سارع رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، إلى محاولة استثمار حادث اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة، الاثنين، عبر محاولة كسب ود الرئيس الروسي، من خلال إعلان تضامنه الكامل مع الشعب والحكومة الروسية، فضلا عن تعمده إحراج تركيا دوليا، بمطالبة وزارة خارجيته لها باحترام اتفاقية فيينا لحماية البعثات الدبلوماسية.
ومن جهتهم، أعرب إعلاميون موالون للسيسي عن شماتتهم في تركيا، زاعمين أنها دولة غير آمنة، ومطالبين بوتين برد روسي عاجل ضد تركيا، وإعلان أن تركيا دولة راعية للإرهاب، فيما بدا أنه “صيد في الماء العكر”، وفق مراقبين.
الرئاسة: نتضامن مع الشعب والحكومة الروسية
جاءت البداية من رئاسة الجمهورية، التي أدانت بأشد العبارات، في بيان أصدرته فورا، الهجوم الذي أسفر عن مقتل سفير روسيا الاتحادية في أنقرة، مساء الاثنين.
وعبرت رئاسة الجمهورية عن عميق استنكارها ورفضها لهذا العمل الإرهابي الغادر، كما أعربت عن خالص العزاء والمواساة لأسرة السفير الروسي الراحل ولروسيا الاتحادية، قيادة وشعبا، بحسب البيان.
وأكد البيان أيضا تضامن مصر الكامل مع الشعب والحكومة الروسية، ووقوفها إلى جانبها في مواجهة يد الإرهاب الغاشمة، التي لا دين لها ولا وطن، والتي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في مختلف أنحاء
العالم، وفق البيان.
وتابع السيسي في بيانه بأن هذا الحادث يعكس مجددا أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة
الإرهاب، واجتثاثه من جذوره، لا سيما في ضوء تنافيه مع تعاليم كافة الأديان السماوية والتقاليد والأعراف الإنسانية، حسبما قال.
الخارجية تطالب تركيا بحماية الدبلوماسيين
ولم تكتف السلطات المصرية بالبيان الذي أصدرته رئاسة الجمهورية؛ إذ أصدرت وزارة الخارجية بيانا أعلنت فيه أيضا إدانة مصر بأشد العبارات حادث اغتيال سفير روسيا الاتحادية أندريه كارلوف بالعاصمة التركية أنقرة، الاثنين، في عماية إرهابية نكراء.
وقالت الخارجية: إذ تعرب مصر عن خالص تعازيها ومواساتها لحكومة وشعب دولة روسيا الاتحادية الصديقة، لتؤكد على وقوفها وتضامنها مع روسيا الاتحادية في تلك المحنة الإنسانية، ودعمها للجهود الروسية وكل جهد دولي صادق يستهدف دحر الإرهاب واجتثاثه من جذوره.
ووفق البيان: “تُذكّر مصر في هذه المناسبة بضرورة التزام جميع الدول بأحكام ومقررات اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تفرض التزامات واضحة بضرورة توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية الأجنبية وجميع أعضائها، وهي التزامات تزداد أهمية احترامها في الوقت الحالي عن أي وقت آخر مع تزايد انتشار ظاهرة الإرهاب، ورغبة التنظيمات الإرهابية ومن يدعمها في التأثير على المواقف السياسة للدول لتحقيق أغراض وأهداف شيطانية تستهدف استقرار الشعوب وسلامتها، بحسب البيان.
والأمر هكذا، طالبت مصر بسرعة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء التحقيقات في حادث الاغتيال الغاشم، والكشف عن هوية وانتماءات منفذ هذه العملية الإرهابية النكراء.
ولم تكتف الخارجية المصرية ببيانها الرسمي؛ إذ صرح المتحدث باسمها، أحمد أبو زيد، بأن مصر حكومة وشعبا تدين الحدث الإرهابي الغادر، مشددا على أن الحكومة المصرية تدعم الخطى الروسية في دحض الإرهاب، واقتلاع جذروه من أي مكان.
موسى يطالب بوتين برد روسي
وبدت البهجة واضحة على وجه الإعلامي الموالي للسلطات، أحمد موسى، فقال في برنامجه “على مسؤوليتي”، عبر فضائية “صدى البلد”، مساء الاثنين، في أول تعليق له على مقتل السفير الروسي، إن هذه العملية استهداف شخصي للرئيس الروسي، واستهداف للدبلوماسية الروسية، مطالبا برد روسي عاجل ضد تركيا، وإعلان أن تركيا دولة راعية للإرهاب.
وتابع قائلا: “علينا الآن أن ننتظر رد روسيا على هذا الإرهاب الذي انطلق من قاعدة أردوغان، وعلى الرئيس الروسي أن يحدد كيف يواجه الإرهاب، وأن يرد فورا على تركيا”، بحسب قوله، مشيرا إلى أن موسكو قد تلجأ لمجلس الأمن بعد مقتل السفير.
كما طالب موسى سفراء الدول الأجنبية والدبلوماسيين بمغادرة تركيا فورا؛ لأنها بلد غير آمنة، ولعدم توفير حراسة كافية لكارلوف، وفق ادعائه، زاعما أن تركيا قررت قتل السفير الروسي، وأنه وصلته تهديدات كثيرة قبل ذلك، وأن أردوغان راعي الإرهاب في المنطقة.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية التركية قامت بتصفية قاتل السفير لكي تغلق ملف هذه القضية تماما، وتساءل: “من أعطى الأمر للأجهزة الأمنية التركية بأن تتخذ مثل هذا القرار، وهو تصفية هذا الرجل، والتخلص منه؟”.