في اختراق أمني وعسكري خطير، قتل أمس في مدينة عدن جنوب اليمن، ما لا يقل عن 20 شخصاً بينهم 4 جنود إماراتيين، وجرح آخرون، فيما يبدو أنها هجمات متزامنة بصواريخ وسيارات مفخخة، تضاربت الأنباء حول منفذها، واستهدفت مقر الحكومة اليمنية في أحد فنادق مدينة عدن ومقرات عسكرية أخرى.
وأكدت مصادر رسمية يمنية، وأخرى في التحالف العربي، مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً في الهجمات التي قالت إنها نتجت عن صواريخ أطلقتها وحدات عسكرية موالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، من مواقع عسكرية تسيطر عليها في محافظة تعز.
وأكد خالد بحاح، نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة، في بيان مقتضب، على صفحته الشخصية، في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، سقوط صاروخين في حرم فندق القصر… إضافة إلى سقوط عدد من الصواريخ في أماكن متفرقة من المدينة».
ووجه محمد العوادي مدير مكتب بحاح الاتهام إلى المتمردين الحوثيين.
من جانبه، أكد راجح بادي المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية أن الهجمات التي أصابت بعض المرافق الرسمية والعسكرية في عدن كانت صاروخية.
وفي سؤال لـ»القدس العربي» فيما إذا كانت الهجمات ناجمة عن سيارات مفخخة أو صواريخ، قال بادي إن الهجمات كانت بواسطة «صواريخ». وأكد بادي أن الحكومة مستمرة في أداء مهامها من عدن، رغم هذه الهجمات.
وهرعت سيارات الإسعاف نحو فندق القصر، عقب الانفجارين، فيما طوقت قوات «المقاومة الشعبية» الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، مكان الانفجار، ومنعوا دخول الصحافيين والمصورين، تحسباً لوقوع انفجارات أخرى. غير أن اياً من الوزراء لم يصب بأذى.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، عن القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية بيانا مفاده»استشهاد أربعة من جنودها بعد التحقق من هوياتهم وإصابة عدد آخر بإصابات مختلفة صباح اليوم (أمس) في مدينة عدن ضمن المشاركين في قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية».
ولم يذكر البيان على وجه الدقة سبب مقتل الجنود، إلا أن إشارته إلى أن القتلى والمصابين في عدن ربما يشير إلى أنهم سقطوا جراء استهداف فندق القصر في عدن، الذي يقطن فيه أعضاء الحكومة، صباح أمس الثلاثاء، بصاروخين بعيدي المدى.
ويعد هذا أكبر هجوم تتعرض له قوات التحالف، منذ انفجار مخزن الأسلحة في مأرب في اليمن في 4 أيلول/ سبتمبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل 47 إماراتيا و10 سعوديين و5 بحرينيين.
إلى ذلك تبنى حساب على تويتر منسوب لتنظيم «الدولة الإسلامية» الهجمات التي شهدتها عدن في جنوب اليمن واستهدفت فندقا يستخدم مقرا للحكومة اليمنية وموقعين للتحالف العربي، مؤكدا أنها «عمليات استشهادية»، في رواية تتناقض مع رواية التحالف والحكومة اليمنية.
ونشر التنظيم صورا لأربعة من التنظيم قال إنهم نفذوا الهجمات وصورة لفندق اندلعت فيه النار.
من جهته قال مصدر يمني مطلع طلب عدم ذكر اسمه إن «الهجمات كانت مشتركة، وإن الصواريخ أطلقت على الفندق لإرباك الحراسة، وشغلها عن السيارة المفخخة التي ضربت الفندق بعد سقوط الصواريخ على الفندق»، مؤكداً أن صالح والحوثيين وراء الهجمات»التي يحاولون تغطيتها باسم تنظيم داعش».
وفي السياق، ذكر المصدر الأمني أن ثلاث سيارات مفخخة استهدفت القصر الجمهوري في مديرية الشعب ومقرين للقيادة العسكرية الإماراتية في مديرية البريقة.
وعقدت الحكومة اليمنية الشرعية، برئاسة خالد بحاح، التي تتخذ من عدن جنوبي اليمن مقراً لها، اجتماعاً طارئاً، أمس الثلاثاء، لمناقشة الأحداث الطارئة، بما فيها الهجوم الصاروخي، الذي تعرض له فندق القصر، مقر إقامة الحكومة.
وعززت قوات التحالف من وجودها في المساحة المحيطة بالفندق، وفرضت طوقاً أمنياً حول المكان، ومنعت السيارات من المرور عبر الطريق الواصل بين مدينتي المنصورة والبريقة، فيما حلق الطيران الحربي بكثافة في سماء عدن، وظلت طائرات الأباتشي تحلق لفترة نصف ساعة فوق الفندق