تركت «عاصفة الحزم» أثراً كبيراً على الأمن الوطني والأمن القومي العربي، وأحبطت الحلم الفارسي التوسعي في المنطقة العربية ووأدت كل المحاولات الرامية إلى التحكم بدولة اليمن والسيطرة عليه، فحين تأزمت الأمور في الداخل اليمني كانت المملكة تلبي النداء الرسمي الشرعي ووقفت إلى جانب شقيقتها لمنع استيلاء أتباع إيران على السلطة وقطع كل السبل عليهم.
وفي هذا الشأن يتطرق كتاب «عاصفة الحزم.. أثرها على الأمن الوطني السعودي والأمن القومي العربي» لمؤلفه اللواء د. عبدالعزيز بن محسن الصبحي إلى ظروف وأسباب العاصفة، حيث يشير المؤلف في إحدى فقرات المقدمة إلى «أننا بلينا بخطرَين في السنوات الأخيرة، خطر آفة الإرهاب الذي ضرب معظم دول العالم، وخطر التوسع الإيراني في المنطقة وتدخلها في شؤون الدول العربية ناهيك عن الخطر الأساسي الذي يجثم على العالم الإسلامي والعربي وهو الخطر الإسرائيلي».
ويضع الكاتب في مؤلفه عدداً من الفصول حيث تطرق في المبحث الأول إلى تعريف الأمن الوطني ومبادئه، ومهدداته، والأمن والتنمية في المملكة.
فيما يتطرق في المبحث الثاني إلى تعريف الأمن القومي العربي، ومهدداته، ودور الجامعة العربية في المحافظة على الأمن القومي العربي، ومقومات الأمن القومي العربي.
أما المبحث الثالث فتناول عاصفة الحزم، وأسبابها، والموقف الدولي منها، ونتائجها ولائحة الشرف للشهداء والمصابين ورأي القادة والسياسيين ورجال العلم والمثقفين من عاصفة الحزم.
ويقول المؤلف إن الأمن الذي تنعم به المملكة ليس وليد الصدفة ولم يأت من فراغ بل جاء نتيجة عمل دؤوب وجهود مضنية وتخطيط استراتيجي قام به المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود منذ خطواته الأولى التي خطاها بعد خروجه من الكويت متوجهاً إلى الرياض في قلب نجد لاستعادة ملك آبائه وأجداده، ومن ثم قام أبناؤه من بعده باتباع هذه الاستراتيجية والعمل على حماية القيم والمرتكزات الداخلية من التهديد الداخلي والخارجي وحفظ كيان الدولة في البقاء، مستندة إلى ذلك على أسس شرعية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعسكرية وحد كافٍ من التآلف الأنثروبولوجي (علم الإنسان) والحرص على تطور المواطن السعودي وتميزه ورقيه، والتي تستتر خلفها المصلحة الوطنية للدولة كهدف استراتيجي أعلى وهو المحافظة على الأمن الوطني بمفهومه الشامل.(الرياض)