إنّ لإرادة الشعوب قوة وصلابة لا يستطيع فهمها من تربى في الذلّ والخنوع، وإنّ لانتصار إرادة الشعوب معنى لا يستشفه من عاش كالأيتام على مأدبة اللئام، يقتات مما يلقيه إليه سادته من فتات, وارادة الشعوب تعطي الدروس لكل الخانعين والخاضعين والمتذللين, ولنا مثال حي وبارز في ابناء مدينة سيئون بمحافظة حضرموت, الذين اثبتوا بالقول والفعل ان مدينتهم هي مدينة المحبة والسلام والتآخي والتسامح ورمزاً للتعايش على مر العصور, كانت وستبقى مدينة السلام والطمأنينة والوحدة الوطنية, مدينة التاريخ والحضارة والأمن والأمان والمحبة والمودة, مدينة لا تعترف بالمناطقية ولا السلالية ولا المذهبية, فهي مدينة يولد فيها الحلم, وتكتب فيها أجمل قصائد الحب والسلام, ويولد فيها أشبال المستقبل, باختصار هي مدينة تبعث بالأمل نحو مستقبل أكثر إشراقًا تسوده المحبة والعدالة .
منذ يومين خلت وجه ابناء مدينة سيئون صفعة اخرى لبائعي الاوهام وكل الماجورين الذين يبيعون الوهم لأبناء الجنوب باحتضان مدينتهم بطولة العالم للملاكمة العربية للمحترفين بعد احتضانهم للجلسة الاستثنائية لمجلس النواب اليمني شهر ابريل الماضي, وينشدوا في الجلستين الافتتاحية والختامية لهذه البطولة النشيد الوطني للجمهورية اليمنية وبصوت يهز القلوب ويحرك المشاعر ويخطف الالباب وتنخلع به الافئدة ليقول لكل من يبيع الوهم للناس إن مدينة سيئون وكل من سكن فيها انهم وحدويون حتى النخاع .
تثبت مدينة سيئون في زمن الايادي المرتعشة والهمم المتراخية صلابة وإرادة ابنائها الذين يرفضون رفضاً قاطعاً ان تدخل مدينتهم في بعض الصراعات على غرار ما يحصل في بعض المحافظات المحررة من انفلات امني والسطو على الأراضي والقتل بدم بارد وانتشار للمليشيات المسلحة التي تستبيح كل شئ من غير حسيب أو رقيب .
ان تنظيم بطولة العالم للملاكمة العربية للمحترفين بمدينة سيئون الحضرمية يُثبت للقاصي والداني وكل بائعي الوهم انه مؤشر ايجابي وحقيقي على دور الدولة على أرض الوطن، وذلك من خلال القبضة الأمنية, والإجراءات الحازمة والسريعة, وفرض هيبة وسيادة الدولة على الجميع, وهو مؤشر قوي بان الدولة قادرة أن تبسط نفوذها في جميع المحافظات المحررة دون استثناء, وهي صفعة اخرى لبائعي الوهم, والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والاستقرار والازدهار .