أفصح قيادي في جماعة الحوثي الانقلابية لـ”الوطن” عن خلاف كبير داخل الوفد المشارك في مفاوضات الكويت، بعد بروز رأيين: أحدهما يتبناه رئيس الوفد محمد عبدالسلام، ويدعو إلى التجاوب وحل الأزمة بعد الحصول على تطمينات بإشراك الجماعة في الحكومة الانتقالية، فيما يدعو الرأي الآخر الذي يتبناه شقيق زعيم التمرد حمزة الحوثي، إلى التشدد وإفشال المفاوضات، خلال عدم التجاوب مع جهود المبعوث الدولي.
كشف مصدر قيادي في جماعة الحوثيين الانقلابية عن وجود خلاف كبير داخل وفد الجماعة المشارك في مفاوضات الكويت التي تجري في الوقت الحالي، مشيرا إلى بروز رأيين، أحدهما يتبناه المتحدث باسم الجماعة ورئيس الوفد، محمد عبدالسلام، ويدعو إلى التجاوب مع المساعي الرامية لحل الأزمة، فيما يدعو الرأي الآخر الذي يتبناه شقيق زعيم التمرد، حمزة الحوثي، إلى التشدد وإفشال المفاوضات.
الدعوة للتجاوب
قال المصدر – الذي اشترط عدم الكشف عن هويته – في تصريحات إلى “الوطن” إن عبدالسلام ومجموعته يرون أن الجماعة حصلت على تطمينات كافية بإشراكها في الحكومة الانتقالية، عقب توقيع اتفاق الحل الشامل، وإنه يمكن توثيق التعهدات التي قدمها المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وإدراجها في الاتفاق. مؤكدا أن ذلك يمثل فرصة مناسبة لحل الأزمة، وإخراج الجماعة الانقلابية من كافة الأزمات التي تعانيها.
كما طالب عبدالسلام بعدم الاستجابة للتحريض الذي تمارسه طهران على الوفد لأجل نسف المفاوضات، مشيرا إلى أن طهران لا تهتم سوى بمصالحها الخاصة، منوها إلى أنها امتنعت عن تقديم أي دعم لجماعته عقب استيلائها على السلطة. كما رفضت إيداع مبلغ ملياري دولار في البنك المركزي لدعم العملة اليمنية، وهو ما أدى إلى الانهيار الكبير الذي حدث أخيرا.
وأضاف المصدر قائلا إن عددا من أعضاء الوفد أبدى تأييده واستحسانه لما طرحه عبدالسلام، لافتا إلى إمكانية الحصول على مكاسب إضافية للحركة، واشتراط وضع محافظة صعدة – معقل التمرد – أولوية خاصة في عمليات إعادة الإعمار التي يتوقع انطلاقها عقب توقيع الاتفاق النهائي.
دعاة التعنت
في تمسك حمزة الحوثي بضرورة مواصلة النهج الحالي الذي يتبعه الوفد في المفاوضات، والتمسك بالمضي في الانقلاب، وعدم التجاوب مع جهود المبعوث الدولي. وهو ما وصفه بعض أعضاء الوفد بالإصرار على مواصلة العمالة لإيران، وتقديمها على مصالح اليمن.
وتوقع المصدر أن تؤدي الخلافات بين الفريقين إلى نتائج سلبية على الجماعة، وأن يتواصل جو الاحتقان الذي تعيشه منذ وقوع الانقلاب في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، حيث تسببت مواقف الموالين لإيران في انقسامات عديدة، بسبب إصرارهم على مواصلة الارتباط بطهران، رغم نكوص الأخيرة عن الوعود والتعهدات التي تقدمت بها في أوقات سابقة بدعم الجماعة بالأموال والمشتقات النفطية.