باسم “الدورات الصيفية”.. الطفل عبدالعزيز الذرحاني ضحية تجنيد مليشيا الحوثي للأطفال

- ‎فيأخبار اليمن

عبر مجالس القات التي يقيمونها في المساجد، استقطب الحوثيون الطفل عبدالعزيز علي الذرحاني البالغ من العمر 15 عاماً، وبعد عدة لقاءات باسم “الدورات الصيفية” أقنعوه بأنهم سيأخذونه في “رحلة طلابية” ولم يكن يعلم أنها رحلة بلا عودة طالما هي إلى جبهة القتال ليقتل هناك دون علم أسرته.

حين اختفى يوم 14 يوليو الجاري، من مدينته جُبن بمحافظة الضالع، بحثت عنه أسرته في مكان سكنهم ولم تعثر عليه وخافت أن يكون مخطوفاً، فلجأت لنشر إعلان في الشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي يتضمن صورته واسمه ومدينته وأرقام للتواصل معها مع عرض مكافأة مالية لمن يقدم معلومات عنه.

في ذلك اليوم كان شهود عيان قد أكدوا ذهابه مع ثلاثة مسلحين حوثيين كانوا ينتظرونه مع سيارتهم أمام منزله الذي خرج منه، وعلى ما يبدو أفادوا أسرته لاحقاً بما رأوه لتتواصل مع القيادات الحوثية المعروفة هناك وتسألهم عن ابنها ليردوا بعدم علمهم بمكانه.

وبعد عشرة أيام من اختفائه وتداول صوره عبر صفحات مواقع التواصل، تفاجئ والده باتصال قيادات حوثية تعزيه في مقتل نجله ونشروا له صوراً تنعيه بوصفه “شهيداً” مع كنية “أبو علي”. وقُتل الطفل في جبهة الفاخر بمديرية قعطبة بالضالع، بحسب معلومات نشرها المحامي عبدالرحمن برمان عبر حسابه على موقع تويتر.

يصف المركز الأمريكي (ACJ) المدافع عن حقوق الإنسان ما حصل للطفل بأنه عملية “استدراج وتجنيد”، وقصته تمثل “نموذجا لآلاف الضحايا من الأطفال الذين يجندهم الحوثيون ويزجون بهم في الصفوف الأولى للمعارك التي لا ينجون منها نظرا لحداثة أعمارهم ونقص تجاربهم وضعف قواهم البدنية”.

وفي بيان له، أدان المركز “بشدة ما تعرض له الطفل الذرحاني وآلاف الاطفال الذي قتلوا في القتال الدائر في اليمن منذ 6 سنوات”، مؤكداً أن “تجنيد الأطفال جريمة لا يجوز السكوت عليها”.

ودعا المركز مليشيات الحوثي وكل الجماعات المسلحة “إلى التوقف عن تجنيد الأطفال”، كما دعا “المجتمع الدولي إلى القيام بدوره في حماية الأطفال الواقعين في البلدان التي تشهد حروبا مدمرة ويتعرض فيها الأطفال للتجنيد والاستهداف خصوصاً في اليمن وسوريا”.

تجنيد الأطفال للقتال

وتقدّر الشبكة اليمنية للحقوق والحريات (تحالف يضم عدداً من منظمات المجتمع المدني) عدد الأطفال الذين جندهم الحوثيون بأكثر من 7 آلاف طفل، معظمهم دون سن الخامسة عشرة.

وأشارت في تقرير لها قبل ثلاثة أسابيع إلى أن نحو 64 في المائة، من الأطفال، ما زالوا يقاتلون في صفوف الحوثي، فيما تمكّن أولياء أمور أطفال من إعادة 418 إلى منازلهم.

ووفقاً للشبكة، وصل عدد القتلى إلى 1260، ما نسبته 18 في المائة، وأصيب 253، بينما وقع في الأسر 371. في حين لا يزال مصير 264 من الأطفال الذين غرر بهم الحوثي للقتال مجهولاً.

أما وزير حقوق الإنسان محمد عسكر فيقول في تصريحات سابقة تعود إلى فبراير الماضي إنه تم تجنيد 30 ألف طفل.  في حين تذهب تقديرات “المنتدى العربي الأوروبي لحقوق الإنسان” والتي تعود إلى سبتمبر الماضي، إلى أن الحوثيين جندوا 23 ألف طفل يمني.

وتقول منظمات حقوقية إن ما يسمى “الدورات الصيفية” التي ينظمها الحوثيون سنوياً تمثل أكبر مراكز استقطاب وتجنيد للأطفال للقتال في صفوفهم وهو انتهاك لحقوق الطفولة وقوانين حقوق الإنسان. وتفاخر الحوثيون بتسجيل قرابة ربع مليون طفل في هذه الدورات.