يلح علي بعض زملائي بالسؤال عما جرى في جدة وفي القاهرة، قلت لهم وأقول لمن ينتظر دون سؤال، إننا نحاول الوصول إلى توافقات تتعلق بهذا الهرم الوطني الكبير في حياتنا السياسية والديموقراطية وأعني به المؤتمر الشعبي العام الذي تعرض منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية مروراً باستشهاد زعيمة وأمينه العام إلى تدمير وتدجين ممنهج، لقد قتل بعض قادته وأعضائه و أدخل بعضهم السجن ونكل بهم ، ولم تسلم من الأذى المرأة المؤتمرية.
هذه المرة كانت المبادرة في لقاء جدة قد جاءت من الأشقاء في المملكة، وهي فرصة تتيح لنا البحث في أسباب هذا الانهيار، وتمنحنا وسيلة للنظر في إمكانية القيام بمصالحة مؤتمرية مؤتمرية تجب ما قبلها من خصومات وتناقضات، استمرارها يدل على تشوش في الوعي، وسيطرة الماضي على التفكير، وغرق في الأحقاد.
لقد رفضنا الإقصاء، واستبعاد الآخر، لايمكننا البقاء في أجواء السنوات الماضية المشحونة بالبغضاء، طالما والمصالحة وتوحيد القيادة تقوم على قاعدة الدفاع عن القيم الوطنية المنصوص عليها في الميثاق الوطني، ومرجعيات الحل السياسي الثلاث، وذلك لإدراكنا أن الإقصاء يفتح المجال واسعاً لمزيد من الانقسامات ستنعكس حتماً على مستقبل المؤتمر ولاحقاً على وحدة الوطن.
كان بيان جدة الذي عبر عن الحاضرين من قادة المؤتمر قد تناول قضاياً وطنية وأخرى مؤتمرية، مؤكداً على مواصلة النضال لمقاومة الانقلاب الحوثي والنضال المثابر لاستعادة الدولة، وتعزيز جهود التحالف العربي بقيادة المملكة. كما أكد اللقاء على أهمية احترام نتائج المؤتمر العام السابع، سبيلاً للتوافق، وعلى هذا الأساس فإننا نبحث في ترتيبات ستعرض لاحقاً على أعضاء اللجنة العامة والدائمة.
أريد أن أطمئن قادة وأعضاء المؤتمر في الداخل والخارج، (الداخل المحرر والداخل الخاضع لسلطة الحوثيين) أن أحداً منا أياً كان موقعه القيادي لا يسعى منفرداً أو في مجموعة صغيرة للقيام بجهد ما يؤدي إلى نتائج تنظيمية دون مشاركة واسعة من قادة المؤتمر، سنحرص على عمل توحيدي جامع بقيادة شرعية تحشد الجماهير في هذه المواجهة التاريخية لدحر الانقلاب الحوثي والتصدي للهيمنة الإيرانية. والحفاظ على بلدنا جمهورياً، وإعادة بنائه اتحادياً. وفي هذا الأمر لا مداهنة ولا مراوغة ولا ولا رضاً بالأدنى.