مع استمرار مسلسل انفلات الأمن في عدن هاجم مسلحون مجهولون أمس موكب مدير شرطة مديرية التواهي العقيد سالم الملقاط أثناء مروره في حي التواهي بمديرية المنصورة شمال المدينة ما أدى إلى مقتله إضافة إلى أحد حراسه، في وقت نفى تنظيم «القاعدة» مسؤوليته عن «مذبحة دار المسنين» التي راح ضحيتها أول من أمس 16 شخصاً. وقال تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في بيان خاطب فيه سكان عدن «نؤكد لكم نفي صلتنا وعلاقتنا بعملية استهداف دار المسنين، فليست هذه عملياتنا وليست هذه طريقتنا في القتال». واتهمت السلطات اليمنية تنظيم «داعش» بالمسؤولية عن المذبحة.
ودان مجلس التعاون لدول الخليج العربية الهجوم الإرهابي الذي وقع على دار المسنين. ووصفه عبداللطيف الزياني الأمين العام للمجلس بأنه «جريمة مروعة تتعارض مع القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية، وتكشف عن طبيعة وأهداف القوى المناوئة لعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن». وأعرب عن «ثقته التامة بقدرة الأجهزة الأمنية اليمنية على كشف ملابسات هذا العمل الإجرامي الوحشي ومرتكبيه الذين تجردوا من كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية»، مقدماً تعازيه لذوي الضحايا المغدورين من يمنيين وأجانب، وللحكومة والشعب اليمني في هذا المصاب الأليم.
إلى ذلك نفى تنظيم «القاعدة» في بيان بثه على الإنترنت مسؤوليته عن اغتيال الشيخ عبدالرحمن العدني أحد أقطاب السلفيين في جنوب اليمن قبل حوالى أسبوع.
وفيما رجح مراقبون مسؤولية فرع تنظيم «داعش» عن الهجوم على دار المسنين التي ترعاها راهبات ينتمين إلى جمعية «الأم تيريزا»، لقيت «المذبحة» إدانات محلية ودولية واسعة. وقال الفاتيكان في بيان إن البابا فرانسيس «يشعر بالصدمة والحزن العميق» بعد تبلغه مقتل أربع راهبات في الدار.
وعلى صعيد العمليات العسكرية ضد الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، أفادت مصادر الجيش والمقاومة أمس بأنها حققت تقدماً جديداً وسيطرت على أجزاء كبيرة من سوق «مسورة» في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء بعد معارك ضارية مع المتمردين استمرت يومين. وأضافت المصادر أن تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش الوطني والمقاومة وصلت أخيراً إلى جبهة نهم عبر محافظة مأرب، وتضمنت أسلحة نوعية من بينها مدافع ذاتية الحركة.
كما واصل طيران التحالف شن غاراته على مواقع مسلحي الحوثيين وقوات صالح في مديرية صرواح غرب مأرب وفي مديرية خولان جنوب شرقي صنعاء، وأفادت مصادر ميدانية بأن الغارات امتدت إلى جبهة محافظة تعز واستهدفت مواقع المتمردين في مناطق «جبل حبشي ومديرية ماوية» في ظل قصف مستمر لميليشيا الحوثيين على القرى والأحياء السكنية المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المقاومة والجيش الوطني.
سياسياً، استأنف مبعوث الأم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أمس جهوده الرامية إلى عقد جولة جديدة من محادثات السلام بين الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثيين و»المؤتمر الشعبي» (حزب صالح). وذكرت مصادر حكومية أن ولد الشيخ التقى أمس في الرياض الرئيس عبدربه منصور هادي الذي شدد على «ضرورة توافر حسن النوايا، وإجراءات بناء الثقة، لاستئناف المحادثات». واشترط هادي قبل العودة إلى المفاوضات قيام الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، ورفع الحصار عن المدن، وإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحافظات المحاصرة ومنها تعز.
وتتهم الحكومة الشرعية مسلحي الحوثيين باعتقال مئات الناشطين السياسيين والإعلاميين والقادة الحزبيين، وتطالبهم قبل الحديث عن أي تسوية سياسية بإطلاق سراح وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وشقيق الرئيس هادي، اللواء ناصر منصور هادي، والقائد العسكري البارز فيصل رجب.