تسعة أشهر قضاها المقدم عبدالرب الحميقاني مدير مكتب جوازات العاصمة صنعاء في سجون ومعتقلات مليشيا الحوثي الانقلابية بعد اعتقاله في احد نقاطهم الامنية في مدينة رداع بينما كان عائدا من صنعاء لزيارة أسرته في محافظة البيضاء ذاق فيها صنوف التعذيف ومرارة وقسوة المعاملة .
كانت تهمة الحميقاني التي ألصقتها له مليشيا الحوثي أنه يقدم التسهيلات للجيش الوطني في مجال عمله ويبرر لما تقوم به دول التحالف ويجند لهم عناصر من صنعاء وانه ناشط أعلامي لمقاومة البيضاء وقريبا للشيخ عبدالوهاب الحميقاني .
في حديثة لـــ ( أخبار اليوم ) كشف الحميقاني عن أماكن لمعتقلات الحوثيين سرية وقصص مرعبة من ارهاب وجرائم الحوثيين في السجون السرية واسماء عدد من المعتقليين والمخفيين قسريا من محافظات تعز والضالع وأبين وغيرها من المحافظات التقى بهم في المعتقل ..
نص الحوار :
– كم هي الفترة التي قضيتها في سجون مليشيا الحوثي والمخلوع صالح ؟ وهل كانت جميعها في مكان واحد ام في سجون متعددة ؟
بداية الامر اشكر من اعماق قلبي كل ساندني ووقف الى جانبي وجانب اسرتي في هذه الماساه وعلى راسهم الشرفاء من الصحفيين والناشطين الحقوقيين وغيرهم من الاحرار الذين تاففت نفوسهم عن قبول هذا الكم الهائل من الجور والظلم الذي تمارسه المليشيات الحقوقية .
كانت الفترة اختطافي واخفائي قسريا في سجون مليشيا الحوثي والمخلوع تسعة أشهر ، منها ثلاثة اشهر في سجون المليشيا بمدينة رداع وستة اشهر في احد السجون السرية في محافظة ذمار
– ضعنا في صورة وملابسات قضية اختطافك كيف تمت ؟ واين ؟ ولماذا؟
كنت اشغل منصب مدير مكتب جوازات فرع صنعاء حينما اجتاحت المليشيات الحوثية العاصمة واهلاكهم للحرث والنسل رفضنا وبكل ما اوتينا من قوة الاجراءات التعسفية التي اتخذها الانقلابيون في المؤوسسات الحكومية ومن ضمنها مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية التي كنت موظفا فيها خصوصا نهبهم المتواصل للعائدات المالية الخاصة بموظفي المصلحة وصرفها على عناصرهم المسلحة و المتخلفة وغير المؤهلة اطلاقا لادارة هذا المرفق الهام .
بعدها عينت المليشيا أحد اتباعها المراهقين مشرفا عاما على المصلحة وكان لديه الكثير من العيون والجواسيس المرتزقة حتى من بعض الموظفين انفسهم و الذين بدورهم ابلغوه اني حجر العثرة امام مخطاطاتهم التي تهدف إلى تدمير المؤسسة .
فطلب هذا المشرف الاجتماع بي وارسل لي للحضور فرفضت وابلغته ان ياتي الى مكتبي ان احب الاجتماع معي وعندما اجتمعنا عرض علي ان اكون عضوا في لجنته الثورية فرفضت بشدة وقلت له انا رجل دولة ولا يمكن ان اعمل مع مليشيات ايا كانت ولكن دعونا نسير عمل مؤسسي لخدمة المواطنيين دون أي تدخل.
فرد علي يبدو انك لم تستوعب واقع المرحلة ولهذا ستتعب كثيرا ، اجبته لاتشرفني هذه الرتبة ولا هذا العمل اذا كنت ساعمل تحت إدارة مليشيات .
وفي اليوم التالي ارسلوا طقما عسكريا تابع للمليشيات فاتصل بي احد الزملاء يحذرني من الحضور الى المصلحة ويخبرني بإنهم قد جهزوا لي تهمة بإني متأمر مع الدواعش ومع دول التحالف العربي .
احسست بالخطورة وقررت السفر الى البلاد لزيارة امي في محافظة البيضاء وترك العمل في هذا الظرف الحساس وغادرت صنعاء على متن احدى سيارات الاجرة وعند وصولنا الى نقطة (ادريس ) التي قائدها ابوهاشم الريامي المقابلة لبيت القيادي الحوثي المؤتمري عبدالله ادريس بمدينة رداع تم توقيف السيارة وطلبوا ابراز الهويات فاخرجت لهم بطاقتي الشخصية فتاملها احدهم قائلا ها انت عبدالرب الحميقاني اجبته نعم فرد سابر انزل انت ضيفنا وامر سيارة الاجرة بالمغادرة بدوني ..
– أحكي لنا تفاصيل ما حصل لك داخل المعتقل ؟
اخذوني الى غرفة القيادي واخبروه هذا عاصي والديه ياخبير فرد ما الحمدلله ذي ما فلت قاموا بتفتيشي وتفتيش هاتفي فحاولت اقناعهم اني موظف قادم من صنعاء ولم ادخل البيضاء منذ دخول المليشيات اليها وابرزت له هويتي العسكرية لاثبات اني موظف ولازلت في عملي وليس لي ارتباط باي جهه فهش وبش قائلا كلكم يا بني الحميقاني عملاء ومرتزقة مع العدوان وانت من كان يجند لهم المرتزقة من صنعاء ويقدم لهم تسهيلات السفر وقطع الجوازات.
وعندنا بلاغ من جهة عملك يؤكد ذلك.
انكرت وطلبت منهم الاتصال الى اسرتي للاطمئنان على اسرتي فرفضوا بعد ذلك اخذ مقتنياتي وقيدوا يداي وغطوا على عيوني واخذوني على احد طقومهم العسكرية الى معتقل علمت فيما بعد انه سجن القيادة بجوار قلعة رداع .
وفي ذلك المعتقل الرهيب ادخلوني احدى الغرف مع الكثير من المعتقلين من ابناء تعز واب والضالع الذين تم اختطافهم من نفس النقطة سيئة الصيت .
وفي تمام الساعة العاشرة مساءا استدعوني الى احدى الصالات وقاموا بتقييد يداي وغطوا عيناي وادخلوني احدى غرف التحقيق واجلسني على كرسيا حديديا وبعد ربع ساعة من الصمت المطبق سالني عن اسمي فاجبته ثم عن وظيفتي وعملي …الخ ثم طلب مني ان اجيبه بصدق وصراحة عن بقية الاسئلة فوافقته سالني كم عدد الافراد الذين جندتهم لقوى العدوان واين اماكن سكنهم بصنعاء فاجبت طبيعة عملي مدنية لخدمة الناس وليس لي اي علاقة بما تقول فرد علي كذاب واشار لصاحبه الواقف بجوازي فصب ماءا متجمدا على ملابسي واطرفي ثم امرني بالوقوف وبعد برهة من الزمن سالني كم هربت من المجاميع الارهابية الى سوريا ….. كان سؤالا سخيفا فاجبته بالنفي وقلت اثبت ما تقول وساوقع على اعدامي
اشار الى زملية فقام بتقييدي اكثر الى شيئ ثابت احسست اني لا استطيع الحراك ثم قام بتثبيت اسلاكا كهربائية الى اطرافي
وسلط علي تيارا كهربائيا اهتزت به كل خلية في جسدي كنت اتلوى من الالم ولكن لاجدوى استمروا على هذه الطريقة وكلما او شكت على فقدان الوعي قاموا بسحب الاسلاك ثم كرر نفس السؤال
فاجبت لا علم لي بما تقول اطلاقا فاجاب لدينا تقريرا من اللجنة الثورية بجهة عملك تثبت انك اخطر من الارهابيين وكما تعلم انصار الله لايكذبون .
اجبته اولا ما صفتك القانونية حتى تحقق معي وتستخدم هذا الكم من العنف لانتزاع اقوالي ….. انا رجل دولة و درست شريعة وقانون وكلما تقومون به من اجراءات لايجوز التعامل بها حتى مع اكبر المجرمين فكيف بالابرياء من امثالي فرد عادك عميل وبتتليقن قلت حسبي الله عليكم ……. فرد علي مستهزءا خل الله ينفعك وقال عادك مش راضي تعترف يعني ضروري اهين كرامتك اجبته كرامتي منحها الله وهو حافظها فرد انتم مرتزقه كلاب غدارين لاعهد لكم ولاذمه وقتلكم واجب
سالني ماهو مذهبك سني او شيعي فاجبته أنا يمني
كرر السؤال فكررت الاجابة
قال تدري لو اني مكانك عند الدواعش كان ذبحوني وقطعوني اربا اربا احمد الله انك عند انصار الله فهم لايذبحوا احدا من خصومهم اجبته الموت والحياة بيد الله ومن ذكرت لم انتمي لهم يوما حتى اسال عن اعمالهم وانتم تدعون انكم دوله والاخر عصابة والدولة تستوعب الجميع حتى المخطئ تهذبه وتصلحه واسالتك وهذا التعذيب يجعلك على راس العصابات الطائفية ضحك والله وصرتوا يا مرتزقة ال حميقان تعرفوا القانون وتتكلموا عن حقوق الانسان تدري ان عمي وابن اخي قتلا في منطقتكم الزاهر ياحقراء وقبيلتكم لاتسوى احذيتهم .
كان كلامه مستفزا فقدت اعصابي واجبته اولا اش جاب اقاربك الى الزاهر قال مجاهدين قلت له ظننت ان اهلي قتلوهم بصعده انتم قتلتم الناس وهدمتوا بيوتهم وانتهكتوا اعراضهم وتريدوهم يسلموا عليكم !!!
قال يعني عادك مفتخر في اهلك وقبيلتك وتبرر لهم اجبته سنن الله تقضي صد المعتدي ايا كان قال لزملائه هذا قريب الشيخ عبدالوهاب الحميقاني وقائد لواء البيضاء في العبر وعميل الدواعش ودول العدوان انتقموا لشهدائكم وتناوبوا على تعذيبه حتى يبصم على محضر التحقيق او قوموا بتصفيته هذا فيلسوف والاحترام ما ينفع معه
لم ادري كم الوقت حينها وكنت مجهدا ومنهكا الى حد لايتصور شعرت بعطش شديد وطلبت منهم كوبا من الماء فرفضوا بشده سمعت اقدام احدهم تغادر المكان واعتقدت انه المحقق وبعد وقت قصير قام بقية الجلاوزة بمعاودة صعقي بالكهرباء حتى فقدت الوعي ودخلت في غيبوبة لم ادري كم استمرت ولم اشعر الا بجسدي ملقيا وسط الصالة وثيابي مبتلة بالكامل بالماء البارد يبدو انهم حلوا قيودي وقاموا بصب الماء لانعاشي
افقت وحاولت النهوض صاح علي احدهم بتقلد انك مت ياداعشي وهو يضحك بشده انا بوريك كيف التعذيب ماشفت من الجمل غير اذنه
كنت ارتعد من شدة البرد والصعق جائعا وعطشانا
اصبت بصدمة هائلة من سلوك هولاء المتوحشون ولم اكن اتصور يوما ان يكون يمنيا بهذه الاخلاق القذرة
صاح احدهم باتبصم على المحضر ولا تشتي نعيد الدرس ….كنت حينها اسمع صوت المؤذن لصلاة الفجر يملأ الآفاق وبالكاد اجبت دعني ارى ما فيه حتى ابصم لك …. رد فعلا انت ما تستاهل الاحترام فقام باعادة ربط يداي وتعصيب عيناني وبالكاد قمت على رجلاي وفجأة شعرت بفوهة بندقية تلامس راسي وسمعت احدهم يسحب الاجزاء وللامانة شعرت براحة شديدة لاني فعلا تمنيت الخلاص من هذا الوضع المأساوي كانت لحظات مريعة نطقت الشهادتين وتهيات للقادم المجهول واخيرا ضغط الزناد ولم تنطلق الرصاصة وصاح ياللاسف مخزن الذخيرة فاضي حضك ياداعشي اش رايك تبصم على المحضر ولا نقتلك
ادركت لامناص من البصمة فبصمت ولا ادري على ماذا اخذوا مني عدة بصمات وانا معصوب العينين واخذوني الى مكان اخر وطلبوا من السير دون الاستعانة بهم فقلت لا استطيع فردوا وهم يتضاحكون تابع تابع للامام وفجاة سقطت من اعلى السلم الى اسفله وشعرت بان العمود الفقري انكسر واحسست بالدماء تخرج من فمي وانفي…
– ما هي التهمة التي وجهتها لك المليشيا ؟
التهم الموجهة الي هي اني اقدم تسهيلات للجيش الوطني في مجال عملي وابرر ما تقوم به دول التحالف واجند لهم عناصر من صنعاء واني ناشط اعلامي لمقاومة البيضاء وقريبا للشيخ عبدالوهاب الحميقاني .
– حينما يتابع الناس قضيتك خاصة من لا يعرفك او يسمع عنها فاول ما يتبادر للاذهان طالما وانت عقد رجل عسكري فربما تكون اسير حرب فهل كنت كذلك وتم القبض عليك في احدى جبهات القتال مثلا؟
صحيح اني مقدم في وزارة الداخلية ورجل عسكري لكني كنت امارس عملي كمدير لمكتب جوازات صنعاء التي تخضع للحوثيين واقدم خدمه عامه ولم اكن البته في جبهة لقتال الحوثيين او احمل السلاح ضدهم…
– كيف تعامل زملائك في العمل مع قضيتك وما هو الدور الذي قاموا به؟
زملائي وخصوصا اهل الاخلاص منهم لم يقوموا باي دور ايجابي مخافة ان تتضرر مصالحهم من المليشيات الحوثية وكل ما قاموا به هو تحرير مذكرة من الجوزات الى محافظ البيضاء تثبت باني موظفا لديهم وبدوره وجه باطلاق سراحي لكن الملشيات تجاهلتها ولم تعمل بها .
– هل تمكنت من التواصل مع اسرتك طيلة فترة اختطافك حتى هاتفيا ؟ وهل كانوا يعرفون اي اقاربك عن مكان اختطافك وهل سمح لاحد منهم بزيارتك ؟
اطلاقا لم اتمكن من اجراء اي اتصال باهلي سوى تزويدي للمفرج عنهم قبلي ببعض الارقام ليقوموا بطمأنتهم بإني على قيد الحياة بل بالعكس كلما اتى احد الاقارب او الاصدقاء لزيارتي اخبروه باني قد قتلت …
– كيف تمت معاملتك في السجن خاصة ومليشيا الحوثي تروج عبر وسائل اعلامها المختلفة انها لا تمارس اي وسائل عنف في حق المسجونيين لديها ؟ نوع تلك الاساليب والوسائل ؟
وهل تم نقلك انت او احد المختطفين معك الى اماكن معرضة لقصف طائرات التحالف العربي مثل مخازن اسلحة او مواقع عسكرية او معسكرات ليجعلوا منكم دروع بشرية ؟
كنا في سجن القيادة برداع في الادوار السفلى كدروع بشرية وكانت القيادة الحوثية في الادوار العليا وقد تعمدوا في تركنا في هذا المبنى حتى نكون ورقة تامين لهم كيلا يستهدفهم الطيران ، بعدها حينما تناقلت اخبار لديهم ان التحالف سيقصف مبنى بنك الانشاء والتعمير بمدينة رداع الذي حولته المليشيا الى مكان لقيادات لها ومخازن لاسلحة نقلونا اليه ليجعلوا منا دروع بشرية فيما بقيت قيادتهم في الدور الثاني مكثنا هناك لمدة عشرين يوم فقط بعدها تم نقلي الى احد السجون الخاصة المخفية بذمار .
كان سجن ذمار مأساويا بكل ما تعنيه الكلمه .
احد المباني الامنية السرية وكان محاطا بسورا مرتفعا في احدى الجارات السكنية الناشئة ولا يعلم الناس ما طبيعة هذا المبنى والذي يراه يظنه مدرسة او ما شابهها
حشروني في غرفة صغيرة لاتتجاوز مساحتها 4×3متر مع 22معتقلا من محافظات عده وكنا في هذا المكان في عداد الاموات لمدة 6اشهر متواصلة منعوا عنا كل شيئ الاتصال والزيارات وقاموا بمصادرة الاموال الخاصة بالسجناء وصرفها بالطريقة التي يريدونها لا بالطريقة التي يريدها السجين كنا نعيش كل اوقاتنا خصوصا في المساء في الظلام الدامس فالمصابيح ممنوعة والبيتري ممنوع والشمع كذلك والصابون ممنوع والشامبو ممنوع وكل ما يصرف لنا اربع حبات جبن مثلث من النوع الرديئ وربع كيلو طحينية وقليلا من الخبز وجبة الصبوح ولعدد 23سجينا.
كانت وجبة العشاء تتكون من نفرين ادام وثلاثة رز وربع حبة دجاج اقسم بالله ربع حبه دجاج لنفس العدد 23 مختطف ومخفي قسريا .
اما مياه الشرب فملوثه ونحصل عليها من حمام الزنزانه وكثيرا من الاحيان ما يختلط بمياة المجاري
كان هذا الوضع الكارثي سببا في انتشار الامراض المعدية خصوصا الجديري والجرب وانتشرت الحشرات مثل القمل والكتن في اجساد السجناء .
كان تعريضنا للشمس من الممنوعات سوى مرة في الشهرين ولمدة ربع ساعة في حوش المبنى الذي قد امتلئ بالقبور المحفورة ثم يهددنا مشرف المعتقل ويدعى ابونضال ان مقابرنا جاهزه اذا تم ضربنا بالطيران او مات احدنا من جور التعذيب وللامانة كان الموت خيارا مستحسنا على تلك الحالة التي كنا نعيشها في معتقلات المليشيا .
وفي احدى الليالي استهدف طيران التحالف موقعا عسكريا بجوار المعتقل فهرب الحوثيون بعد ان اوصدوا الابواب وبعد انتهاء الضربة اتى مشرفهم ونادانا من نافذة الزنزانة هل لازلتوا احياء ياملاعين امنيتي في الحياة ان اراكم اشلاءا مشوية
كانوا متعمدين ان يضعونا في اماكن استهداف الطيران لضرب عصفورين بحجر الاول التخلص منا والثاني استغلال الحدث امام العالم لتشويه التحالف.
– ماذا تعرف عن السجون السرية للمليشيات ( عددها اماكنها القائمين عليها)؟
ساخبرك اولا عن جلاوزة الحوثيين والمشرفين على اخذ اموال المعتقلين واهانتهم وتعذيبهم ومنهم ابو الزاهراء من وصاب وابو حمزه من ريمه ويسكن صنعاء وابو علي الحسني في ذمار و كل هذه الممارسات تتم تحت اشراف القيادي الحوثي والمؤتمري عبدالله ادريس في رداع اما في ذمار ابو ذكرى الطاهوش وابو نضال وابو مختار وابو صالح وتحت اشراف المشرف ابو محمد .
الجلاوزة هم محققين ومحترفي تعذيب وكاتبي تقارير مزوره .
وبالنسبة للذين قاموا بالتبليغ عني وتحريض سجاني رداع وذمار لتعذيبي فهم سلطان صبره ومحمد مرغم واحمد الكبسي وانور الحبابي جلاوزه يعني محترفي التعذيب
بالنسبة للسجون التي كنا فيها فهي سجني القيادة جوار القلعة والبنك برداع ومعتقل سري لا اعرفه بذمار اظن موقعه بين الاستاد الرياضي و مبنى جامعة ذمار .
– ابرز المشاهد والمواقف التي شاهدتها وعشتها ولا يمكن لك نسيانها ؟
ابرز المشاهد الماساوية التي شاهدتها رغم أن كل ماحدث لنا في السجون كان مأسويا لكن هناك ما لفت لنظري كثيرا منها اختطافهم لامام مسجد في مكيراس امام عائلته واطفاله يدعى حمزه الرازحي في نقطة ادريس سيئت الصيت بمدخل رداع اتدري لماذا ؟
بسبب وجود مقطع فيديو في تلفونه للشيرازي وتم جلبه الى سجن القلعة كان لديه زوجه وطفلتين تم تركهم عندما في الشارع المقابل امام السجن تم سحبه بعنف امام عائلته المسكينة ولم يحترموا توسلاتهم وبكائهم وقالوا للعائلة خذوا النظرة الاخيرة من والدكم وهم يبكون بكاء شديدا
جن جنوننا ونحن داخل السجين من ذلك المنظر المؤلم ثم قاموا بضربه واهانته امام عائلته كنا نشاهد ذلك بصمت من نوافذ السجن كان منظرا ماساويا ومؤلما لم اكن اتصور ان ينحط الناس و تتلاشى القيم بهذا الشكل المريع
ثم ادخلوه الى السجن وتركوا زوجته والطفلين في الخارج يبكون وبعد توسلات كبيرة بالكاد اخذ الجوال من المشرف بهستريا واتصل باحد زملائه طالبا منه المجيئ الى بوابة السجن لاخذ عائلته وتوصيلها الى اهلها في صنعاء .
– مشاهد أخرى هل تذكرها ؟
مشهد آخر ليلة عيد الاضحى وفي الساعة الواحدة ليلا ادخلوا علينا رجلا طاعنا في السن يدعى (ع . ص ) من قبائل قيفة وهو شبه مغمى عليه حاولنا مساعدته وبالكاد استطاع الكلام كان يبكي بشكل هستيري ويدعو الله ان ينتقم له كان يقول انتهكوا بيتي وعرضي واخذوا اموالي لم يحترموا قداسة العيد ولا الوقت المتاخر افزعوا اولادي الصغار ومزقوا العابهم وملابس العيد ابنته الكبيرة تفاجأت باقتحامهم المنزل في ذلك الوقت المتاخر خافت على نفسها وعلى والدها ودخلت في غيبوبة اما ابنه الصغير فكان يبكي دون جدوى وتم اعتقال الاب بحجة ان احد ابنائه غائبا عن المنزل ومن المحتمل انه مع المقاومه اخذوه بملابس النوم واخذوا امواله ومقتنياته وتركوا المنزل دون اغلاقه ودون اسعاف البنت المريضه وكان المسئول عن هذا العمل قيادي حوثي من رداع يدعى السوسوه .
– هل التقيت بمختطفين اخرين من محافظات اخرى وماذا تعرف عنهم اسمائهم محافظاتهم ؟ وهل لا زال احد منهم مختطف او مخفي لا يعرف اهله مكان اختطافه ؟
نعم التقيت بالكثير والكثير من المختطفين والمخفيين من ابناء الجنوب والمناطق الوسطى كان معظمهم قد تم اختطافه من نقطة ادريس برداع بصورة تعسفية وبدون اسباب قليل منهم افرج عنه بضمانات وبمبالغ مالية ومنهم من تم ترحيلة الى محافظته امانحن فتم ترحيلنا الى السجن المخفي بذمار انا وتسعة معتقلين وفي ذمار التقيت بآخرين ….
– هل تتذكر أسماؤهم ؟
وهذه بعض الأسماء لبعض من لا يزالون مخفيين قسرا في سجون الحوثيين بذمار من أبناء محافظة البيضاء .
1_صادق حزام الصيعمي
2_بلال جمال عرمان
3_ايهاب صالح بادي
4_ناصر محمد الردماني
5_عبدالرحمن اللبني
6_بندر فيصل الصراري
7_فاضل العامري
8_دريبان (الصومعه)
9_المرزوقي (مكيراس)
10_عبدربه البدوي
أسماء مخفيين قسرا لا يزالون في سجون الحوثيين بذمار من بقية المحافظات :
1_احمد محمد الحنق
2_ ابو لطفي الحقب
3_فؤاد القباطي
4_توفيق العبسي
5_بسام الصلوي
6_ابراهيم الصلوي
7_محمد عبده الصلوي
8_هيثم الصلوي
9_خالد عبدربه السعدي (لودر)
10_بهلول (كرش)
11_عبده فارع النصيري
12_ محمد سيف النصيري
13_ مروان السيد (الحبيلين)
14_ اكرم علي قايد
– ما هو الاثر النفسي والضرر الجسدي الذي خلفه فترة سجنك عليك شخصيا وعلى اسرتك ؟
اعتقد ان فترة السجن مع المليشيات الحوثية قد غيرت مجرى حياتي لاني عشت المأساة بتفاصيلها ذقت مرارة الظلم والطائفية والتعذيب واحسست بخطر هذه الجماعة الارهابية على المجتمع برمته
شعرت ان الجروح التي احدثوها صعبة الاندمال والشفاء وان قيم التعايش واحترام الاخر في خطر شديد.
شخصيا كانت تجربة مرة لن انساها ماحييت فكل الاشياء قابلة للانتقاص الا الحرية فلا حياة الا بحرية بكامل تفاصيلها شعرت بالقهر والجوع والخوف ليس على نفسي ولكن على المجتمع الذي سيعاني كثيرا من مخلفات هذه الجماعة الطائفية
اما عن اسرتي فقد ذاقت الامرين من فقداني وطول فترة غيابي كان املها ان تحصل على ما يؤكد اني مازلت على قيد الحياة في ذمار لكن دون جدوى …
– رسالتك للحكومة الشرعية والمقاومة والتحالف العربي ؟
ادعو الحكومة الشرعية ممثلة بالاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الى العمل على طرح ملف المعتقلين على راس اجندة اي حوار فليس لهم بعد الله سوى جهود المخلصين
من ابناء الوطن واطالب حكومتنا الرشيدة وقوات التحالف بسرعة الحسم لانقاذ الشعب اليمني المسكين من هذا الظلم والجور كما اشكر في هذا المقام كل من ساهموا في انقاذي ووضعوا حدا لمعاناة اسرتي من تنظيمات واحزاب واعلاميين وحقوقيين والشكر موصول لبعض زملائي على مساعدتهم اسرتي في ذلك الظرف الحساس واشكر الدكتور عبدالوهاب الحميقاني الذي تبنى جميع احتياجات اسرتي في فترة اعتقالي والشكر لكم على اتاحتكم الفرصة لي لسرد تفاصيل هذه الماساة