ارتفعت سحابة من الدخان الأسود في الهواء ودوى صوت الانفجار على أنحاء واسعة، فيما تعالت أصوات الأطفال والنساء بالبكاء في أعقاب سقوط صاروخ باليستي أطلقته مليشيات الحوثي على حي سكني في بلدة كشر الواقعة بمحافظة حجة شمال البلاد.
كان صوت الانفجار مدويا أثار موجة من الهلع في صفوف المدنيين الذين لم تهدأ روعتهم حتى دوى صوت انفجار آخر لصاروخ باليستي سقط هذه المرة في أرض خالية من السكان، لكن الجريمتين رغم وحشيتهما لم تحظيا بالإدانة الدولية.
وتشن مليشيات الحوثي حربا ضارية على المدنيين وتفرض على بلدتهم الريفية الواقعة إلى الشمال حصارا خانقا منذ نحو 45 يوما وتمنع عنهم الدواء والغذاء كما سيطرت على منابع المياه التي يتزود السكان منها بمياه الشرب.
وخلفت حرب المليشيات المستعرة على تلك البلدة 52 قتيلا من بينهم طفلان وثلاث نساء وأربعة من كبار السن، كما أصيب نحو 181 جريحا من بينهم 7 نساء وتسعة من الأطفال جراح بعضهم خطيرة وتستدعي تدخلا جراحيا عاجلا بحسب بيان لائتلاف المنظمات الحقوقية بمحافظة حجة.
وأفاد البيان الذي يرصد الجرائم الحوثية بحق المدنيين حتى شهر فبراير الماضي إصابة نحو (16) إمرأة بفقدان الوعي والإجهاض، فيما أصيب عدد من الأطفال بالتبول اللاإرادي نتيجة للانفجارات العنيفة.
وبحسب البيان “فجرت مليشيات الحوثي 20 منزلا، منها 13منزلاً بقرية النامرة ومدرسة واحدة على الأقل ومسجدا فضلا عن تضرر 1750منزلا أضراراً كبيرة نتيجة القصف الميليشاوي.
وامتد التوحش الحوثي ليطال القطاع التعليمي، حيث تعطلت 115 مدرسة وحرم نحو 20 ألف طالب وطالبة من مواصلة تعليمهم، كما تعرضت 45 مدرسة للقصف فيما حولت مليشيات الحوثي (8) مدارس أخرى إلى ثكنات عسكرية لعناصرها.
وبسبب نزوح الأهالي وعدم وجود مخيمات إيواء فقد لجأت بعض العائلات الفارة من جحيم القصف العشوائي إلى 22 مدرسة واتخذتها مساكن مؤقته.
وأكد البيان أن الأسواق الشعبية لم تكن بعيدة عما يجري فقد تسبب القصف العشوائي في تدمير خمسة أسواق وحرمت 2500 من التجار والعاملين فيها من تجارتهم ومصدر دخلهم الشهري.
وقال البيان الذي يسلط الضوء على الجرائم الوحشية التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق قبائل حجور منذ نحو 45 يوما أن مليشيات الحوثي سيطرت على 126 مزرعة خاصة بالمواطنين ودمرت 25 مزرعة عبر استهدافها بالقذائف فيما منعت المياه عن 247 مزرعة مما أدى إلى إتلافها.
وأضاف البيان الذي وصف الجرائم الحوثية بحق المدنيين بالمروعة والتي ترقى إلى جرائم حرب بإطباق المليشيات الحصار على 141 ألف نسمة من السكان ومنع دخول الغذاء والماء والدواء، من خلال استحداث (14) نقطة عسكرية من جميع الجهات.
وأوضح البيان أن القصف العشوائي أجبر 2200 أسرة على النزوح لعدد 48 ألفاً من الذكور والإناث، وحشدت المليشيات مقاتليها من مختلف المحافظات وهجمت على المنطقة من جميع الجهات وبمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة في ظل صمت مريب من قبل المنظمة الدولية المتمثلة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الأنسان وغيرها من المنظمات الدولية.
وندد البيان بالموقف الغائب للأمم المتحدة ومبعوثها الدولي عمّا يحدث في حق أبناء حجور من انتهاكات مليشيا الحوثي والتي ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية ضد الإنسانية تحرمها الشرائع السماوية ويعاقب عليها القانون الدولي.
وحذر البيان من وقوع كارثة إنسانية كبيرة وانتهاكات مروعة في حق أبناء حجور وتحويل المنطقة إلى أرض محروقة، داعيا الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الأنسان للقيام بواجبهم القانوني والأخلاقي في إدانة هذه الجرائم والضغط على مليشيا الحوثي في وقف مجازرها في حق أبناء حجور.
كما دعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث بمراجعة سياسته تجاه تصرفات مليشيا الحوثي والصمت عن انتهاكات الحوثيين في منطقة حجور.
وناشد البيان المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية العاملة في المجال الإغاثي القيام بواجبها الإنساني بإعلان منطقة حجور منطقة منكوبة وإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة.
كما ناشد الصليب الأحمر الدولي بالقيام بواجبه الإنساني من خلال زيارته للمنطقة والاطلاع على حجم الكارثة الإنسانية وتقديم الدعم للمدنيين.
(2ديسمبر)