سجل الحريات ليست الصحافية، بل العامة في اليمن في عهد الانقلابيين الحوثيين قاتمة السواد، ومليئة بالانتهاكات والجرائم الجسيمة، منذ إنقلابهم الأسود في إيلول / سبتمبر من العام 2014.
وكان محقاً جدا الاتحاد الدولي للصحافيين في بروكسل، حينما وضع اليمن في المرتبة الاولى في تقريره السنوي لحرية الصحافة والانتهاكات التي تطال الصحافيين في دول العالم لعام 2015 ، من حيث تراجع حرية التعبير وتعاظم الانتهاكات وجرائم القتل والاختطافات القسرية والتعذيب من قبل جماعة الحوثيين والتحالف الحوثي الصالحي، إلى جانب العراق وفرنسا في ذات المرتبة.
2015 كان عاماً اسود للصحافة اليمنية، وهذا العام ايضا لن يكون افضل حالاً أو وردياً. خطأ ً من الأنظمة الرجعية كميليشيات الحوثي صالح أو المتقدمة مثل حكومات الدول العظمى، أنها بحجبها للصحف ومواقع الأخبار الالكترونية، ومصادرة الصحف واعتقال الصحافيين والسياسيين، تحافظ على استقرار البلد وسكينته وتحافظ على الأمن القومي، بل على العكس تماماً، فالصحافي كما يقول المثل التونسي مثل الهر إما تركته يأكل العشاء أو جزءا منه، أو اصاب وجهك بخدوش غائرة.
الحوثيون والتيار الحوثي الصالحي لم يكونوا يوماً ما أصدقاء للصحافة والصحافيين بشقيها المحلي أو الوطني اليمني، أو الخارجي العربي والعالمي، ودليل كلامنا هذا، قبل الانقلاب الحوثي كان هنالك 15 قناة فضائية تعمل وتبث من العاصمة اليمنية صنعاء، وعشرات الصحف اليومية والأسبوعية المنتظمة كذلك، الان الصورة مغايرة تماماً، لم تعد سواء قناة وحيدة وهي اليمن اليوم التابعة لنجل الرئيس السابق علي صالح، وشركة شبام الإعلامية التي يمولها العميد احمد علي صالح، ومكتب قناة المسيرة الحوثية الناطقة باسم التيار الحوثي وزعيمه السيد عبد الملك الحوثي، بسبب مصادرة الصحف واعتقال المراسلين وإطلاق النار عليهم وتهديدهم ومصادرة الأجهزة التي يعملون بها، واحتلال مكاتبها من قبل ميليشياته المسلحة، وكان واضحا تحريض السيد عبد الملك الحوثي لأنصاره وميليشياته تجاه الصحافيين حينما وصفهم» بالخونة والمرتزقة وانه يتوجب أنه يكون هنالك عمل لمواجهتهم على حد قوله» في خطابه المتلفز على تلفزيون المسيرة بتاريخ 19 أيلول / سبتمبر الماضي.
الصحافيون اليمنيون معظمهم سجناء في سجون غير قانونية واستثنائية في صعدة، أو في سجون الأمن السياسي في صنعاء، أو مهاجرون بسبب التحريض ضدهم ونعتهم بالدواعش أو دوعشتهم إن صح التعبير، من قبل الآلة الإعلامية للتيار الحوثي الصالحي، وما أكثر حملاتها وضحاياها في الوقت نفسه هذه الأيام، وخاضوا رحلة قلم صعبة ومريرة مرغمين، ونحن من بينهم، بحثاً عن حرية داسها الحوثيون، وأسلوبها بفوهات بنادقهم ورصاصهم وغبائهم وتخلفهم، الذي قتل كل شيء جميل، وحلم الدولة المدنية اليمنية الحديثة، وكل معارضٍ حر شريف، حاول الوقوف في وجههم، وليس فقط الصحافيين، ولكنهم اي الانقلابيين الحوثيين لم ولن يتمكنوا من قتل روح المقاومة لانقلابهم في قلب وصدر كل يمني غيور على وطنه، ويرفض نظام السيد والعبودية، والعودة باليمن إلى العصور الوسطى.. وولاية السيد الفقيه، المستلهمة من ولايه الخميني في طهران.. نكتب هذا الكلام بعد أيام فقط من شن السيد أسامة ساري رئيس تحرير صحيفة «المسار» الناطقة بإسم التيار الحوثي منشورات تحريضية طائفية تطال الزميل الصحافي معاذ القرشي المحرر. الصحافي في يومية «الثورة»، التي هي محتلة من قبل ميليشيات الحوثيين منذ ما بعد انقلابهم على الحكومة الشرعية في صنعاء في أواخر العام 2014، حيث كتب ساري « مرحباً بداعش صحيفة الثورة الرسمية.. وأمثاله كثر داخل الصحيفة الرسمية للدولة» بعد ساعات من نشر الزميل القرشي منشورات مختلفة على حسابه على فيسبوك يشيد فيها بالانتصارات المتلاحقة والكبيرة التي حققتها مقاومة تعز والجيش الوطني بإسناد جوي من طيران التحالف العربي، على صعيد الجبهة الغربية وتحريرها بالكامل.
محاولة نعت الزملاء الصحافيين بداعش هو أسلوب مفضوح وساقط اخلاقيا وبكل المقاييس، بات الحوثيون يستخدمونه للنيل من خصومهم والإعلاميين الذين يقفون في خندق المقاومة والجيش الوطني الشرعي، ومحاولة يائسة لإرهابهم وتخويفهم وإسكات اصواتهم الحرة، وحرف بوصلتهم واتجاههم السياسي والوطني البحت..
والتحريض ضد الزميل القرشي ودوعشته ليست الاولى، ولن تكون الاخيرة.. فبعدها بيوم واحد، قام عديد من الأشخاص المجهولين بالاعتداء على أستاذ اللغة الغربية واللغات السامية في جامعة صنعاء الدكتور رصين الرصين، وشجوا رأسه وأراقوا دمه، يعتقد بانتمائهم لميليشيات الحوثي، وهي جريمة لا أخلاقية ولا إنسانية، وهي وصمة عار في جبين كل يمني متحضر، وإفلاس لميليشيا الحوثي صالح، التي لا تفقه سوى لغة القتل، في مواجهة قادة الرأي وحملة الاقلام.
لا نملك إلا ندين حادثتي الاعتداء على الدكتور رصين الرصين ونتمنى له الشفاء العاجل، والتهديد والتحريض ضد الزميل معاذ القرشي، بأقوى الكلمات، ونعلن تضامننا الكامل معهما، ولن يتوقف مسلسل الانتهاكات الحوثية في اليمن، طالما استمر الانقلابيون في الحفر في حفرة الطائفية المقيته والعمل بأيديولوجيا إيران. وعدم الاستسلام وإعادة ما نهبوه من أسلحة للحكومة الشرعية.
الحوثيون ودوعشة الصحافيين
No more posts
No more posts