هل يعقبها زلزال مدمر؟.. الهزات الارتدادية في إسطنبول تتواصل

- ‎فيعربي ودولي

واصل مختصون أتراك، تحذيراتهم من إمكانية أن يضرب المدينة زلزال أعنف، قد تتجاوز درجته على مقياس ريختر 7، إلا أنهم شددوا على أنه من غير المعلوم زمانه.

وتواصلت الهزات الارتدادية، عقب زلزال الخميس، في مدينة إسطنبول مؤخرا، ما أثار المخاوف، من حدوث زلزال مدمر يضرب المدينة.

الزلزال الذي وقع يوم الخميس، بإسطنبول، بلغت قوته 5.8 درجات على مقياس ريختر، وبعمق 7 كيلومترات، بحسب إدارة الكوارث والطوارئ بالبلاد، وقد شعر به سكان إسطنبول والمناطق المجاورة لها.

وأعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، أن الزلزال الذي وقع في إسطنبول، ألحق أضرارا في 473 منزلا، وتسبب بإصابة 34 مواطنا تركيا، غادر 24 منهم المستشفى.

وعقب الزلزال، تواصلت الهزات الارتدادية، وثارت الإشاعات عن موعد لزلزال مدمر قد يضرب المدينة، ما جعل السكان يبيتون ليلة الجمعة في الحدائق والمنتزهات.

زلزال إسطنبول، أعاد للأذهان، الزلزال المشهور الذي ضرب المدينة في 17 أب/ أغسطس 1999، والذي بلغت قوته على مقياس ريختر 7.6، واستمر نحو 37 ثانية، ما أدى لمقتل 17 ألف شخص، ودمر آلاف المنازل، وأعلن عن عدد من المناطق بالمنكوبة، وخاصة مدينة أزميد.

وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ اليوم السبت، أن الهزات الارتدادية التي أعقبت زلزال الخميس الماضي، بلغت حتى كتابة التقرير 314 هزة.

وفي هذا السياق، أعرب الخبير الجيوفيزيائي، أوغوز قوندوغدو، عن قلقه في ظل استمرار الارتدادات الأرضية المتواصلة، مضيفا: “هل هذه الارتدادات تخبرنا بزلزال مرمرة الكبير؟.. لا نعلم، وعلينا الاطلاع على المعطيات لمعرفة ذلك”.

وأشار إلى أن تلك الارتدادات بنهاية المطاف ستتوقف، “وقد يحدث زلزال خلال شهر وهذا متوقع، ولكن لا نستطيع تسميته ولا يوجد بيانات كافية حول الأمر”.

بدورهم، قال خبراء من فريق جامعة إسطنبول التقنية، في بيان، إن التحليلات تشير إلى أن خط الصدع في كومبورغاز لم يتصدع ومازال مسدودا، إلا أن حدوث الزلزالين الأخيرين بدرجة 5.7 و4.6 في نهاية هذا الخط ينذر بالخطورة.

وأضافوا، أن التحليلات تشير إلى أن الزلزالين، والاهتزازات الارتدادية التي وقعت، كانت في نطاق ذات خط التشقق الميكانيكي، ومن الضروري اتخاذ الخطوات الاحتياطية لمواجهة زلزال أكبر في أي وقت.

أما الخبير في مرصد “قنديلي” ومعهد بحوث الزلازل في جامعة “بوغازاشي” التركية، خلوق أوزنير، لفت إلى أنه خلال السنوات الـ30 الماضية، سجل المرصد وجود تصدعات في شمال الأناضول بالمنطقة التي يمر بها بحر مرمرة.

اقرأ أيضا: زلزال بقوة 5.8 يهز مدينة إسطنبول.. ولا خسائر بشرية

وأضاف أنه عند النظر إلى الجزء الأوسط من تلك المنطقة، فإن الزلازل وقعت في معظمها في الجهة الغربية والشرقية لها، وهناك عدد قليل نسبيا وقع في الجزء الأوسط، وأن الزلازل التي كانت درجتها أعلى من 4.6 وقعت في تلك الجهات (الشرقية والغربية للقطاع الأوسط).

ولفت إلى أنه في الأيام الأربع الماضية، كانت الهزات الارتدادية تتركز بالقرب من الجزء الأوسط، وبالتحديد في الشمال مباشرة.

وأوضح أن الطاقة تتراكم وتخرج، إلا أنه من غير المعلوم متى نقترب إلى النهاية، ولا يمكن التنبؤ بموعد “زلزال كبير”، “إلا أننا بحاجة للاستعداد بأي لحظة”.

وشدد على أنه غير المعلوم، متى سيحدث الزلزال، إلا أنه في نهاية المطاف سيحدث، وزلزال مرمرة المنتظر، سيكون بقوة أكثر من 7 درجات، وهي حقيقة معلنة بشكل علمي، وليس واقعيا القول أن زلزال بقوة 5.7 وقع وقد زال الخطر.

وأضاف: “علينا أن نقبل حقيقة احتمال وقوع زلزال بقوة 7، واتخاذ التدابير على هذا الأساس”.

أما مهندس جيوفيزيا أحمد أرجان، فاستبعد حدوث زلزال كبير خلال الـ20- 25 عاما، وفقا لحساباته.

وأوضح، أن هناك “سلاحان”، أحدهما في القشرة الأرضية لمنطقة إسطنبول في الشرق، والآخر في “تيكرداغ في الغرب.

ولفت إلى أن الزلازل الأخيرة وقعت في محور تيكرداغ، موضحا أن هذا المحور القشرة الأرضية فيه هشة نوعا ما، لذلك تتركز الزلازل الضعيفة والمتوسطة فيه.

وأشار إلى أن البنية الأرضية لمحور إسطنبول، مازالت أكثر اتساقا، إلا أن ذلك لا يعني أنه لن يحدث زلزال في ذلك المحور.

وأشار إلى أن “خط الصدع فيه مازال مسدودا، ولا يمكن التنبؤ بوقت حدوثه، ولكن بحسب حساباتي فإنها تحتاج إلى 20 أو 25 عاما”.

وأرجأ ذلك، إلى أنه حتى اللحظة لا يوجد قوة 6 مليارات جيجا طن من الطاقة، لكسر هذا الصدع، وتحتاج لسنوات طويلة لتتشكل، و”لا نعرف بعد حجم التوتر داخل بطن الأرض”.