هناك فرق كبير بين الحرب من أجل نشر الفوضى والاستيلاء على السلطة وفرض النفوذ والهيمنة الأجنبية، وهو ما يفعله الانقلابيون الحوثيون وأنصار المخلوع علي صالح في اليمن، وبين الحرب من أجل الدفاع عن الشرعية وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، وهو ما تفعله قوات التحالف العربي التي تشارك فيها القوات المسلحة الإماراتية بقيادة المملكة العربية السعودية بناء على طلب رسمي من الحكومة الشرعية اليمنية، واستناداً إلى المعاهدات العربية.
وها هي دول التحالف العربي تؤكد مصداقيتها وحسن نواياها، وهي في مركز القوة في الميدان، وقواتها تحقق انتصارات كبيرة وتقترب من العاصمة صنعاء، فتوافق على الجلوس للمفاوضات، حقناً للدماء وسعياً من أجل السلام، وهو ما أكده أمس الأول ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، الذي أعلن عن اقتراب الوصول إلى اتفاق حول الحل في اليمن، مؤكدا أن المملكة تدفع باتجاه الحل السلمي.
بقي أن تصدق النوايا، وأن ترفع إيران أيديها وتتوقف عن ممارسة ضغوطها ودعمها للانقلابيين، وحثهم على مواصلة القتال من أجل فرض نفوذها في المنطقة، وبقي أن يلتزم الحوثيون وأنصار المخلوع بقرارات الشرعية الدولية في اليمن، و«إن عادوا عدنا»، وهو ما أكده الأمير محمد بن سلمان بقوله «في حال انتكست المباحثات فإن السعودية مستعدة لذلك».