“المؤتمري لا قيمة له” هذا هو معيار جماعة الحوثي في التعامل مع حزب المؤتمر الشعبي العام ورئيسه صالح وكل اعضائه الذين تحالفوا وساندوا ميليشيا جماعة الحوثي .
ساند المؤتمر جماعة الحوثي منذ مطلع العام 2014 بشكل واضح وعلني وقدم لها كافة التسهيلات، فمن قوات الحرس الجمهوري والسلاح إلى الأموال والنفوذ القبلي والتأييد الإعلامي والشعبي وغيره، بينما تنكرت جماعة الحوثي للمؤتمر الشعبي العام ومنعت انعقاد مجلس النواب عقب إستقالة هادي كي لا تنتقل السلطة إلى المؤتمري يحيى الراعي، وأصدرت الإعلان الدستوري رغم أنف المؤتمر، وشكلت اللجنة الثورية العليا واغتصبت حقوق الشراكة مع المؤتمر الذي كان يظن نفسه المحرك الرئيسي للأحداث وصاحب الفضل في وصول جماعة الحوثي إلى صنعاء .
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل مع إنطلاق عاصفة الحزم عملت جماعة الحوثي بصمت وصبر شديدين لإزاحة القيادات المؤتمرية من مفاصل الدولة فصدرت العشرات من قرارات اللجنة الثورية المعلنة وغير المعلنة، بإزاحة قيادات مؤتمرية من مناصبها، والمحصلة أن تقليم اظافر المؤتمر كان يجري على قدم وساق، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ان جماعة الحوثي اهانت قيادات مؤتمرية كبيرة ووصل بها الأمر إلى حصار عارف الزوكا في أحد منازل القيادات المؤتمرية، واقتحام عدد من معسكرات الحرس الجمهوري، والتهديد باعتقال المخلوع صالح والاحتفال بذكرى الثورة ضده، ويأتي الرد الحوثي مع كل اعتراض مؤتمري بأن المرحلة هي مرحلة التصدي للعدوان ولا لشق الصف، وأي حديث عن خلافات هي خيانة ولنفتح صفحة جديدة من التعامل وهكذا في كل مرة.
بالأمس فوجئ المؤتمريون بصفعة جديدة، فوفد حوثي بقيادة محمد عبدالسلام شخصياً وصل إلى منفذ علب الحدودي وسلم أسير سعودي بل وصل الحد إلى عرض الجماعة استعدادها لوقف المعارك على الحدود وحمايتها، وتحدثت وكالة رويترز أن وفداً حوثياً وصل إلى السعودية بالفعل لإجراء محادثات بعد أسبوع من المحادثات المباشرة، وبالطبع صحون الكبسة السعودية لن تكون غائبة، بينما لم يعلم المؤتمر بتسليم الأسير والوفد الحوثي إلا من وسائل الإعلام .
السؤال الذي يطرح نفسه ماذا استفاد المؤتمر الشعبي العام من التحالف مع جماعة الحوثي سواءً قبل او بعد عاصفة الحزم ؟ بينما استفادت الجماعة كل إمكانيات المؤتمر ونفوذه .
الحوثيون سبقوا المؤتمريين إلى الرياض فيما سيعض المؤتمر اصابع الندم على ذلك بعد أن كانت ابواب الرياض مفتوحة أمامه طوال سنوات طويلة وكانت حظوظه أوفر في طرق أبواب الرياض لكن تعنته صب في صالح جماعة الحوثيين التي أدركت أن الرياض هي اللاعب الأول في اليمن وأنه لابد من الإتفاق معها، وربما الأمر لن يقف عند ذلك بل أن المؤتمر الشعبي العام قد يكون الضحية القادم فجماعة الحوثي لا تتورع بالغدر بشركائها وبيعهم في أقرب سوق .