سط أجواء من التفاؤل، يعقد وفدا الشرعية اليمنية والانقلابيين اليوم (السبت) جلسة مباحثات مباشرة يرأسها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وتوقعت مصادر قريبة من المشاورات لـ«عكاظ»، حدوث اختراق مهم في مشاورات اليوم. وأفادت أن فريقي التفاوض اتفقا على مشاركة أربعة أشخاص من كل وفد. وكانت الأطراف اليمنية جددت في جلسة المباحثات المباشرة التزامها بالتعاطي الإيجابي مع مقترحات مبعوث الأمم المتحدة بشأن استكمال الجهود للتوصل إلى حل سلمي شامل.
وشهدت المشاورات أمس الأول تطورات عدة أبرزها أن وفد الحكومة قدم رؤيته بشأن الانسحاب وتشكيل اللجان الأمنية والجدول الزمني المتعلق بذلك. وبحث مع المبعوث الدولي جملة من القضايا على رأسها الإجراءات الاقتصادية العاجلة لحماية الاقتصاد اليمني. وناقش وفد الحكومة أبرز النقاط التي احتوتها الورقة المطروحة، مطالباً آراء الخبراء الأمميين في بعض جوانبها. وأوضحت المصادر أن وفد الشرعية بصدد إعداد ورقة تبين تصور حكومة اليمن حول كيفية معالجة القضايا الأمنية والسياسية في المرحلة القادمة. وذكرت المصادر أن وفد الانقلابيين سيرد اليوم على ورقة الحكومة بشأن كيفية تسليم السلاح. وقالت إن المشاورات بين الجانبين أخذت منحى آخر بعد وساطة أمير الكويت وشهدت تطورات مهمة. وأكدت المصادر ذاتها أن هناك أجواء من التفاؤل عبر عنها المبعوث الدولي، إلا أنها رأت أنها أشارت إلى عدم التزام ميليشيات الانقلابيين بوقف إطلاق النار.
من جهته، اتهم عضو في الوفد الحكومي ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح باستمرار انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، محذرا من أن هذه الانتهاكات تهدد بفشل المشاورات، وشدد على ضرورة وقفها والالتزام بالهدنة من أجل إنجاح مشاورات الكويت.
من جهة أخرى، أكد محللان سياسيان أن السعودية تدعم مشاورات الكويت وتدفع باتجاه الحل السياسي للأزمة اليمنية. وقال عضو مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل إن المملكة ودول التحالف العربي يريدون حلا سلميا. مضيفا: «وكنا نتطلع أن تقود المفاوضات منذ أمد طويل إلى هذا الهدف، إلا أن إصرار الحوثيين والمخلوع على استمرار المشروع الانقلابي أخر كثيرا تحقيق هذا الحل». ولفت فاضل إلى أن الحكومة الشرعية دعت مرارا إلى الهدنة وإنهاء الحصار وإطلاق المعتقلين، لكنها لم تجد آذانا صاغية.
ونوه المحلل الإستراتيجي والأكاديمي في كلية الأمير نايف العسكرية الدكتور جمال مظلوم بالدور السعودي في الوصول إلى الحل السياسي للأزمة. وأكد أن الرياض تدعم بقوة هذا الحل وتسعى من أجله. وشدد على ضرورة الالتزام بتطبيق بنود القرار الدولي 2216 من أجل تحقيق السلام في اليمن.