الحرب والفقر و”كورونا” .. ثلاثي افقد اليمنين لذة الابتهاج برمضان

- ‎فيحوارات وتحقيقات

تهامة برس/ تقرير خاص/

بعد حرب دامت ست سنوات ودخلت عامها وفي ظل أوضاع معيشية صعبة وتفشي فيروس كورونا يستقبل اليمنيون شهر رمضان؛ وكلهم امل في الخلاص من هذه الكوارث واحلال السلام في بلادهم خاصة في المناطق التي تعاني من سيطرة مليشيات الحوثي.

ويحل شهر رمضان ضيفا على اليمنيين وقد قضت الحرب على مظاهر الاحتفاء بهذا الشهر الكريم في معظم المناطق اليمنية سواء المحررة او تلك التي لا زالت تحت سيطرة مليشيات الحوثي، وفي الوقت الذي يكابد فيه اليمنيون معاناة ست سنوات من الحرب المدمرة التي أجهزت على أغلب خدمات الدولة ودمرت الكثير من منشآت البنية التحتية وأفقدت وظائف ومصادر الدخل لكثير من اليمنيين، جاء رمضان متزامناً مع أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد التي ألقت بظلالها على الشأن اليمني السياسي والاقتصادي.

 

انحسار الاقتصاد وتدهور العملة

وساهم انحسار الوضع الاقتصادي بشكل كبير في زيادة معاناة المواطن اليمني بعد تدهور العملة الوطنية وفقدانها لاكثر من 350% من قيمتها في مناطق الحكومة الشرعية فيما حافظت على قيمتها (الوهمية) نسبيا في مناطق سيطرة الحوثي إلا أن انقطاع المرتبات وانعدام الدخل ساهما كثرا في زيادة البطالة خاصة مع استيلاء مليشيات الحوثي على موارد الدولة واقتصار الاعمال التجارية على شركات مملوكة لقيادات تابعة لها.

وتنعكس أزمة تدهور العملة على القوة الشرائية في معظم المحافظات اليمنية، بسبب ارتفاع أسعار السلع المستوردة من الخارج بالعملة الصعبة، ما يدفع التجار إلى رفع سعرها لتغطية العجز الحاصل في قيمة الريال، الأمر الذي يضاعف معاناة المواطن البسيط ويهدد بتوسع رقعة المجاعة أكثر من أي وقت مضى.

وتسببت الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي على الشعب اليمني في إيقاف معظم الأنشطة الاقتصادية، وانعدام فرص العمل، وتراجع الدخل لدى أفراد القطاعين الخاص والعام بمعظم المناطق اليمنية.

 

كورونا يفاقم الأوضاع في اليمن

لم تكن الحرب وحدها من تسببت بتفاقم الأوضاع المعيشية للمواطن اليمني بل جاءت جائحة كورونا لتزيد الطين بلة، في ظل انهيار المنظومة الصحية وغياب دور المنظمات الإنسانية وتقاعس المليشيات الحوثية عن اتخاذ خطوات جادة في مواجهة الجائحة.

ولوحظ خلال الأيام الماضية ارتفاع مخيف في تسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا في مناطق الحكومة الشرعية فضلا عن ارتفاع حالات الوفاة قياسا بحالات التعافي من الفيروس.

وتتصدر محافظة تعز في المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية حالات الإصابة وتليها حضرموت، وقد بلغ إجمالي الحالات المصابة بفيروس كورونا (5233) إصابة فيما توفي(1022) حالة والمقابل تعافى 1987 حالة من الفيروس المستجد حتى السبت 10 ابريل 2021.

 

الحرب افقدت رمضان بهجته

يجمع اليمنيون كافة على ان الحرب الدائرة في بلادهم منذ ست سنوات وفيروس كورونا قد أفقدا رمضان بهجته ولم يعد كثير من اليمنيين يستقبلون شهر رمضان بذلك الزخم المعتاد عليه منذ مئات السنين.

عبدالرحمن (41) عاما من سكان صنعاء يقول “كنا نستعد لاستقبلا شهر رمضان من شعبان من خلال شراء الحاجيات المتعلقة بالصيام واعداد وجبتي الإفطار والسحور بالإضافة الى شراء الزينة وتزيين المنازل وفي أول ليلة يتم الإعلان فيها عن رمضان نقوم بحرق “كومات” من الرماد المعجون بمادة “الجاز” على أسطح المنازل ابتهاجا بقدوم رمضان”.

ويضيف عبدالرحمن “اليوم ذهبت تلك البهجة والافراح مع سيطرة المليشيات على المدنية وفرضها طقوسا معينة على المواطنين لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا الدينية واليمنية”.

 

مليشيات الحوثي افرغت رمضان من محتواه

محمد من سكان صنعاء أيضا يتحدث بكل الم وحسرة عما الت اليه أوضاع بلاده بعد سيطرة مليشيات الحوثي عليها واندلاع حرب دخلت عامها السابع ولا امل بانفراجتها.

يقول محمد (36) عاما “كنا ننتظر قدوم شهر رمضان بفارغ الصبر لما لأيامه ولياليه من مذاق وطعم آخر اما الان فلقد أصبحت ليالي رمضان مثلها مثل سائر ليالي السنة بعد ان كانت مميزة بعباداتها وبأنسها وزخمها فقد كنا نقيم هذه الليالي باللقاءات وتبادل الزيارات على مدار الشهر بالإضافة الى تسابق الميسورين من الناس على العطاء وتفقد أبناء الحي وتلبية حاجات المحتاجين”.

ويضيف محمد وهو يأخذ نهدة عميقة ” اما اليوم فلا أحد يسأل على أحد فقد أصبح الناس كلهم بحاجة الى المساعدة ما عدا المشرفين وقيادات المليشيات الحوثية الذين يعيشون في بذخ وثراء فاحش فيما يعيش معظم أبناء الشعب في فقر مدقع”.