بدون مقدمات أكتب ، فالواقع لا يحتمل اي حرف كمقدمة وتوطئة وتمهيد ،
وفي حين تعاني المدينة ويلات الحصار والحرب ، وازدحام منازلها بالمعاقين جراء الأسلحة التي لا تتوقف عن الاتجاه نحوها ، يظهر تيار “معاقي الضمير” ، ممن وجدوا في المقاومة مكانا ، يمكن من خلاله العمل على الاستفادة على حساب ممتلكات الناس، وكذا نشر التذمر وتنفير الحاضنة الشعبية للمقاومة ، وربما العمل المنظم مع جهات أخرى أعطت لهم الأوامر مؤخرا ، ببدء العمل ..
لذا ، أي لص ، يتستر بثوب المقاومة ، هو حقير وسافل، وخائن لدماء الشهداء من رفاقه الذين قاسمهم قطعة الخبز، والضحكة، وطلقة الرصاص، والجوع أيضا !
وواجب على جميع الأطهار الوقوف في وجهه، وإعادة الحقوق لأهلها، حتى لا يتطور الأمر أكثر !
وأي موزع للاتهامات، ومستغل للأخطاء، وحريص على إيجاد الثغرات، وتوسيع الهوة ، وإطالة معاناة الناس ، حتى لو كان ذات لحظة ضمن صفوف المقاومة ، فهو أحقر من الحقارة نفسها..
في المقاومة رجال أشراف، أطهار ، كقطرات الماء ، منهم من قضى نحبه، ومنهم من لا زال في المتارس وخطوط المواجهة ينتظر ، خرجوا للدفاع عنك ، عن أهلك ، عن عرضك ، فبأي وجه تطعنهم من الخلف الآن ؟!
وفيها أيضا ، بحكم أنها عمل شعبي غير منظم جاء كردة فعل، ونتيجة ، للعدوان الحوثي والعفاشي على مدينتهم ، فيها سيء الأخلاق ، والقافز على حقوق الناس ، ومن تمتد أياديهم إلى ممتلكات الغير ، وواجب الجميع الوقوف في وجه هؤلاء ، بأي طريقة .
هناك من يحرسون الثغور ، وهم الأغلبية ، لا زالوا منذ أشهر بدون فلس واحد، يتحدون الجوع ، والخوف ، والريح والبرد ، وأكثر من ذلك الخذلان ، فكيف نظلمهم بهذه الصورة المريعة؟!
الآن ، على قيادة المقاومة، وقيادة المجلس العسكري ، واللجنة الأمنية ، وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية المنخرطة في ركب المقاومة، وقبلهم محافظ المحافظة الشرعي ، على جميع هؤلاء الوقوف بشكل جاد أمام هذه الاختلالات..
لم تثر المدينة على لص ينهب الحريات، ليأتي بعض الجبناء ويسرقوا أثاث المنازل والبيوت !
تعز تنتظر منكم حراكا حقيقيا، بدون تأخير ..
فإن لم تكونوا بحجم اللحظة ، وإن لم تمتلكوا شيئا في أياديكم فاخرجوا إلى الناس وقولوا لهم ذلك..
إن كنتم عاجزين فدعوا غيركم يتقدم، وإن كنتم قادرين فنناشدكم بحق الشهداء أن لا تتأخروا أكثر!
أما عن عشاق التشويه ، ومستغلي الاخطاء والعثرات ، وواضعي المجهر على الاختلالات ، الصامتين عن تضحيات مشروع عظيم قدم لليمن كلها وليس لتعز فقط نقول : المقاومة مشروع طاهر، فلا تدنسوها بألسنتكم !
من يخطئ قولوا له أخطأت أنت ، وحاسبوه هو بذاته ، ولا تحاسبوا تضحيات الشهداء ومشروعهم العظيم ..
خذلتموهم حين كانوا لا زالوا هنا ، فلا تلاحقوهم بالخذلان حتى القبور !
في ركب المقاومة مضى 1732 شهيدا ، وبقي أكثر من 9729 جريحا على فرش الوجع ، وفي غرف الإهمال ، فلا تتناسوا كل هذا !
في حين تنتظر المدينة منا عملا قويا، منظما، لفك الحصار عنها، وتحرير بقية أجزائها ، تحدث هذه الاختلافات التي يغذيها أطراف معروفة، ونحن – بقصد أو بدون – ننساق للتصديق ، ونذهب للاتهام، ونرتمي في أحضان الشائعات ، لننام على مصيبة، ونصحو على أخرى ، وأم المصائب أن يتحكم بعقولنا الطرف الآخر وأدواته دون أن ندري !
يا جميع هؤلاء ، تعز تستحلفكم :
لا تتركوها ، لا تخذلوها !