في مشهدٍ مثير للجدل، احتشد عدد من اليمنيين في أحد فنادق القاهرة المطلة على النيل، تلبيةً لدعوة سلام موجهة لأحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني السابق. وقد استقبل صالح الحضور من جناحه الخاص.
وأثار هذا الحدث تساؤلاتٍ حول دوافعه الحقيقية، حيث شبهه البعض بـ”مسرحية” مدفوعة الأجر، يسعى من خلالها بعض الانتهازيين إلى تلميع صورة أحمد علي عبدالله صالح وتقديمه كشخصية شعبية.
وقد عبّر الكاتب والصحفي محمد الخامري عن دهشته من استجابة الناس لهذه الدعوة، في ظل السياق السياسي المعقد الذي يمر به اليمن.
وعلى الرغم من وصف الخامري لأحمد علي عبدالله صالح بالشخصية المحترمة والخلوقة، إلا أنه انتقد بشدة هذا الحدث، معتبراً إياه محاولةً لفرض توريث الحكم في اليمن.
وأكد الخامري أن اليمن ليست ملكية وراثية، وأن السياسة يجب أن تخضع لمعايير وقواعد واضحة.
كما أشار الخامري إلى أن ظهور أحمد علي عبدالله صالح في هذا الحدث يمثل أول نشاط سياسي أو اجتماعي رسمي له، بعد فترة طويلة من الغياب، حيث اقتصر ظهوره على طلب البيعة.
وهذا ما يزيد من الشكوك حول الأهداف الحقيقية وراء هذه الدعوة.
المقالة:
بشار بن حافظ الاسد واحمد بن علي عبدالله صالح..!
في الوقت الذي يحتفي العالم بآخر الأبناء الهاربين من الأسر (الجملوكية) بشار الأسد، يرسم بعض الانتهازيين مشهداً ديماغوجياً آخر في القاهرة لإعادة أحد الأبناء إلى المشهد، بدعوة اليمنيين البسطاء المقيمين في مصر للحضور إلى الفندق الذي يقيم فيه الابن؛ للسلام عليه فقط والانصراف..!!
📌 يحشدون المساكين التواقين للعودة إلى بلادهم، يدغدغون عواطفهم ويدعونهم للفندق الضخم على النيل للسلام على (ولي العهد) فيما يشبه البيعة..!!
يكدسونهم في ردهات الفندق وقاعاته وهو محجوب في جناحه، ثم يخرج ليمد يده ويحاكي دور والده رحمه الله حينما كان يستقبل الوفود المهنئة بالمناسبات، ويقوم الجوقة بتنظيم (المبايعين) في طوابير طويلة ومشهد عبثي لايحمل أي دلالة غير انهم لايقرؤون التاريخ، ولايفهمون الواقع الذي تعيشه المنطقة، وان من خرج الباب لايمكن ان يعود من الطاقة كما قال والده رحمه الله..
📌 كنا في عزومة غداء بمنطقة أكتوبر، وإذا بأحد الأصدقاء يقول انه تلقىٰ اتصالاً هاتفياً يطلبنا للذهاب إلى سعادة السفير العميد (ولي العهد)، ركبنا السيارة وكان بجواري الزميل منير الماوري الذي سبق ان زاره وكتب عنه منشورات لاتتسق مع كتاباته وآرائه السابقة، وهذا كان مدخلي للحديث معه حول الموضوع..
وصف منير المشهد الذي رآه بأنه بيعة كبيعة محمد بن سلمان في الرياض، فقلت له بالحرف صلِّ عالنبي يااخ منير، أي بيعة واحنا يشلونا زي الكباش للسلام عليه، حتى دون تغيير ملابسنا، فضحك وقال ان هناك توجها دولياً لإعادة العميد احمد علي عبدالله صالح للحكم، ولا أدري مصدر هذه المعلومة ولم أسأله، وأجلتها لحين الجلوس مع العميد لعلي أجدها في ثنايا حديثه وفلتات لسانه..!!
📌 وصلنا الفندق ووجدته من النظرة الاولى مثل سوق الملح، مزدحم باليمنيين الذين جاؤوا من كل حدب وصوب منتظرين خروج العميد للسلام، وبينهم للأسف شخصيات ذات وزن؛ قبلي وسياسي وعسكري، علمتُ فيما بعد من اكثر من واحد انهم اتصلوا بهم كما اتصلوا بنا بأن السفير العميد يريد الالتقاء بكم، فرأوها فرصة لرؤيته والجلوس معه ومعرفة ماعنده ومايريد بالضبط، لكن الجميع تفاجأ بأنها مسرحية مدفوعة الثمن ينفذها بعض الانتهازيين الذين استلموا مبالغ باهضة لإيهام الرجل بشعبية طاغية (كاذبة ناصبة) أشبه بمن كانوا حول الحسين رضي الله عنه حين غرروا به ودفعوه للموت..
📌 دخلتُ من الباب الخلفي للفندق لاننا وضعنا السيارة في الموقف، فوجئت بالأعداد الكبيرة من الجنسين؛ وسألت مالذي سيحدث الآن، قالوا الرجل تعبان، مادد يده من العصر، دخل يرتاح وبيخرج يمدها مرة ثانية ويسلم على كل هؤلاء..!!
📌 قلت: وبعد السلام، قالوا الله معاك، من سلم يمشي..!!
قلت نشتي نجلس معاه نسمع منه ويسمع منا، قالوا مابش معه وقت.. المبايعين كثير 😁
📌 أقسم بالله اني استحقرتُ نفسي، مالذي ودف بي لهذا المكان، وزعلت حتى آلمني رأسي وانسحبتُ من الفندق قبل ان يخرج السفير من مخبئه.. خرجتُ وانا مستغرب؛ كيف لعاقل ان يشارك في مثل هذه المسرحية الهزلية، وكيف يهين نفسه بهكذا مواقف غبية ولماذا..؟
📌 أخيراً، حتى لايفهم منشوري في غير سياقه، أؤكد ان رأيي في السفير احمد علي عبدالله صالح منذ تعرفت عليه في صنعاء عام 2007 (17 سنة) وحتى اليوم انه من أرقى الشخصيات التي عرفتها كشخص، محترم ومهذب وخلوق وحيي، يستطيع ان يعيش ملك غير متوج فيريح نفسه وبدنه وأسرته، لكن هناك من يدفع به لإحراقه وادخاله في دوامة صراع لاناقة له فيها ولاجمل، فاليمن ليست ورثاً يطالب به، والسياسة والزعامة جينات كانت فطرية بوالده رحمه الله، لم يرثها من آبائه ولن يورثها لأبنائه، ومن حقه العمل السياسي والمنافسة على أعلى المناصب السياسية العليا لكن ليس عن طريق الوراثة فاليمن دولة وليست مزرعة، ونحن شعب ولسنا أحصنة يتم نقل ملكيتنا من الاب للابن، هناك طرق معروفة للعمل السياسي لم يسلك العميد احمد ايا منها حتى اليوم، لاتصريحات اعلامية ولا مشاركات حزبية ولا لقاءات مع المكونات السياسية اليمنية، ولا زيارات للفاعلين الاقليميين والدوليين في الملف اليمني، واول ظهور له جاء يطلب البيعة..!!.. ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه وامكاناتها..