كتب/ عبدالعزيز غالب الابارة
الثامن عشر من مارس 2011 يوم استقت الارض بدماء شباب الطهر والنقاء.. لا زلت ومعي الكثير نتذكر ذلك اليوم بحزن واسى فقد كان بعضا من اهلنا ورفاقنا هناك.. فبعد انقضاء الصلاة عدنا الى البيت وكنا نشاهد الفاجعة على شاشة التلفاز حاولنا الاتصال والاطمئنان على اخواننا ورفاقنا في الساحة لكن دون جدوى اردنا الوصول الى ساحة التغيير إلا ان الخطوط كانت مغلقة والشوارع اشبه بالثكنات العسكرية وجنود الامن المركزي وبلاطجة المخلوع يملئون الازقة والحواري ويطلقون النار على كل من يريد التوجه الى ساحة التغيير او يحاول الوصول اليها.
ظلت مذبحة الكرامة جرح غائر في قلب كل يمني وذكرى عالقة في اذهانهم فقد كان القاتل لا يفرق بين ضحاياه وجعل كل شئ حي يتحرك في الساحة هدفا لرصاصاته القاتلة وشهدت هول هذه الفاجعة الصحفية الاستقصائية أيونيا كريغ، وهي صحفية حرة كتبت عن رؤيتها لمجموعة اطفال في خيمة بساحة التغيير في ذلك اليوم مع بداية انهمار الرصاص: “كان الصبية – بعيداً عن قسوة ما يحدث على مسافة أقدام قليلة منهم، يحجبهم عن الخارج غلالة قماشية بيضاء خفيفة – يتمازحون ويضحكون. كان اثنان منهم يرتديان خوذات بلاستيكية هندسية وزعت على مخيم المعتصمين للحماية من الحجارة، التي أصبحت من أسلحة معارك الشوارع الشائعة على مدار الأيام الأخيرة… كان من الواضح تماماً أن الخيمة التي انهارت جزئياً لا توفر إلا أقل الحماية من رصاصات الرشاشات الكلاشنيكوف المتطايرة في الهواء. ومع عدم قدرتي على التعبير عن تضامني واهتمامي باللغة العربية للصبية الضاحكين، أشرت لهم أن يغادروا الخيمة، وكنت أهم بمغادرتها بدوري. رفضوا ذلك”.
ثمان سنوات سفك السفهاء خلالها دماء اليمنين دون وازع من ضمير او ذرة من انسانية واستباحوا الحرمات وانتهكوا الاعراض وهدموا البيوت والمساجد وشوهوا مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ودعوا إلى تبني الأفكار الطائفية والمذهبية الخبيثة ومضوا يدمرون النسيج الاجتماعي ويفرقوا بين ابناء الوطن الواحد بدعم وتأييد من قوى خارجية ومداهنات من مؤسسات ومنظمات دولية.