من هو هيثم بن طارق الذي تم اختياره سلطاناً لعُمان عملاً بوصية السلطان قابوس.. ولماذا تم اختياره؟

- ‎فيعربي ودولي

ادى السلطان الجديدة لسلطنة عُمان اليمين الدستورية ظهر اليوم السبت 11 يناير 2020، وذلك في مراسم تنصيب هيثم بن طارق آل سعيد سلطانا جديدا لعمان.

وتم اختيار السلطان الجديد لعمان “هيثم بن طارق” بعد ان عقدت صباح اليوم السبت جلسة فتح وصية السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وبحضور عدد من كبار المسؤولين وأفراد العائلة المالكة.

ونصت الوصية بحسبما ذكرت وكالة الانباء العمانية على تسمية هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، سلطانا لعُمان.

وأوكلت العائلة السلطانية مجلس الدفاع بفتح الوصية طبقاً لما نصت عليه المادة السادسة من النظام الأساسي للدولة، واتخاذ الإجراءات لتثبيت من أوصى به جلالة السلطان بالتنسيق مع مجلس العائلة المالكة.

والسلطان هيثم بن طارق آل سعيد من مواليد عام 1954 وهو ابن عم السلطان الراحل قابوس، وكان قد تولى العديد من المناصب في عُمان، فسبق وكان رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية “عمان 2040” ثم وزيرا للتراث والثقافة منذ فبراير 2002، كما شغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية ومنها الأمين العام، ووكيل الوزارة للشؤون السياسية ووزير مفوض.

كما تولى منصب رئاسة الاتحاد العُماني لكرة القدم بين عامي 1983 و1986، وترأس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأسيوية الشاطئية الثانية التي أقيمت في مسقط 2010.

لماذا تم اختيار هيثم بن طارق؟

السلطان قابوس، هو السلطان الثامن في التسلسل المباشر لحقبة آل بو سعيد، العائلة الحاكمة في السلطنة العمانية، التي أسسها الإمام أحمد بن سعيد في عام 1741، تولي الحكم خلفا لوالده، جاء وفقا لقوانين البلاد، فنظام الحكم في عمان سلطاني وراثي.

والسلطان قابوس، خريج أكاديمية ساند هيرست العسكرية، والذي خدم في الجيش البريطاني، ليس له أخ أو أبناء، فقد طلق زوجته وابنة عمه نوال بنت طارق بعد زواج لم يتخط العامين، لذلك كان يخشى محللون ودبلوماسيون من اقتتال داخل الأسرة الحاكمة وخصومات قبلية وانعدام استقرار سياسي حين يتحتم اختيار حاكم جديدـ في الأسرة الحاكمة التي تشمل ما بين 50 و60 ذكرا مؤهلين لتولي منصب السلطان.

ووفقا للمادة السادسة من الدستور العماني، فإن مجلس العائلة الحاكمة يختار وريثاً للعرش بعد أن يصبح العرش شاغراً، ونظرا إلى أن كان للسلطان قابوس عدد كبير من أبناء الأعمام في الأسرة المالكة، يشغلون قيادات حكومية عليا بالبلاد، فكان من المتوقع أن يكون واحد منهم هو الأقرب لتولي العرش من بعده.

وعلى الرغم من أن تقارير وسائل الإعلام العمانية، ذكرت –في السابق- أن هناك ثلاثة مرشحين من أسرة أل بو سعيد هم الأقرب لكرسي السلطنة، وأن أوفرهم حظا هو ابن عمه أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد -63 عاما- الذي يشغل نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، بالإضافة إلى منصبه كممثل خاص للسلطان.

وذكرت العديد من الصحف العربية والأجنبية قبل أشهر قليلة من وفاة قابوس، أن تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد -36 عاما- يتقدم كخيار أقرب من والده (أسعد)، فهو شخصية مقربة من السلطان ويحظى باهتمام لافت في ترتيب الأسرة الحاكمة، فيما يحتل السيد فهد بن محمود آل سعيد، الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، الخيار الثالث في خلافة سلطان البلاد.

إلا أن آلية اختيار من يخلف السلطان في عُمان -وفقا للدستور- تعتمد في المقام الأول على الوصية التي يتركها السلطان، والتي نصت على تنصيب ابن عمه هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد (65 عاما)، الذي كان يشغل منصب وزير التراث والثقافة ورئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية “عمان 2040”.

ويتم تنصيب السلطان هيثم بعد اجتماع مجلس الأسرة الحاكمة، للتصويت على قرار السلطان، ويشارك في التصويت رئيس مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا، وفقا لما تنص عليه بنود الكتاب الأبيض المختص بشؤون الحكم والمُلك والإدارة للبلاد.