ما إن نجحت وحدة الباتريوت التابعة لقوات الدفاع الجوي السعودية في اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون، قبل وصوله لمنطقة جازان، عند الساعة 11:30 مساء الخميس، حتى بدأ عدد من الجهات الأمنية في فحص وتجميع بقايا الصاروخ؛ لكشف كيفية حصول المليشيات على أسلحة متطورة عالمياً.
وبعد عمليات الفحص والتحقيق التي أجرتها الجهات والسلطات السعودية المختصة عن مصدر صناعة الصاروخ، أظهرت النتائج بأن الصاروخ الذي أسقط من نوع “سكود B” روسي الصنع، ويبقى السؤال هو: كيف يحصل الحوثيون على دعم بصورايخ متطورة عالمياً، تحارب بها قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية في اليمن؟
والقوات التي قامت بعمليات الفحص والتحقيق وإجراء الاختبارات على الصاروخ هي إدارة الأسلحة والمتفجرات والأدلة الجنائية، والدفاع المدني، وكتيبة المهندسين بالدفاع الجوي بمنطقة جازان، بالتعاون مع شرطة جازان، التي توجهت إلى موقع سقوط الصاروخ بعد تدميره، حيث اتضح أنه صاروخ روسي الصنع.
ويثير تكثيف إطلاق الصواريخ الإيرانية الروسية التصنيع من اليمن باتجاه الأراضي السعودية -مؤخراً- تساؤلات عدة حول قدرات مليشيا الحوثيين العسكرية، وحجم الدعم المقدم لهم من طهران، خصم الرياض اللدود.
ويشكك الكثير من المراقبين في قدرة الحوثيين على صناعة صواريخ محلية، أو تطوير صواريخ متواضعة صنعها الاتحاد السوفييتي في خمسينيات القرن الماضي لتصبح باليستية، مؤكدين أن خبراء إيرانيين وروساً، هم من يتولون مهمة تزويد وتطوير تلك المنظومات المهترئة، وتصديرها لمليشيات الحوثيين من أجل استهداف السعودية.
وتقوم إدارة الأسلحة والمتفجرات بشرطة جازان بعمليات رصد تحركات مليشيات الحوثيين على الحدود، واعتراض الصواريخ المعادية، لتدلل على فشل المليشيات الحوثية في استهداف منطقة جازان بالقذائف والصواريخ.
ووسط تشكيك الخبراء العسكريين بقدرة الحوثيين على صناعة صواريخ محلية، يبدو أن المليشيا تحاول أن تنسج أسماء محلية لتلك الصواريخ؛ لإبعاد “شبهة” الدعم الإيراني والروسي في الحرب التي يخوضها التحالف العربي.
وبين الحين والآخر يعلن الحوثيون أن صاروخاً من طراز “قاهر1″، قد أصاب عدداً من المنشآت السعودية في محافظة جازان، كما يشيرون إلى تصنيع منظومة صواريخ جديدة من طراز “الصرخة 3″، قالوا إنها محلية الصنع، وتطوير صاروخ “سام 2” محلياً، ليصبح صاروخاً باليستياً، وبمدى يصل إلى 300 كم، وفقاً لقناة المسيرة التابعة لهم.
إلا أنه -بعد عمليات الفحص والتحقيق التي تجريها الجهات المختصة السعودية- يتبيّن أن الصواريخ الباليستية التي يطلقها الحوثيون من طراز “سكود”، و”توشكا”، و”قاهر 1″، هي روسية وليست محلية الصنع.
ويعد صاروخ سكود من بين الأسلحة التكتيكية التي صممها الاتحاد السوفيتي السابق في فترة الحرب الباردة، وقد دخل في الخدمة الفعلية في نهاية العقد الخامس من القرن الماضي، ولكنه خضع لعملية تطوير كبيرة اعتباراً من مطلع العقد السادس، ما مكنه من حمل كميات كبيرة من المتفجرات، أو حتى الرؤوس الحربية غير التقليدية، ويتجاوز طول الصاروخ 11 متراً، ويعتمد على محرك يعمل بالوقود السائل، وهو أسرع من الصوت بعدة مرات.
وفي مطلع أغسطس/آب 2016، اعترفت الوكالة الإيرانية الرسمية “إيرنا” بأن صاروخاً أطلقته المليشيات الحوثية ضد الأراضي السعودية باتجاه محافظة نجران، مطلع الشهر، كان اسمه “زلزال 3″، وهو صناعة إيرانية.
ويأتي ذلك تأكيداً لإعلان البحرية الأمريكية مطلع مايو/أيار الماضي، ضبط شحنة أسلحة، أثناء اعتراض سفينة بحرية إيرانية في بحر العرب كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن.
وفي أبريل/نيسان 2015، أكد القيادي في مليشيا الحوثيين أنهم يمتلكون صواريخ متطورة روسية من طراز عالٍ.
وفي تصريح لوكالة أنباء فارس قال العجيلكي: إن “الصواريخ الروسية المتطورة جداً قد وصلت لنا”، لافتاً إلى أن “أجهزة الاستخبارات العربية عاجزة عن تحديد عدد الصواريخ ومكانها”.
وقبل أيام كشف المتحدث باسم المقاومة الشعبية في محافظة صنعاء، عبد الله الشندقي، عن أن قوات الجيش الوطني والمقاومة “عثرت -في المواقع التي سيطرت عليها- على قاعدة صاروخية، ومنصة إطلاق صواريخ أسلحة روسية حديثة صنعت عام 2015، ما يدل على أنها أدخلت خلال فترة الهدنة والمشاورات، وعلى أن الأخيرتين لم تستخدمهما المليشيا رغبة في السلام؛ وإنما للهروب وإعادة التموضع وإدخال أسلحة إلى البلاد”.
وفي يناير/كانون الثاني 2016، كشفت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن تزويد روسيا مسلحي الحوثيين في اليمن بصواريخ باليستية من طراز توشكا؛ لاستخدامها ضد قوات التحالف العربي بقياده السعودية.
وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي، العقيد الركن شرف غالب لقمان، إن مسلحيهم بدؤوا فعليّاً يستخدمون صواريخ توشكا الروسية الصنع في قتالهم ضد قوات التحالف العربي، مضيفاً أن صواريخ توشكا لا تعد الصواريخ التكتيكية الوحيدة التي زودت روسيا الحوثيين بها، بل إنهم حصلوا على صواريخ سكود التكتيكية الباليستية من روسيا أيضاً.