قبل سنة تقريبا حذفتُ تسعة عشر حسابا على فيس بوك لأصدقاء رحلوا إلى ربهم، إلا حساب هذا الزعيم اليماني فقد تسمرتْ يدي، ودمعتْ عيناي حين دخلتُ صفحته متصفحًا آخر منشوراته قبل استشهاده في يوليو ٢٠١٥م، فأبقيته صديقا افتراضيا في العالم الافتراضي، كما أبقيتُ أيضا على رقم هاتفه في جهازي. وهو من الأرقام القليلة التي كنت أحفظها.
الشهيد العميد أحمد يحيى غالب الأبارة، وجه سبئي، وقَيْلٌ يماني من أنْزه وأصدق وأشرف مَن عرفتُ في حياتي. ولا أظن أن له شبهًا بين الضباط الشرفاء الذين واجهوا الكيان الإمامي الحوثي إلا القشيبي أو الشدادي، ومن الباقين على قيد الحياة مفرح بحيبح، وإن كان يتفوق على الجميع بثقافته الواسعة، وفكره المستنير.
في صحراء العبر وفي يوليو ٢٠١٥م نالتْ منه أيادي الغدر والخيانة، لتنالَ من اليمن كله، في آخر ملاحمه النضالية التي سطرها خلال حياته المكتنزة بصور من البطولة والوطنية والإباء.
قالوا “شمسان” جافي “عيبان” ثم التقيا في منهى العبر
هل وحدنا من ألحدنا؟ أو من أوحى وأجاد النبر؟
يا سبتمبر قل لأكتوبر كل منا أمسى في قبر.