شهدت العاصمة اليمنية صنعاء انتشاراً كبيراً لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وسط تحليق مكثف لمقاتلات التحالف في سماء المدينة، وبالتزامن مع المواجهات في شمال صنعاء، تواصلت المعارك العنيفة في جبهات شبوة والجوف وتعز والبيضاء، في حين سجلت لجان مراقبة التهدئة المحلية 137 خرقاً للهدنة من قبل الميليشيات في ست محافظات.
وفي التفاصيل، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء انتشاراً كثيفاً لمقاتلي ميليشيا الحوثي، وإغلاق بعض شوارع المدينة منذ مساء الاثنين، في ظل غياب قوات المخلوع صالح، وشوهدت الأطقم الخاصة بالحوثيين وهي تتمركز بجميع التقاطعات ومداخل المديريات وعلى امتداد شوارع المدينة، إلى جانب إغلاق بعض الشوارع في محيط السفارة الأميركية، التي يعتقد أن المخلوع صالح بداخلها، باعتبارها منطقة آمنة للاختباء فيها.
وكانت الميليشيات المسلحة قد نصبت مساء الاثنين نقاط تفتيش جديدة في شوارع المدينة، وقامت بعمليات تفتيش دقيقة للمركبات، وأغلقت شوارع فرعية مؤدية إلى مقر السفارة الأميركية، وكذا محاصرة قسم شرطة الوحدة بحي سعوان السكني بشرق المدينة، حيث يعيش من تبقى من أبناء «الطائفة اليهودية»، و«السلفيين» الذين تم تهجيرهم من صعدة على يد ميليشيات الحوثي منذ أعوام.
يأتي ذلك في ظل تحليق مكثف تقوم به مقاتلات التحالف العربي في سماء المدينة، عقب قيام الميليشيات وقوات المخلوع صالح بإطلاق صاروخ «بالستي» جديد باتجاه الأراضي السعودية، تم اعتراضه من قبل المضادات الجوية السعودية، ما دفع التحالف إلى إصدار بيان حذر فيه من التمادي في إطلاق الصواريخ البالستية على الأراضي السعودية، وبأنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادة المملكة ومكتسبات الشعب اليمني في إطار عملية «إعادة الأمل»، أي عودة العمليات العسكرية والغارات الجوية إلى ما كانت عليه قبل إعلان الهدنة في 10 أبريل الماضي.
وكانت الميليشيات أطلقت صاروخاً «بالستياً» باتجاه الأراضي السعودية، من منطقة سمين بقاع الراقي بين همدان وعيال سريح بمحافظة عمران الواقعة شمال العاصمة صنعاء، والذي يعد رابع صاروخ «بالستي» يتم إطلاقه من عمران منذ إعلان الهدنة في 10 أبريل الماضي.وفي جبهات القتال بنهم شمال العاصمة، تواصلت العمليات العسكرية بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، تركزت في منطقة مبدعة باتجاه مديرية بني حشيش، وسط تحليق مكثف لمقاتلات التحالف، لما تمثله تلك المنطقة من أهمية للشرعية، حيث تفتح الطريق مباشرة باتجاه بني حشيش الواقعة شرق المدينة.
وتسعى الشرعية للسيطرة على المناطق المحاذية لمديرية بني حشيش، لمنع استمرار القصف الذي تشنه الميليشيات من تلك المناطق باتجاه مواقع الجيش الوطني والمقاومة في نهم، وتأمينها وجعلها نقطة انطلاق نحو تحرير العاصمة، في حال فشلت مشاورات الكويت، فيما تقوم الميليشيات وقوات صالح بإرسال مزيد من التعزيزات إلى محيط نهم من جهة معسكرات الحرس الجمهوري المرابطة في المديرية، وكذا من حريب القراميش ووادي عليا.
وفي محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، قامت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية التي وصفت بالضخمة إلى جبهة بيحان في المحافظة، التي تعد المنفذ البحري الوحيد المتبقي للميليشيات والتي تتلقى من خلالها أسلحة مهربة من إيران عبر قوارب صيد، وفقاً لمصادر محلية في المنطقة، كما أنها تعد أقرب منطقة بحرية من محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين والقريبة مباشرة من ذمار وصنعاء.
وأكدت المصادر استماتة الميليشيات والمخلوع صالح لبقاء المديرية تحت سيطرتهم، رغم ما تكبدوه خلال اليومين الماضيين خلال المعارك مع الجيش الوطني والمقاومة من خسائر بلغت وفقاً لمصادر في اللواء 19 مشاة إلى أكثر من 200 قتيل وجريح في صفوف الميليشيات، فضلاً عن تدمير عدد من الآليات العسكرية، إلى جانب أسر 40 مسلحاً من الانقلابيين وقوات المخلوع صالح في تلك العمليات، بينهم القيادي الميداني للحوثيين عبدالله عامر السيد، الذي أصيب في الاشتباكات، ويخضع حالياً للعلاج في مركز تابع للقوات الحكومية.
في الأثناء، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من صد هجوم واسع للميليشيات على منطقة السليم، في محاولة منها لاستعادة المنطقة عن طريق شن قصف كثيف على مواقع الجيش الوطني والمقاومة في المنطقة، فيما تقدمت الشرعية باتجاه السليم والعكدة والشميس والعلم والاوخضير وحيد بن عقيل، ومحاصرة منطقة الصفراء، في مديريتي عسيلان وبيحان، وأكدت مصادر في المقاومة أن ستة من أفراد الجيش الوطني والمقاومة استشهدوا في العملية وأصيب آخرون.
وفي محافظة الجوف شرق اليمن، أكد الناطق الرسمي باسم المقاومة بالمحافظة عبدالله الأشرف لـ«الإمارات اليوم» قيام الميليشيات وقوات المخلوع صالح بعمليات إعادة انتشار لقواتهم وميليشياتهم المسلحة في محيط جبهات مديريات المصلوب والغيل والمتون، مستغلة الهدنة وعدم قيام مقاتلات التحالف بالتدخل في معارك المحافظة الأخيرة.
وأشار الأشرف إلى أن تعزيزات عسكرية ضخمة للانقلابيين وصلت إلى غرب مزرعة الورش بمديرية المتون، حيث تقوم تلك الميليشيات بالإعداد لشن هجوم واسع على مواقع المقاومة والجيش لاستعادة ما فقدته أخيراً.
وفي محافظتي عمران وصعدة شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الحوثيين في منطقة حرف سفيان شمال عمران وكذا منطقة شدا في صعدة مستهدفة آليات عسكرية ومنصات صواريخ تابعة للميليشيات.
وفي جبهات مأرب شمال اليمن، تواصلت عمليات القصف المستمرة من قبل الميليشيات على مواقع المقاومة والجيش الوطني في جبهات صرواح والمشجح والمخدرة وهيلان واتياس، بقذائف الهاون والمدفعية، ما أدى إلى سقوط سبعة شهداء و10 جرحى من الجيش الوطني.
وتمكنت المقاومة والجيش الوطني من تحرير عدد من المناطق في محيط صرواح بمساندة ومقاتلات التحالف التي عاودت استهداف مواقع الحوثيين وتعزيزاتهم في تلك المناطق.
وفي مأرب أيضاً وصلت تعزيزات جديدة للحوثيين إلى جبهة الأشقري، فيما شهدت مناطق العبدية ونجد العتق والجمايم بين مأرب والبيضاء اشتباكات عنيفة مع الميليشيات الذين واصلوا خرق الهدنة باستهداف مواقع المقاومة بالقصف المدفعي.
وفي محافظة البيضاء، وسط اليمن، سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع في اشتباكات مع القبائل والمقاومة في منطقة الزوب بقيفة رداع، التي حاولت الميليشيات التقدم نحو قرى المنطقة ما دفع قبائل المنطقة إلى التصدي لها.
وفي الضالع وسط اليمن، واصلت ميليشيا الحوثي قصفها قرى مناطق التماس في مريس ودمت وقعطبة، فيما ردت قوات الجيش الوطني والمقاومة بقصف مواقع الميليشيات في مناطق العذارب وسوق الليل وحمك.
وفي محافظة حجة شمال غرب اليمن، تمكنت المقاومة التهامية من تنفيذ هجمات وصفت بالنوعية ضد مواقع الحوثيين في مثلث الأدبغة بمديرية نجرة ما أدى إلى مقتل ستة انقلابيين وجرح اثنين آخرين في العملية، كما شنوا هجوماً نوعياً على موقع للحوثيين في منطقة المغاورة بمديرية الشغادرة، أسفر عن مقتل حوثي وأصابه آخر، كما شنت هجوماً مماثلاً على تجمع للانقلابيين في ساحة إدارة المجلس المحلي بمنطقة الطور بمديرية بني قيس، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين الحوثيين، وفقاً لبيان للمقاومة.
وفي تعز جنوب اليمن، سقط ثلاثة شهداء وأصيب 14 آخرون من عناصر المقاومة وقوات الجيش الوطني، جراء استمرار قصف ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح مواقعهم في الدفاع الجوي واللواء 35 مدرع ومراكزهم في الضباب والمناطق الشرقية للمدينة.
وتمكنت المقاومة والجيش الوطني من صد هجوم لميليشيا الحوثي والمخلوع باتجاه السجن المركزي والمنشآت ومنطقة ميلات بجبهة الضباب غرب المدينة، وتمكن أبطال المقاومة من إجبار عناصر الميليشيا على التراجع والفرار.
وفي منطقة الدعيسة على طريق مديرية شرعب الرونة تبادلت الميليشيات في ما بينها إطلاق النار على خلفية توزيع أسلحة وأموال، ما أدى إلى مقتل أحد عناصر الميليشيات في المنطقة التي تشهد توتراً وقطعاً للطريق، ونصب عدد من النقاط على خلفية تلك الخلافات.