تتفاقم المأساة الإنسانية في محافظة تعز اليمنية المنكوبة يومًا بعد يوم مع استمرار حصارها وقصفها عشوائيًا من قبل ميليشيات الحوثي وصالح.
إيلاف من صنعاء: تستمر المعاناة الإنسانية في محافظة تعز اليمنية، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه الميليشيات الانقلابية على أبناء المحافظة، والذي ترتب عليه إفقار منظم للسكان، وكان أثره كبيرًا في مجمل حياة الناس المعيشية والخدمية.
حصار خانق
أكد رشاد الأكحلي، وكيل محافظة تعز، أن المحافظة لا تزال تواجه وحشية جماعة الحوثي وصالح من خلال الحصار الخانق الذي ترتب عليه إفقار منظم للسكان.
وقال وكيل محافظة تعز لـ”إيلاف” إن الميليشيات الانقلابية تواصل منع دخول المواد الإغاثية الغذائية والصحية والنفطية، وكل ما له علاقة بحياة الناس، ويتم حجز الأغذية والمواد الطبية، التي تقدم أحيانًا إلى المحافظة، “وما زاد من مأساة الناس أن الحصار يترافق مع قصف متواصل ليل نهار بشكل عشوائي على أحياء المدينة وشوارعها بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، ومع تدميرالمباني والمساكن والمؤسسات الصحية والتعليمية”.
كشف الأكحلي عن اعتماد الحكومة مبلغ مليون دولار ضمن خطة عاجلة لإغاثة تعز، مشيرًا إلى أن لدى الحكومة خطة لإنعاش الصحة والنظافة ومياه الشرب، ومطالبًا الحكومة الشرعية والمنظمات الإنسانية بإعطاء الأولوية لتعز في الإغاثة.
توقف الموازنات
قال رئيس ائتلاف الإغاثة الإنسانية عبد الكريم شمسان إن الأزمة الإنسانية تتفاقم وتتوسع، ونهايتها توقف بعض المستشفيات عن العمل، بسبب عدم وجود الدعم ونقص الأدوية والمصاريف التشغيلية، في ظل ازدياد عدد الحالات التي تستقبلها، وتصل أحيانًا إلى 80 حالة في الساعة نتيجة القصف العشوائي.
وكشف شمسان لـ”إيلاف” عن توقيف الموازنات الحكومية المعتمدة لتعز الخاصة بالخدمات الصحية والغذائية والماء والكهرباء والبيئة منذ أبريل الماضي. وأوضح أنه صودر في الفترة الأخيرة 15 طنًا من الأدوية الخاصة وأمراض أخرى، مقدمة من برنامج الصحة العالمية، كما أحرق مستودع مركزي يحوي 400 ألف ناموسية، وأدوية مخصصة للمحافظة بقيمة 700 مليون ريال يمني.
تقرير ائتلاف الإغاثة
أصدر ائتلاف الإغاثة الإنسانية في محافظة تعز وسط اليمن الأربعاء تقريرًا جديدًا عن الأوضاع الإنسانية في المحافظة لشهر سبتمبر المنصرم، تضمن إجمالي الخسائر البشرية والمادية التي تم رصدها جراء الأحداث في المحافظة، والوضع الصحي والتعليمي القائم، والاحتياجات الإنسانية الإغاثية للمحافظة.
وأكد ائتلاف الإغاثة في تقريره، الذي إطلعت “إيلاف” عليه، مقتل 87 شخصًا، وجرح 332 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، خلال سبتمبر الماضي، بينها إصابات خطرة، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأسواق والأحياء السكنية.
وقال الائتلاف إن 72 منزلًا ومنشأة ومحلًا تجاريًا ومدارس ومساجد ومبانيَ حكومية وخدمات عامة تضررت بفعل الحرب، منها منزلان تعرّضا للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة في أطراف منطقة حسنات في شرق مدينة تعز، ومدرسة في مديرية صبر الموادم تعرّضت للتفجير كذلك، إضافة إلى تضرر 5 منازل كليًا في أحياء مختلفة من المدينة، و36 منزلًا تضررت جزئيًا جراء القصف العشوائي في مديريات الصلو وحيفان، ومديريات المدينة، إضافة إلى تضرر وإحراق وإتلاف مسجدين، وتضرر 7 مبانٍ حكومية، واستهداف 15 مرفقًا خدميًا صحيًا وتعليميًا بالقصف المباشر.
التهجير الإجباري
كشف الائتلاف في تقريره أن 530 أسرة تعرّضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها بالقوة خلال المواجهات المسلحة في مديريتي حيفان والصلو، مشيرًا إلى أن الأسر النازحة التي تعرّضت للتهجير القسري في مناطق المواجهات في تعز لجأت إلى المدارس وإلى أسر مضيفة.
وفي الوقت الذي مازالت فيه تعز تعيش وضعًا مأساويًا في ظل استمرار الحرب في مناطق عدة من المحافظة، فاقمها الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عام على مئات الآلاف من المواطنين داخل المدينة في مختلف المجالات الصحية والغذائية والبيئية.
حذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية من كارثة إنسانية ربما يسببها عدم إرسال المساعدات الإغاثية إلى المدينة التي تحتاج تدخلًا لإنقاذ حياة المواطنين، ودعمها بكل ما يلزمها من ضروريات الحياة.
وأكد الائتلاف أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا من منطقة إلى أخرى في المحافظة، ارتفعت حدته في 15 مديرية، ومازالت تشهد مواجهات مسلحة حتى اليوم، يعيش فيها آلاف المتضررين والنازحين والمنكوبين.
وجدد الائتلاف مناشدته المنظمات الإنسانية والجهات المختصة دعم المحافظة وسرعة إيصال المساعدات اللازمة إليها، لافتًا إلى أن الحكومة اليمنية أعلنت تعز مدينة منكوبة جراء الحرب والحصار، كما أعلنت منظمات دولية في تقرير حديث لها صدر بتاريخ 10 أغسطس 2016 أن تعز أكثر المحافظات تضررًا من حيث عدد القتلى والجرحى والنازحين.
إحتياجات أساسية
أوضح الائتلاف أن إجمالي تكلفة الاحتياج الشهري لتلبية متطلبات المحافظة في مجال الصحة والبيئة يصل إلى أكثر من 82 مليون دولار.
كما تحتاج الأسر المتضررة والقاطنة في المدينة توفير 100 ألف سلة غذائية شهريًا، إضافة إلى توفير 150 ألف سلة غذائية أخرى للأسر النازحة التي عادت إلى المدينة، بعد كسر الحصار جزئيًا عنها، ما يحقق لها الاكتفاء والاستقرار في حياتها بعد النزوح.
(ايلاف)