيات ومتغيرات ووقائع كثيرة يطول الحديث عنها، أبرزها انقلاب الحوثي وتحالفه مع الرئيس السابق ، مما تسبب بما تعيشه بلادنا اليوم من أوضاع مأساوية، ومن يحاول تحميل الثورة وزر وضع بلادنا اليوم متجاهلاً السبب الحقيقي يغالط نفسه فقط.

‎صحيح اننا اليوم نحتفي بثورة فبراير رسمياً ” كيوم وطني ” وهذه مكسب يجب التمسك به والحفاظ عليه، ولكن الأهم هو أن يعمل الجميع على استكمال أهدافها واستمرارية النضال من اجل تحقيق التطلعات التي ضحى من اجلها الشهداء والجرحى والمختطفين، ومنطلقاً لدورة جديدة من مقاومة الاستبداد والمشاريع التخريبية التي تضر بالوطن والإقليم.

‎أخيراً هناك كلمة لابد أن تقال:
‎ أعتقد أن الجميع بات يدرك تماماً خطر الانقلاب الحوثي الذي يدمر بلادنا أرضاً وانساناً ، ويهدد محيطنا والعالم، يحتم علينا ذلك بكل شرائحنا واحزابنا ومناطقنا الاططفاف الوطني خلف الشرعية حتى استعادة الدولة وصولاً إلى اليمن الاتحادي وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي تعتبر ثمرة من ثمار ثورة الشباب الشعبية السلمية.

‎ياسر الحسني
‎أحد شباب ثورة 11 فبراير .