واصلت القوات المشتركة لـ «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية أمس، المعارك ضد مسلحي الحوثيين وقوات صالح عند الأطراف الشمالية الشرقية لصنعاء، وأحرزت تقدماً كبيراً في جبهات تعز تحت غطاء من طيران التحالف، الذي طاولت ضرباته مواقع المتمردين وتعزيزاتهم العسكرية في صنعاء ومحيطها ومحافظات مأرب والجوف وحجة وصعدة.
وأكد مدير دائرة التوجيه المعنوي للجيش الوطني العميد محسن خصروف، أن «هناك مؤشرات كبيرة إلى أن ساعة الانقلابيين أزفت»، وأضاف -في تصريحات بثها على صفحته الرسمية في «فايسبوك»- أن قوات الجيش الوطني والمقاومة «نجحت بتفوق في فتح البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء».
وكشف خصروف «أن قبائل بني الحارث وأرحب وبني حشيش أعلنت انضمامها إلى الشرعية، وأن هزائم الانقلابيين تتوالى، وأن قيادات كبرى في قوات الاحتياط التابعة لقوات الحرس الجمهوري والموالية للرئيس السابق التحقت بالشرعية وقوات الجيش الوطني».
وتسعى قوات الشرعية إلى مواصلة التقدم عبر جبال نهم إلى مديرية أرحب المجاورة شمال صنعاء وإلى مديرية بني حشيش في شرقها لتطويق المدينة والسيطرة على المطار وعدد من المعسكرات التي يسيطر عليها الحوثيون في المديريتين.
وأفادت مصادر المقاومة أمس بأن قوات الشرعية «طهرت عدداً من المواقع في منطقة كرش الواقعة بين محافظتي تعز ولحج بدعم ومساندة مقاتلات التحالف التي شنت سلسلة غارات على مواقع ميليشيا الحوثي وأجبرتها على التراجع».
وأضافت أنها سيطرت على «مواقع جديدة في محيط مركز مديرية المسراخ جنوب تعز وفرضت حصاراً على مواقع المتمردين في مركز المديرية، في حين لجأ الحوثيون إلى تكثيف الهجمات على مواقع القوات الشرعية في مديرية «ذوباب» الساحلية وواصلوا قصف الأحياء السكنية في مناطق «صبر» و «الأقروض».
وكشفت المصادر أن 11 حوثياً على الأقل قتلوا إلى جانب سبعة من عناصر الجيش والمقاومة في المواجهات التي دارت في مناطق الأقروض، بالتزامن مع غارات للتحالف طاولت مواقع الانقلابيين في مديرية «ذوباب» ومدينة المخا الساحلية غرب تعز.
ومع تصاعد حدة الخلاف وتبادل الاتهامات بين الحوثيين وأنصار صالح إثر سقوط المدخل الشمالي الشرقي لصنعاء في قبضة قوات الجيش والمقاومة، عقد صالح أمس اجتماعاً لكبار القيادات في حزبه «المؤتمر الشعبي».
ونقلت مصادر الحزب الرسمية تصريحات لصالح جدد فيها مهاجمة دول التحالف العربي المساندة للحكومة الشرعية، واعتبر ما سمي بـ «ثورات الربيع العربي»، «مؤامرة صهيونية».
وعلمت «الحياة» أن الرئيس عبدربه منصور هادي غادر أمس العاصمة الموقتة عدن في زيارة إلى جزيرة سوقطرى اليمنية في المحيط الهندي قبل أن يتوجه منها إلى الرياض.
وعثر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على سراديب وكهوف للحوثيين وقوات صالح في معسكر الفرضة في نهم. وقالت مصادر في المقاومة إن تلك الكهوف التي يزيد طولها على 60 متراً ومزودة بإنارة، كانت تستخدمها الميليشيات الحوثية للاختباء من قصف الطائرات وتخبئة السلاح والمؤن والذخيرة.