الهدف والمشروع والقضية والمطلب.. قراءة في خطاب فخامة الرئيس هادي في عيد الإستقلال.

- ‎فيكتابات

قوانين الله وسننه في تغيير الإنسان لنفسه وواقعه لا تحابي أحد، فهي سارية على كل عمليات التغيير والإصلاح، سواء كانت عبر مسيرة اكتمال الدين ويقودها رسل وأنبياء، أو عبر مسيرة تطور الإنسان ومعارفه واستخلافه يقودها مصلحون وعلماء وساسة، ومن يقرأ التاريخ وكتاب الله يجد معاناة ومآسي كل الأنبياء والرسل والعلماء والمصلحون أثناء مسيرتهم التغييرية والإصلاحية، ولذا فمعظم كتاب الله قصص قرآني لندرس عمل هذه القوانين والسنن في الأمم السابقة ورحلتها للتغيير والإصلاح ونعتبر، ونحن اليوم في معاناتنا ومواجهتنا للتغيير والإصلاح في مسيرة بناء اليمن الإتحادي لسنا خارج فعل هذه القوانين وتأثيرها.وعلى من يريد قراءة واقعنا ومسيرتنا نحو بناء اليمن الإتحادي كمشروع إصلاحي عظيم يقود مسيرته فخامة الرئيس هادي، عليه أن يقرأ هذا الواقع عبر هذه القوانين والسنن، ولو تدبرنا مسيرة أعظم الخلق الرسول والنبي محمد عليه الصلاة والسلام المدعوم والمنصور من الله، ومعاناته مع المؤمنين, التي سجلها القرآن والتاريخ, فهي تقدم نموذجا به تتضح العبرة, التي أراد الله للمؤمنين من خلالها فهم سننه وقوانينه, وكيفية التعامل معها بالتأسي بأعظم خلقه, رسوله ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام، ولو تذكرنا بعضا من تلك المعاناة  والمواجهات والمؤامرات ، مثل معاناة آل ياسر، وهجرة المؤمنين للحبشة والمدينة، وحصار المؤمنين في شعب مكة، ومحاولة قتله عليه الصلاة والسلام, وصلح الحديبية، وهزيمة أحد، كلها مواقف للعبرة لما تواجهه طرق التغيير والصلاح والإصلاح قبل النصر, حتى ولو كان التغيير والإصلاح ديناً يحمله رسل وأنبياء، فتلك قوانين الله وسنته وطبيعة خلقه، ولذا من الواجب علينا قراءة واقع مسيرتنا الإصلاحية اليوم ضمن هذا السياق في التعامل مع قوانين الله وسنته، لنتزود بثبات الصبر ويقين النصر وفهم الواقع وما يحاك فيه والذي أشار فخامة الرئيس هادي له في خطابه.

فذكرى الاستقلال مناسبة لتذكر مسيرة التغيير والإصلاح التي خاضها وما زال يخوضها شعبنا اليمني، ومن خلالها وجه فخامة الرئيس هادي كلمته للشعب اليمني موضحاً السير والمسار والهدف والمشروع والقضية والمطلب ونوجز ذلك في النقاط التالية:

1- الهدف والمشروع والقضية والمطلب والمنهج.

حدد فخامته بوضوح لا لبس فيه كل ذلك حين قال (اليمن الكبير هو هدفنا، والمشروع الاتحادي هو مشروعنا، وإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة هي قضيتنا، والتنمية والاستقرار والسلام هو مطلبنا، وفي سبيل ذلك سنبذل المزيد من الجهود وسنعمل على رص الصفوف مهما كلفنا ذلك).

2- مقام الاستقلال ودلالاته في النضال والحرية والفداء.

لقد بدا فخامته خطابه من هذا المقام ومناسبته, وما يحمله من دلالات تحدد طريق النضال وثمن ذلك من التضحيات, المعززة ليمن الأصالة والإنتماء والعروبة.

3- استلهام المعاني والقيم والمبادئ والروح الأصيلة والتضحية من أجل الوطن.

أوضح فخامته منهج منظومة القيم المتجذرة في الوجدان الوطني, والساكنة في قلوب اليمنيين والتي كانوا ومازالوا مستمرون في استلهامها للدفاع عن وطنهم وتقديم التضحيات في سبيله.

4- أحداث صنعت التاريخ.

بين فخامته أن الإستقلال حدث تاريخي صنعه رجال ونساء علينا اقتفاء أثرهم وأثارهم في صناعة التاريخ عبر المنهج التالي:

  1. تقديم مصلحة الوطن الكبير على مصالحنا الضيقة.
  2. التعبير عن انتمائنا بالتضحيات لا بالمزيد من المكاسب.
  3. البذل لا الغنيمة.
  4. السعي نحو توحيد الصف لا بالتمزيق والتفكيك والتشرذم.

 

5- عدالة القضية وشرف الهدف أقوى أسلحة التغيير والوصول لمجد الحرية والثورة.

أوضح فخامته بأن انتصار الثورة اليمنية المنطلقة من جبال ردفان في مواجهة إمكانيات المستعمر بالرغم من صعوبة الحياة وشح الإمكانيات  كان سببه هذا السلاح الذي لا يضاهيه سلاح في الميدان والذي حقق الإستقلال انتصارا لثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين.

6- دور الإنحرافات المعيقة لتطلعات اليمنيين في بناء الدولة والوطن.

حيث بين فخامته أن الكثير من المكاسب والتطلعات تحققت في سفر الثورة والوحدة, وابرز دور الانحرافات المعيقة التي تحاول إجهاض مسار التنمية والنماء واستكمال بناء الدولة ومن أبرزها حلول الأنانية والمناطقية والسلالية والعصبوية والأمراض الطائفية محل الروح الوطنية الجامعة.

7- مخاطر الإنحرافات وكلفتها على الوطن وأجياله.

أوضح فخامته مخاطر هذه الإنحرافات التي عصفت بالوطن أرضا وإنسانا وبما أحدثته من ندوب وشروخ ببناه ونسيجة الوطني والاجتماعي, وأضحت كلفة احتوائها واستئصالها عبئا ثقيلا يتحمله شعبنا اليوم وتدفع كلفته الأجيال القادمة.

8- مواجهة التركة الثقيلة والإرث الكبير وقيادة سفينة الوطن التي تبحر وسط  بحر متلاطم من الأطماع والتحديات والمخاطر.

حيث أوضح فخامته حجم كل هذا الإرث ومخاطره الذي تحمل فخامته مسؤولية مواجهته وقيادة الوطن للخروج منه, وبين هذه المخاطر بما يلي:

  1. مخاطر الإمامة المدعومة من النظام الإيراني, التي تضرب مسلمات النظام الجمهوري وتفقده جوهره ومعناه, وتعرض الوطن للانكشاف وتهدد الأمن الوطني والإقليمي والدولي.
  2. مخاطر ضياع الهوية الوطنية ,التي تتعرض للاستهداف المكثف شمالا وجنوبا.
  3. مخاطر القضاء على المكتسبات الوطنية والحرية والديموقراطية.

9- خيارنا الوحيد الصمود والعزم والعزيمة لمواجهة المؤامرات والمخاطر فمهمتنا ليست سهلة.

حيث أوضح فخامته بأنه ليس أمامه واليمنيون خيارا غيره, وسلاحهم في ذلك عزم وعزيمة, تسندها إرادة جبارة لشعب جبار وعظيم لا يعرف الاستسلام ولا يقبل الخضوع, وأوضح بأن الطريق غير مفروش بالورود وأن مواجهة المخاطر وبناء الدولة مهمة ليست سهل.

10- وعد وعزم وإرادة لقيادة الوطن نحو غاياته العظيمة وبناء اليمن الإتحادي.

حيث أوضح فخامته بيقين مطلق بأنه سيقود الوطن بعون الله وبالروح الجماعية التي نستمدها من عزم الشعب لتحقيق الغايات العظيمة وعلى رأسها يمن اتحادي جديد.

11- دلالة اليمن الإتحادي.

أوضح فخامته بأنه اليمن الجديد المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد ويلبي تطلعات شعبنا وطموح بلدنا ونهضتها ومستقبلها الذي يليق بهذا الشعب وتاريخه ونضالاته فشعبنا يستحق ذلك.

12- معا نكتب التاريخ.

وبين فخامته طبيعة اللحظة التاريخية وتلاقي الأقدار فيها ليكتب الجميع معا تاريخ هذه المرحلة الصعبة من تاريخ اليمن وبناء دولته الإتحادية.

13- عزم وإيمان لتجاوز التحديات والمخاطر وتخطي العقبات والانتصار للمشروع الوطني.

أوضح فخامته ذلك بالمضي قدما بعزم وقوة وبإيمان عميق وقوي بالمصلحة الوطنية العليا, لتجاوز كافة التحديات والمخاطر, من خلال ثقته بعظمة إرادة الشعب وقواه الحية ودعم الأشقاء والأصدقاء لنتجاوز التحديات وتخطي العقبات والانتصار للمشروع الوطني.

 

14- تحويل اتفاق الرياض لواقع حقيقي على الأرض من أجل الوصول إلى دولة واحدة وحكومة قوية تستهدف خدمة المواطنين والتخفيف عنهم .

حيث أوضح فخامته التأكيد على ذلك بالعمل مع إخواننا وأشقائنا بكل صدق وجدية وتحويله إلى واقع حقيقي على الأرض, وتوجيه فخامته لكافة قطاعات الدولة لتنفيذه كلا فيما يخصه، وأكد العمل على تذليل كافة الصعوبات التي تعترض إحلال الاستقرار, والمضي بكل عزم من أجل الوصول إلى دولة واحدة وحكومة قوية تكون أولوياتها خدمة المواطنين والتخفيف عنهم.

15- ادراك حجم المعاناة وطبيعة الدولة التي يحتاجها الشعب لمعالجة ذلك.

بين فخامته إدراكه لمعاناة الشعب شمالا وجنوبا, وإدراكه لحاجة الشعب لدولة توفر له الأمن والخدمات, بعيداً عن الشعارات والكلام, الذي لا يشبع جائعاً, ولا يشفي مريضا, ولا يؤمن خائفاً, ولا يقضي حاجة محتاج.

16- العمل مع المبعوث الأممي والأشقاء والأصدقاء لتخفيف معاناة شعبنا بكل الوسائل.

حيث أكد فخامته العمل مع المبعوث الأممي بروح مسئولة، والسعي مع الأشقاء والأصدقاء في المجتمع الدولي إلى تخفيف معاناة شعبنا بكل الوسائل المتاحة.

17- السلام خيارنا الإستراتيجي والحرب ضرورة مفروضة علينا.

حيث أوضح فخامته ذلك بأن خيار السلام هو خياره الاستراتيجي، ولم تكن الحرب إلا ضرورة فرضها علينا دعاتها.

18- يدنا ممدودة للسلام دوما.

بين فخامته بأنه مع السلام دوما وسيضل يمد يده للسلام عند كل فرصة ومناسبة.

19- خيارنا هو السلام العادل والشامل والمستدام.

أوضح فخامته بوضوح كامل أسس السلام العادل والشامل والمستدام بالأتي:

  1. السلام المستند على المرجعيات الثلاث.
  2. سلام يفضي إلى دولة واحدة وسلطة واحدة وجيش واحد ومؤسسات وطنية تعمل من أجل كل اليمنيين.
  3. سلام نسعى من خلاله لإنهاء أسباب الحرب ونعمل جميعا من أجل دولة اتحادية ضامنة للجميع.

20- دعوة للميليشيا الحوثية ومن يظن أن السلاح هو الحل بتحكيم العقل وتغليب مصلحة الشعب .

حيث وجه فخامته لهم دعوة للتعامل بمسئولية وجدية مع الاتفاقات وتحكيم العقل والمنطق وتغليب مصلحة الشعب اليمني.

21- تحية لكل الجهود المخلصة التي تبذل من أجل اليمن.

حيث وجه فخامته تحية لكل الأشقاء والأصدقاء على جهودهم المبذولة لأجل اليمن.

22- تحية لقيادة المملكة العربية السعودية لجهودها المخلصة والدائمة ميدانياً وسياسياً وتنموياً وإنسانيا ولتوحيد الجهود ورأب الصدع واستعادة الدولة.

وجه فخامته تحية لقيادة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع لجهود المملكة الدائمة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن عبر جهودها المخلصة ميدانياً وسياسياً وتنموياً وإنسانيا ، والسعي بجهود كبيرة نحو رأب الصدع ولملمة الجهود وتوحيد الطاقات نحو استعادة الدولة اليمنية ودعم التنمية والاستقرار.

23- تحية لتضحيات أبناء شعبنا اليمني وقواته المسلحة الباسلة والأمن وكل الشرفاء.

وختم فخامته خطابه بتحية لتضحيات أبناء شعبنا اليمني وقواته المسلحة الباسلة والأمن وكل الشرفاء الذين يقدمون التضحيات رخيصة في سبيل الوطن، في مواصلة لملاحم إخوانهم وآباءهم من الشهداء والجرحى ومناضلي ثورتي سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر المجيد.