لا تزال إيران تلعب دورا شنيعا ومكشوفا بمحاولاتها المستميتة في تأجيج الأزمة اليمنية منذ انطلاقها، فهي وحتى اللحظة تقوم بمحاولات تهريب الأسلحة لجماعة الحوثي، وتم ضبط العديد من هذه المحاولات والكشف عنها من قبل جهات إقليمية ودولية، ومن بينها الأمم المتحدة التي كشفت بالوثائق والأدلة في أحد التقارير الصادرة عنها في مايو 2015، أن إيران تقدم أسلحة إلى الحوثيين منذ عام 2009 على أقل تقدير، وهذا بالإضافة إلى الدور المضلل لوسائل الإعلام الإيرانية الرسمية التي تدعي بأنها تدعم المفاوضات القائمة في الكويت بين وفدي الحكومة الشرعية اليمنية وجماعة الحوثي، وهو ما يخالف الواقع الميداني للممارسات الإيرانية، وتأثيرها على سير المفاوضات بين الفرقاء اليمنيين. وهذا عدا الانتقادات التي توجهها وسائل الإعلام الإيرانية المختلفة بشكل ممنهج ضد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد واتهامهم له بعدم الحيادية، خصوصا في ما يتعلق بتركيزه على الانتهاكات المتكررة للهدنة التي ترتكبها جماعة الحوثي، وكل ذلك بهدف عرقلة سير المفاوضات لإنجاح مساعيها في عدم الوصول إلى تسوية سياسية في اليمن. ولهذا، شهدت لجنة الشؤون العربية، بمجلس النواب المصري، في جلستها يوم أمس الأول، هجوما حادا على إيران، إدراكا منها للدور الإيراني في الأزمة اليمنية، باعتبار أنها السبب الرئيسي في هذه الأزمة بسبب أطماعها في المنطقة وسعيها لتحقيق أهدافها التوسعية وفرض الهيمنة على الأمة العربية.
لذلك، بات مكشوفاً أن إيران من خلال محاولاتها المستميتة لعرقلة سير المفاوضات اليمنية، ووقوفها الدؤوب خلف صناعة وتأجيج الأزمات في المنطقة، لن تخدم مساعي إحلال السلام، لأن ذلك لا يتوافق مع مصالحها.