أحرقت فتاة أزيدية نفسها في إحدى مخيمات اللجوء في العراق، خشية اغتصابها مجدداً من قبل مسلحي داعش.
وكانت الفتاة الأزيدية تقيم في مخيم للاجئين في العراق لحوالي أسبوعين، عندما خُيّل إليها أنها تسمع أصوات مقاتلي داعش خارج خيمتها، ولشدة خوفها من التعرض مرة أخرى للاغتصاب على يديهم.
وأقسمت ياسمين، على أن تصبح بشعة وغير مرغوب بها حتى لا يقترب منها أحد، فسكبت مادة البنزين على شعرها وثيابها وأشعلت النار في نفسها، مما عرضها لحروق شديدة في كلتا يديها ووجهها واختفت ملامح وجهها تماماً بما فيها أنفها وشفتيها وأذنيها.
وبحالة صحية ونفسية صعبة، وجد الطبيب الألماني جان كيزلهان، ياسمين في مخيم اللاجئين شمال العراق العام الماضي، مشوهة الجسد ومرعوبة نفسياً لاعتقادها بعودة المعتدين بحثاً عنها.
وتعد ياسمين ذات الـ18 ربيعاً واحدة من بين 1100 امرأة من الأقلية الأزيدية اللواتي فررن من قبضة داعش، ويتواجدن حالياً في ألمانيا من أجل الرعاية الطبية والنفسية.
ويدير الطبيب كيزلهان برنامجاً تطوعياً، استقطب اهتماماً عالمياً كبيراً، لعلاج المشاكل الأساسية التي تعاني منها تلك النساء وشعورهن بالصدمة على الرغم من مرور فترة طويلة على إنقاذهن من قبضة داعش.
وعندما تتذكر ياسمين محنتها، تنطوي على كرسيها وتضم يديها المحترقتين وعيناها لا تفارقان الأرض، ويشرق وجهها عندما تتذكر أول مرة دخل فيها الطبيب كازيلهان خيمتها، التي تقيم فيها مع والدتها، وقال لها بأنه سيعمل على علاجها في ألمانيا.
وأضافت، “قلت له طبعاً أريد أن أذهب إلى ألمانيا لأكون آمنة وأعود كما كنت سابقاً”، وطلبت ياسمين عدم ذكر اسم عائلتها خوفاً من انتقام الأشخاص المتعاطفين مع داعش.
وترتدي ياسمين، ملابس فضفاضة لحماية جلدها الحساس، كما يوجد جهاز إلى جانب سريرها لمساعدتها على التنفس، بسبب فقدان أنفها وتضرر مجاري التنفس لديها.
وتأمل بأن تذهب للمدرسة وتتعلم اللغة الألمانية والحاسوب والبحث عن وظيفة، ولكنها لا زالت تشعر بالخوف الكبير من تنظيم داعش خاصة بعد الحادثين الإرهابيين في ألمانيا.
ويقول الدكتور كيزلهان، إن هناك عدة عمليات جراحية ما بين 5-15 عملية ستجرى لياسمين، وهي تحلم بأن تستطيع الخروج وتتعامل مع الناس مرة أخرى بدون أن تدير رأسها لتخفي تشوه وجهها وبدون أن ينظر إليها الأطفال بخوف وصراخ.
وفي أغسطس 2014 قام مقاتلو داعش بالهجوم على إقليم سينجار موطن الطائفة الأزيدية في شمال العراق، حيث قسموا الأزيديين إلى ثلاث مجموعات، الشباب لتجنيدهم ليقاتلوا إلى جانبهم، والرجال الأكبر سناً الذين رفضوا اعتناق الإسلام تم قتلهم، والنساء والفتيات الصغيرات مثل ياسمين تم بيعهن كجوار.
بينما هرب عشرات الآلاف من الأزيديين إلى الجبال، حيث حاصرهم المسلحون في حرارة الصيف الحارقة.
وكانت القوات الأمريكية وحلفاؤها من البريطانيين والفرنسيين والأستراليين إلى جانب الجيش العراقي، ألقت عبوات المياه والمؤن إليهم في الجبال، ولكن العديد من الشعب الأزيدي مات قبل أن تصل إليهم يد المعونة.