أخذ التدخل العسكري الروسي في سوريا منحى تصعيديا أمس، إذ شن الطيران الروسي غارات جديدة تحت حجة ضرب تنظيم داعش، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نشر أكثر من خمسين طائرة ومروحية وقوات مشاة تابعة للمارينز (البحرية) ومظليين ووحدات من القوات الخاصة.
كما دخلت إيران على الخط نفسه، وأرسلت المئات من جنودها إلى سوريا بهدف المشاركة في هجوم بري كبير لدعم نظام الأسد. وقالت مصادر مطلعة إن «طليعة القوات البرية الإيرانية وصلت إلى سوريا، وهي تضم جنودا وضباطا هدفهم المشاركة في المعركة». وأضافت المصادر التي نقلت تصريحاتها وكالة «رويترز»: «إنهم ليسوا مستشارين، وقد وصلوا بالمئات مع معداتهم وأسلحتهم، وسيتبعهم المزيد».
في غضون ذلك، عقدت وزارة الدفاع الأميركية، أمس، محادثات عسكرية مع الجيش الروسي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، تركزت حول كيفية تفادي صدام بين الطائرات الروسية والأميركية في سوريا. وبعد انتهاء المحادثات، أوضح المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك أن الولايات المتحدة ليس لديها صورة واضحة حول نوايا الروس من الضربات العسكرية. وأشار كوك إلى أنه تم الاتفاق على استخدام موجات راديو محددة للتنسيق بين الطيارين والاتفاق على اللغة المستخدمة.
من جهتها، طالبت السعودية، على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المُعَلِّمِي، بالإيقاف الفوري للعمليات العسكرية الروسية في سوريا, وأعربت عن قلقها حيال هذه العمليات. كما أعرب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، أمس، عن «قلق» بلاده إزاء الضربات الجوية الروسية في سوريا واستهدافها لمدنيين وعناصر من المعارضة السورية بدلا من مسلحي «داعش».
في المقابل، قال رئيس وزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إنه سيرحب بضربات جوية توجهها روسيا ضد تنظيم داعش في العراق، وإن بلاده تتلقى معلومات من سوريا وروسيا بشأن التنظيم. وعندما سئل العبادي خلال مقابلة صحافية، ما إذا كان ناقش مع روسيا الضربات الجوية في بلاده قال: «ليس بعد. إنما هذا احتمال، وإذا قدم لنا اقتراح سندرسه»