دمّر طيران التحالف العربي، الجمعة، منصة إطلاق صواريخ تابعة لمسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثي)، بمحافظة مأرب شرقي اليمن، في أول غارات له منذ الهدنة المعلنة في البلاد فجر أمس الخميس.
وقال المركز الإعلامي للجيش الوطني اليمني، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، نقلا عن مصدر عسكري لم يسمه، إن “ضربة جوية لطيران التحالف أصابت هدفها بدقة اليوم”.
وقال البيان: “ونجحت (الضربة) في تدمير منصة إطلاق صواريخ متحركة كانت تستخدمها المليشيات الانقلابية (الحوثيين، وحلفائهم من قوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح) لقصف الأحياء السكنية بمأرب”.
وأوضح المصدر أن “الميليشيات الانقلابية نصبت منصة الإطلاق في منطقة تقع بين محافظتي صنعاء ومأرب، مستغلة الهدنة”.
وأضاف أن “الغارة دمرت أيضا دوريتين (مركبتين) عسكريتين تابعتين للميليشيات في الموقع ذاته”.
وأشار المركز إلى أن “الميليشيات الانقلابية أطلقت الليلة الماضية ثلاثة صواريخ باتجاه مدينة مأرب لكن منظومة الدفاع الصاروخية نجحت في اعتراضها وتفجيرها، وحالت دون سقوطها على التجمعات السكانية والمنشآت الحيوية”.
ولم يصدر عن التحالف العربي أي تعليق حول تنفيذه ضربة جوية كما ذكر المركز الإعلامي.
ويعتبر هذا هو الإعلان الأول لتنفيذ عملية من قبل طيران التحالف منذ سريان الهدنة، وكانت قيادة قوات التحالف قد حذّرت في وقت سابق من أنها “سترد على أية تحركات أو خروقات للحوثيين”.
وأعلن ولد الشيخ، في بيان صحفي نشره فجر الثلاثاء الماضي على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، عن وقف لإطلاق النار في اليمن، لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، دخلت حيز التنفيذ فجر أمس الخميس.
وفي وقت سابق اليوم أعلن ولد الشيخ، أنه يجري مع الأطراف المعنية، مشاورات للاتفاق على تمديد لوقف الأعمال العدائية بالبلاد.
ورغم سريان الهدنة بين قوات الحكومة مدعومة بالتحالف العربي من جهة، والحوثيين وحلفائهم من قوات صالح من جهة، إلا أن القوات الحكومية أعلنت عن عشرات الخروقات للحوثيين في أكثر من جبهة.
كما أعلنت قيادة التحالف العربي عن خروقات للحوثيين على الحدود، وأشارت في تصريحات سابقة إلى سقوط عدة مقذوفات من الجانب اليمني على مناطق حدودية سعودية.
وتجري الحرب باليمن منذ قرابة عامين، مخلفة أوضاعا إنسانية صعبة.
وتشير تقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فضلاً عن نزوح أكثر من 3 ملايين يمني في الداخل.
ويشن التحالف العربي منذ 26 آذار/ مارس 2015 عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين وقوات صالح، استجابة لطلب هادي، بالتدخل عسكريا لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية”، في محاولة لمنع سيطرة عناصر الجماعة وقوات صالح على كامل البلاد، بعد سيطرتهم على العاصمة.
(عربي21)