في وقت يستعد حزب “المؤتمر الشعبي العام” الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي وقوى سياسية أخرى في شمال اليمن للاحتفال بالعيد الوطني الـ26 للجمهورية اليمنية 22 مايو الجاري، تجري في جنوب اليمن استعدادات مقابلة من قبل قوى مؤثرة في “الحراك الجنوبي” لإعلان فك الارتباط مع شمال اليمن السبت المقبل، الذي يصادف ذكرى إعلان الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض العام 1994، انفصال جنوب اليمن عن شماله، بعد أربع سنوات من الوحدة بين الشطرين، وهو الإعلان الذي باء حينها بالفشل.
وقال رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب صالح يحيى سعيد في تصريح لـ”السياسة” “سنعلن في 21 مايو الجاري خلال مناسبة احتفالية بعدن فك ارتباط الجنوب عن الوحدة وسنعلن عن وثيقة استقلالنا”، موضحا أن الوثيقة تتضمن تشكيل مجلس وطني لفترة انتقالية مدتها سنتين ونصف السنة وحكومة موقتة ثم يلي ذلك إجراء انتخابات جنوبية وتشكيل مجلس رئاسي من ستة أشخاص يمثل كل واحد منهم محافظة وهي محافظات “عدن وأبين ولحج وحضرموت والمهرة وشبوة”.
وفي ما يتصل بالضالع وسقطرى، قال صالح يحيى إن “الضالع محافظة حراكية تتبع لحج وسقطرى تتبع محافظة حضرموت”، مؤكداً أن مشروع استقلال الجنوب بات جاهزاً مع برنامج متكامل لـ”الحراك” وكل التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع.
وشدد رئيس المجلس الأعلى للحراك على أن “الوقت حان لإعلان فك ارتباط الجنوب عن الوحدة على اعتبار أنه تم تحرير معظم أراضي الجنوب وتم البدء بإنشاء جيش وطني جنوبي، لذلك سنفك ارتباطنا بالوحدة وليس بالشمال لأن الشمال ستكون لنا علاقة طيبة مع أبنائه”.
وفي ما يتصل بطرد أبناء المحافظات الشمالية من عدن ومن محافظة لحج، قال صالح يحيى “إذا كان الأمر له علاقة بالإجراءات الأمنية الجارية في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية فنحن معها بحيث تكون المعاملة سليمة ووفق القانون، أما إذا كان السبب آخر فلا علاقة لنا به”.
وكشف عن وجود تداخل بين قوات التحالف العربي وبين القوات الجنوبية في عدن، قائلاً “سبق أن قلنا نريد الجلوس مع قادة التحالف العربي للتفاهم والتنسيق معهم بشأن مختلف القضايا لكن لم يسمعنا أحد ونجدد مطلبنا بهذا لتحديد مهام كل طرف من الأطراف”.
وندد بالأعمال الإرهابية التي شهدتها مدينتا عدن والمكلا، قائلاً “هناك خلط واضح بين من يقوم بهذه الأعمال فهناك من يقول إنها القاعدة وداعش وهناك من يربطها بجماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح ولذلك فالأمر بحاجة إلى دراسة متأنية”.
من ناحية ثانية، اتهم الجيش الوطني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي قوات صالح والحوثي باختطاف العشرات مواطنا من أبناء مديرية ذي ناعم وأبناء قبيلة آل عبدالله بمديرية الطفة بمحافظة البيضاء، ومواصلة خرقها للهدنة بقصف مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وذكرت لجان الرصد التابعة للجيش الوطني في تقرير نشرته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أن ميليشيات الحوثي وصالح نفذت حملة عشوائية لاختطاف العشرات من أبناء محافظة البيضاء بينهم 13 مواطناً من أهالي قرى صباح بمديرية ذي ناعم وشخصين من أبناء قبيلة آل عبدالله مديرية الطفة ونقلتهم إلى جهة مجهولة.
وأوضحت اللجان، أن الميليشيات واصلت خروقاتها في محافظة البيضاء بقصف مواقع الجيش والمقاومة بصواريخ كاتيوشا وقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة في مناطق الغول والمسياب والمطابن وحيد الملح والاجردي وسوداء غراب والحبج، كما قصفت بمدافع الهاوزر مواقع المقاومة في العبدية.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر إعلامية أن محافظ تعز علي المعمري هدد بتقديم استقالته إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي ما لم تقدم الحكومة الشرعية الدعم اللازم للميزانية التشغيلية للمحافظة.
وأكد المعمري، خلال لقاء جمعه أمس مع عدد من الإعلاميين والناشطين، أنه منذ تعيينه محافظا لتعز ورصيد الميزانية التشغيلية للمحافظة صفر، مضيفاً إنه سيقدم استقالته في نهاية مايو الجاري لهادي إذا لم يتم تقديم الدعم اللازم الذي يكفي لتشغيل المؤسسات والمرافق الحكومية وتفعيل أجهزة الأمن.