كشفت مصادر لـ”سبق” عن تحقيق قوات التحالف العربي نجاحات إستراتيجية خلال الشهر الماضي والجاري على الجماعات الإرهابية في اليمن، وتحديداً جنوب وشرق اليمن. وتمثلت هذه النجاحات في تدمير مراكز تجنيد ومعسكرات ومخازن سلاح في كلٍّ من: حضرموت، وأبين، وعدن، ولحج، وشبوة، وذلك في إطار الحرب التي يشنها التحالف على جماعات الإرهاب وميليشيات الانقلاب في اليمن باعتبار الطرفين نتيجة ومحصلة واحدة؛ بل مشروع واحد خرج من رحم نظام المخلوع صالح وأذرعه الأمنية التي دمرت اليمن وأنهكت الشعب اليمني طيلة أكثر من ٣٠ عاماً انتهت بإدخال اليمن حرباً وانقلاباً وإرهاباً في آنٍ واحد.
وخلافاً لاتهامات دوائر الاستخبارات والجهات الإعلامية الغربية للمملكة العربية السعودية والتحالف بخلق بيئة مناسبة لنمو الحركات الإرهابية إثر الحرب على الانقلابيين تقول المعطيات على الأرض: إن التحالف يخوض حرباً شرسة ضد الجماعات الإرهابية في اليمن والتي تنشط منذ نحو ٢٠ عاماً.
– حراك واسع:
وخلال الأيام الماضية وضع التحالف مع السلطات المحلية في محافظة عدن خطة عسكرية وأمنية لتطهير “عدن” من الجماعات الإرهابية، وقد نجحت الحملة بتطهير المنصورة التي تعد معقل القاعدة في عدن من العناصر الإرهابية بعد أيام من عملية عسكرية شاركت بها قوات التحالف عبر مقاتلات الأباتشي وقوات خاصة والطيران الحربي، إلى جانب الجيش الوطني والمقاومة. وبالقرب من عدن وتحديداً محافظة لحج طهّرت قوات التحالف عاصمة المحافظة من العناصر الإرهابية بالتنسيق مع الجيش الوطني والمقاومة وبإسناد قوي من طيران التحالف الذي كان عامل الحسم في معركة تطهير “لحج” من الوجود الإرهابي للمجاميع المرتبطة بالمخلوع صالح.
وفي حضرموت قدّرت مصادر عددَ خسائر التنظيم الإرهابي جراء عمليات قصف لطيران التحالف استهدفت مواقع التنظيم في مارس الماضي بـ”١٢٣” عنصراً؛ وهو رقم كبير يتجاوز ما خسره التنظيم الإرهابي جراء عملية جوية أمريكية نفذت في “أبين” قبل ٣ أعوام، واعتبرها الأمريكان حينها أنجحَ عملية تستهدف تنظيم القاعدة نفذها طيران بلادهم الحربي منذ الحرب على “طالبان أفغانستان”؛ حيث قتل في العملية أكثر من “٥٠” من عناصر القاعدة في معسكرٍ تدريبي في المحفد محافظة “أبين”.
– خطط مشتركة:
مدير أمن عدن “اللواء شلال شايع” تحدَّث عن الحرب ضد الإرهاب بشرحٍ مفصل عن العملية العسكرية ودور التحالف بقوله: إنه ومن أجل التصدي للإرهابيين قمنا برسم الخطط الأمنية المشتركة مع دول التحالف العربي لمحاربة هذه الشريحة الشيطانية، وقد حققنا من تنفيذ الخطة الأمنية الكثير من الأهداف التي سعينا من أجلها لتخليص هذا الوطن من الجماعات الإرهابية. المرحلة الأولى من تنفيذ الخطة الأمنية تمثلت في السيطرة على ميناء المعلا، ومطاردة العناصر الإرهابية الخارجة عن النظام والقانون، وكذلك فرض السيطرة التامة على مديريات “التواهي، المعلا، خور مكسر، كريتر” وتطهيرها، وأحكام السيطرة الأمنية عليها، ولن يأتي ذلك بسهولة ولكن أبطال الأمن والمقاومة المنضوية في إطار الأمن والجيش الوطني ووحدة من وحدات الجيش مثل الشرطة العسكرية بذلوا جهوداً جبارة تستحق الثناء والتقدير؛ بل قدموا شهداء من خيرة رجال الأمن والقوات المسلحة.
وأكد مدير أمن عدن أن الإنجاز الأمني تحقق بفضل من الله وبفضل رجال الأمن والشرطة العسكرية والمقاومة وبالدعم السخي الذي تقدمه دول التحالف العربي وفي مقدمتها دولة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.
وفي المرحلة الثانية من الخطة الأمنية؛ يقول “شايع”: قمنا بجمع ورصد المعلومات الدقيقة عن الإرهابيين وأوكارهم وعتادهم أيضاً، وقد قام رجال الأمن بتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، وتم نشر رجال الأمن السري “التحري” وأنصارهم في شتى شوارع وأحياء وبلوكات مديرية المنصورة وضواحيها، ومن ثم قمنا بمهاجمة العناصر الإرهابية في أوكارهم ابتداءً من جولة كالتكس والمجلس المحلي والبلدية، وغيرها من المواقع؛ بضربات نوعية وموجعة وبمساندة طيران التحالف الذي حقق أهدافاً مركزة على تجمعات الإرهابيين في عدة أماكن متفرقة بمديرية المنصورة التي كانوا يتواجدون فيها، أودت بحياة العشرات من العناصر الإرهابية وإثارة الهلع والخوف والفزع بين صفوفهم، ولاذوا بالفرار إلى جحورٍ كانوا أعدُّوها سلفاً في ضواحي المدينة. مضيفاً أنه خلال الحملة تمكن رجال الأمن والتحالف العربي من إلقاء القبض على العديد من العناصر الإرهابية المنتمية إلى القاعدة، وزج بها بالسجون للتحقيق معهم، وتقديمهم إلى المحاكمات العادلة لينالوا جزاءهم وفقاً للقانون.
– خلايا نائمة:
وقال مدير أمن عدن في تصريحات صحفية: إنه ووفقاً للخطة الأمنية تم نشر العديد من نقاط الحزام الأمني بالتنسيق المشترك مع قوات التحالف العربي من أجل أحكام السيطرة الأمنية وتضييق الخناق على الخلايا الإرهابية المتربصة، وصولاً إلى استكمال السيطرة الأمنية على محافظة عدن واستكمال نشر نقاط الحزام الأمني الأول بما يضمن أمن واستقرار مدينة عدن ونشر أفراد الأمن وأنصار الأمن في شتى نواحي المحافظة للبحث والتحري ورصد المعلومات، وصولاً إلى معرفة الخلايا النائمة وإلى كل من تربطهم علاقة بالعناصر الإرهابية ومعرفة مصادر التمويل وتجفيف منابعها وانهاء وجودها في عدن والجنوب بشكل عام .
ويتضح من حديث قائد الحملة ضد الجماعات الإرهابية في عدن؛ أن التحالف شارك في الحملة بفاعلية كبيرة ومثل العمود الفقري للعمليات من خلال المشاركة في وضع الخطة، ومن ثم القتال بقوات على الأرض ومشاركة القوات الجوية، وأيضا المشاركة في نقاط الحزام الأمني.
هذه العملية تدحض كل افتراءات التقارير الموجهة والمطابخ السياسية والإعلامية الغربية التي تحاول وبكل قوة استهداف الدور الهام والتحرك الفاعل للمملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي لمواجهة أخطر ملفات المنطقة والمتمثلة في جماعات الإرهاب وميليشيات طهران ومشروعها في المنطقة، وبذلك لم تقتصر حرب التحالف على ميليشيات الانقلاب في اليمن؛ بل أيضا الجماعات الإرهابية التي ترتبط مع المخلوع والانقلابيين بعلاقات ومصالح كبيرة تتمثل في عمليات تهريب السلاح والوقود وعملية الانتفاع المتبادل ولعب الأدوار وتنفيذ المخططات التي تخرج من غرفة عمليات واحدة في صنعاء.