شهد معبد الكرنك بالأقصر ظاهرة فلكية نادرة، حيث تعامدت أشعة الشمس على قدس أقداس الإله آمون رع، معلنة بدء فصل الشتاء رسميًا. وحضر هذه الظاهرة عدد كبير من الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم.
وأكد الدكتور الطيب غريب، مدير عام معابد الكرنك، أن هذه الظاهرة تتزامن مع الانقلاب الشتوي، الذي يمثل بداية فصل الإنبات عند المصريين القدماء. وأضاف أن الظاهرة تعكس مدى إلمام المصريين القدماء بعلوم الفلك وحركة الشمس والأجرام السماوية.
وتحدث غريب عن تعامد الشمس على قدس الأقداس، مشيرًا إلى أنها تكون على أبعد درجة زاوية من مستوى خط الاستواء، ومتعامدة على مدار الجدي. وأوضح أن هذه الظاهرة تُرصد في 21 ديسمبر من كل عام، حيث يكون النهار أقصر والليل أطول.
وقد اكتشفت هذه الظاهرة عام 2007 بواسطة خبراء في علم المصريات والفلك، وتم تأكيدها بدراسات مُفصلة عام 2010. ومنذ ذلك الحين، تحتفل محافظة الأقصر بهذه المناسبة سنويًا، وهذا العام هو الاحتفال السابع عشر على التوالي.
وفي سياق متصل، كشفت دراسة حديثة أجراها الباحث أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أن قدماء المصريين استخدموا معابد الكرنك كمرصد فلكي لقياس الزمن وتحديد بدايات الفصول.
وأوضحت الدراسة وجود علاقة بين التصميم الهندسي لمعابد الكرنك والاعتدالين الربيعي والخريفي، بالإضافة إلى الانقلابين الشتوي والصيفي.
وأشارت إلى ثلاث ظواهر فلكية فريدة تُعزز أهمية معابد الكرنك كمرصد فلكي، مؤكدةً أنها من أقدم وأكمل المباني الأثرية المرتبطة بفصول السنة الأربعة.
وأكد أبوزيد أن هذه الظواهر تدعم معرفة المصريين القدماء بالفصول الأربعة.
وقد قام بقياس حركة الضوء داخل الغرف المقدسة لمعبد الملك رمسيس الثالث ومعبد بتاح. ودعا إلى تكثيف الجهود البحثية في مجال الفلك الأثري لكشف أسرار المناطق الأثرية في مصر.