بل أيام من انطلاق الهدنة المقررة ليلة العاشر من شهر أبريل/نيسان الجاري، نقلت مواقع سعودية أنباء عن انهيار هدنة كانت قد انعقدت قبل أسابيع على الحدود اليمنية السعودية، في خطوات قد تعصف بالجولة الثالثة من المفاوضات التي فشلت جولتاها الأولى والثانية في التوصل إلى حل للأزمة اليمنية.
هذه الأنباء أكدها رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي، في تصريحات نقلتها وكالة سبأ التي يسيطر عليها الحوثيين، حيث أكد «حدوث استفزاز في جبهة الربوعة قابله رد من اللجان الشعبية بالسيطرة على مواقع سعودية إضافية أعقب ذلك تواصلات سعودية على أن تنسحب اللجان الشعبية من المناطق الجديدة التي سيطر عليها وتبقى التهدئة والتفاهمات قائمة» .
جاء ذلك خلال استعراضه مسار التفاهمات الأولية الجارية مع الجانب السعودي على الحدود والمحددات الإنسانية والأخلاقية لتلك التفاهمات القائمة على أساس واحد هو ما أسماه «وقف كامل لضربات التحالف ورفع الحصار».
من جانبه أكد وزير الخارجية اليمني أن «الحكومة ستلتزم بوقف إطلاق النار ابتداء من 10 أبريل القادم، وأن فريق التشاور والمستشارين ولجنة التهدئة والتواصل في حالة اجتماع دائم من أجل الترتيب لذلك وعمل كل ما من شأنه ضمان نجاح وقف إطلاق النار».
وشهدت الأيام الماضية تفاهمات عديدة بين السعودية وجماعة الحوثي أفضت إلى عملية تبادل أسرى استلم خلالها الجانب السعودي 9 من جنوده مقابل تسليم 100 من الأسرى الحوثيين بعد زيارة قيادات حوثية للمملكة العربية السعودية.
استعداد حكومي
ويبدو أن الاستعدادت للمفاوضات، على الجانب الحكومي، تجري، على قدم وساق، حيث أكد رئيس الوزراء اليمني خالد محفوظ بحاح خلال ترؤسه اجتماعاً في الرياض للجنتين السياسية والاقتصادية على ضرورة تحديد أولوياتها الأساسية لوضعها على طاولة المفاوضات المقبلة مع ممثلين الحوثي وصالح من أجل الوصول إلى نتائج مرضية للبلاد.
أما وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، فقد أكد حرص بلاده على السلام واستعدادها لبذل كل جهد في سبيل إنجاح المشاورات المزمع عقدها في الكويت.
وقال المخلافي وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الحكومية «إن المشاورات ستتم وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 وكذلك القرارات الأخرى ذات الصلة والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتطبيق مخرجات الحوار الوطني، ولهذا عملت الحكومة على إعداد أوراق عمل تتضمن رؤيتها لتنفيذ القرار 2216 لضمان إنجاح المشاورات»
من جانبها قالت وسائل إعلام يمنية أن قائد المقاومة الشعبية بمحافظة تعز حمود المخلافي بأنه وصل إلى العاصمة السعودية الرياض قادما من اليمن في زيارة تتصل بمشاورات سياسية ستجريها قيادات من الحكومة الشرعية والمقاومة مع الجانب السعودي استعدادا لأي تفاهمات سياسية قبل المفاوضات السياسية بالكويت .
تطورات ميدانية
وأشارت الصحف اليمنية، اليوم الأحد، أن قوات المقاومة والجيش الوطني الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، سيطرت على موقع للمسلحين الحوثيين في محافظة الجوف، المحاذية للحدود السعودية، شمالي اليمن وذلك عقب شنها هجوماً عنيفاً، سيطرت خلاله على موقع الزلاق في منطقة العقبة، بمحافظة الجوف، التي اتخذها الحوثيين نقطة تفتيش لهم.
يأتي ذلك في إطار اشتباكات تدور منذ أشهر في الجوف، بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، تمكن فيها الطرف الأول من السيطرة على معظم المناطق، من بينها مدينة الحزم، عاصمة المحافظة.
تفاؤل حذر
المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أعرب عن تفاؤله بشأن المفاوضات المرتقبة داعيا كافة الأطراف إلى «اغتنام الفرصة لتوفير آلية للعودة إلى انتقال سلمي ومنظم على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني».
فيما قال الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام استعداد جماعته للذهاب إلى المفاوضات المقبلة «بلا شروط مسبقة أو محددات متفقة عليها» في إشارة إلى الشروط الخمسة التي أعلنها المبعوث الأممي كركيزة للمفاوضات وهي «الانسحاب، وتسليم السلاح، والترتيبات الأمنية، والحل السياسي، وإنشاء لجنة لإطلاق سراح السجناء والأسرى»