خلصت ورقة تحليلية حديثة إلى أن روسيا باتت تعتمد بشكل متزايد على دعم الحوثيين في اليمن، وذلك في إطار سعيها لاستهداف المصالح الغربية في المضائق البحرية الإستراتيجية. يهدف هذا التوجه إلى تشتيت انتباه حلف الناتو عن الحرب في أوكرانيا، وإلحاق خسائر اقتصادية بالدول الغربية في ظل تصاعد التوترات مع الغرب.
وكشفت الورقة، التي أعدها مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، أن موسكو تسعى للحفاظ على توازن دبلوماسي مع مختلف الأطراف اليمنية، بما في ذلك “المجلس الانتقالي الجنوبي” ودول الخليج. ومع ذلك، فإن دعمها غير المعلن للحوثيين قد يجعلها طرفًا منحازًا في الصراع، مما قد يؤثر سلبًا على علاقاتها مع السعودية.
وأشار التحليل إلى أن هذا التوجه قد يدفع الرياض إلى تقليص تعاونها مع موسكو ضمن “أوبك+”، أو نحو التوجه نحو اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة، مما قد يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي في المنطقة.
وأوضحت الورقة أن روسيا تستغل أزمة البحر الأحمر لترويج بدائل لوجستية مثل ممر “شمال-جنوب” مع إيران، والطريق الأوراسي البري مع الصين، بالإضافة إلى طريق بحر الشمال الروسي، وذلك كجزء من جهودها للالتفاف على الأضرار الاقتصادية الناتجة عن الصراع مع الغرب.
كما أظهرت الدراسة أن موسكو تستخدم الحوثيين كورقة ضغط تهدد أمن الممرات البحرية، في خطوة تهدف إلى تقويض النفوذ الأمريكي في المنطقة.
وأكد التحليل أن روسيا تتبنى استراتيجية جديدة تتمثل في الانتقال من التركيز على الأيديولوجيا إلى بناء تحالفات مرنة مع الميليشيات الطائفية، في محاولة لتعويض تراجع نفوذها العالمي، مما يزيد من تعقيد الأزمات الجيوسياسية في المنطقة والعالم.