لتحقيق الشراكة مع القوى العظمى.. العيسي يصعد بالائتلاف الجنوبي نحو آفاق أوسع

- ‎فيحوارات وتحقيقات

في ظل المشهد السياسي الصاخب في اليمن والتناحر الأهلي الكبير الذي تغذيه أجندات خارجية وتنفذه أطراف داخلية، وانسجاماً مع الشعبية الجارفة التي بات يحظى بها الائتلاف الوطني الجنوبي كمكون يمني أصيل يضم الطيف الأوسع من اليمنيين، وقد ترجم ذلك على الأرض بالمسيرات المليونية الحاشدة في محافظات جنوبية عدة خلال الأشهر الماضية، كان الشيخ أحمد بن صالح العيسي يقود الائتلاف نحو آفاق الشراكة مع المجتمع الدولي الكبير، باعتبار اليمن طرفاً فيه تتأثر به وتؤثر فيه.

ولأنه بات الرقم السياسي الأصعب في البلاد خلال مدة وجيزة وبسبب النجاحات الباهرة للائتلاف الجنوبي الذي يعمل تحت قيادته،  بالإضافة إلى كونه الساند الأهم للشرعية اليمنية، فقد بدأت الدول العظمى كروسيا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها الكثير، في عقد مشاورات سياسية مع الشيخ العيسي، حول اليمن ومستقبله.

وما المشاورات التي عقدها قبل يومين مع رئيس لجنة حماية سيادة الدولة في مجلس الاتحاد الروسي، نائب أمين المجلس العام لحزب “روسيا الموحدة”، اندريه كليموف، والتي بحث الطرفان فيها مستجدات الأوضاع في اليمن، وآفاق التعاون بين البلدين والشعبين الصديقين، إلا دلالة شاهدة على الثقل السياسي الكبير الذي بات يشكله الشيخ العيسي بالنسبة للمجتمع الدولي.

العيسي يصعد بالائتلاف الجنوبي نحو آفاق أوسع

المتتبع لخط اللقاءات السياسية التي عقدها الشيخ أحمد بن صالح العيسي منذ عامين فقط سيكتشف مدى الأهمية التي بات الشيخ والائتلاف الجنوبي يمثلانها في المحفل الخارجي.

وعلى سيل المثال لا الحصر عقد الشيخ العيسي خلال عام فقط لقاءات سياسية هامة مع سفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، وهي الدول العظمى الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

كما وجهت العديد من الجهات الأممية والدولية دعوات للعيسي كرئيس للائتلاف الوطني لعقد مباحثات سياسية حول مستقبل البلاد، كان آخرها الدعوة التي تلقاها من وزارة الخارجية الروسية لزيارة موسكو، والتقى فيها خلال ديسمبر الجاري المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، بالإضافة إلى اندريه كليموف، رئيس أكبر حزب سياسي روسي.

وكان من بين المكتسبات السياسية الهامة التي أنجزها الشيخ العيسي من خلال هذه الزيارة توسيع دائرة الشراكة السياسية بين الائتلاف الوطني الجنوبي والأحزاب السياسية الدولية، بالإضافة إلى العمل على ضم الائتلاف إلى مؤتمر الأحزاب السياسية الآسيوية، وهو أحد أكثر المنظمات نفوذاً في آسيا.

وباعتباره أحد أقطاب الاقتصاد الوطني وموقعه كنائب مدير مكتب الرئيس هادي، وبالنظر إلى التجربة السياسية الحافلة بالتحديات للعيسي، فقد اكتسب الشيخ عمقاً ودراية بالمشهد السياسي وتشابكاته المعقدة على الصعيدين المحلي والدولي.

ولأن العيسي كان منذ ريعان شبابه يحمل في أعماقه هموم أبناء شعبه فقد كان الصادق في نقل رسالة الشعب اليمني إلى المجتمع الدولي.

وتتمحور الرؤية السياسية الاستراتيجية للشيخ العيسي بالنسبة لليمن في 3 مبادئ غير قابلة للمس أو التنازل وهي: وحدة اليمن – النظام الجمهوري للدولة – المرجعيات الثلاث (مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216)، وهو ما يظهر جلياً في كل لقاء سياسي يعقده الشيخ العيسي مع الأطراف الدولية ذات العلاقة.

لهذا كله فإن التجربة السياسية للائتلاف الوطني الجنوبي ذو العمر الزمني القصير تشكل رصيداً نضالياً غنياً في ظل قيادة حكيمة ومظفرة للشيخ العيسي، وكما أصبح الائتلاف في بضعة أشهر صاحب أكبر قاعدة جماهيرية جنوباً وشمالاً يسعى العيسي لأن ينال الاتلاف حقه من التمثيل السياسي في أية اتفاقات قادمة، وها هي عجلة الشراكة البناءة مع المجتمع الدولي بدأت بالدوران، الأمر الذي يشكل أحد أهم المكتسبات الوطنية للشعب اليمني أجمع.