كشفت مصادر في العاصمة اليمنية صنعاء عن خلاف متصاعد بين مليشيا الحوثيين من جانب وآل الرويشان وقبائل بني ضبيان من خولان من جانب آخر، على تقسيم أراضٍ من أملاك الدولة بالقرب من قاعه المؤتمرات.
وقالت مصادر لــ “المسار” ، إن الخلاف وصل مداه اليوم الأحد، وكان الحوثيون قد أرسلوا منذ 4 أيام أطقماً مدججة بالمسلحين إلى الموقع، فيما تسمع أصوات الاشتباكات بين الحين والآخر.
وتنفذ مليشيا الحوثي حملة منظمة لنهب أراضي وعقارات الدولة في صنعاء وبقية المحافظات اليمنية منذ انقلابها على السلطة الشرعية واحتلالها للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م.
ويقول مراقبون أن الحوثيين يوطنون أعضائهم في الأراضي المحيطة بالعاصمة صنعاء لابتلاعها ديموغرافياً، ويطوقونها بحزام طائفي بهدف خنقها والتحكم بها من مختلف الجهات.
وتشير تقارير صحفية قادمة من صنعاء إلى أن المليشيا الحوثية توطد وجودها وترسيخ قدمها، من خلال تمليك الأرض لأتباعها واستثمار الأهم منها.
وتستغل المليشيا الفوضى التي خلقتها لتنفيذ مخططات الاستيطان في أكثر من مدينة، بدأتها تغيير رئيس الهيئة العامة للأراضي عبد الله عبيد الفضلي الذي تمريرها واستبدالها بآخر موال له.
ويقول الصحفي رشاد الشرعبي لــ “المسار” ـ : إن ما يقوم به الحوثيون في صنعاء وبقية المدن اليمنية يتطابق مع الخطة الإيرانية التي طبقت في المحافظات السنية بالعراق، لإغراقها بالطائفيين.
وأكد الشرعبي، أن الأراضي التي تسيطر عليها المليشيات بمساحاتها الشاسعة تمثل مصدراً متجدداً للموارد فيما تستمر عملية بيع أو تأجير بعضها عبر المزادات بغرض الاستثمار ليعود ريعها للجماعة.
من جانبه كشف المسؤول الإعلامي السابق لمنظمة الشفافية الدولي الصحفي همدان العليي أن مليشيات الحوثي بدأت بنهب أراضي الدولة والسطو عليها منذ سنوات إلا ما حدث ويحدث منذ سنتين يفوق كل التوقعات.
وأكد في حديثه لــ “المسار” ، أن الحوثيين بدأوا فعلياً بتمليك وتسليم الأراضي للأتباعهم وأنصارهم في حدود صنعاء عبر مؤسسة طائفية أنشأتها الجماعة باسم “مؤسسة الشهيد ” بطريقة غير قانونية، مشيرًا إلى أن عمليات الإحصاء وتحديد المواقع والعقارات لتسليمها للحوثيين مستمرة حتى اليوم.
ورصدت “المسار” تمليك مليشيا الحوثي لأنصارها أكثر من 31 مليون متر مربع من أراض وعقارات الدولة في 11 موقعًا بـ 4 محافظات بقرار واحد، علاوة على استيلائها على أراضي في محافظات الحديدة وذمار وإب، والبسط على الأرض المخصصة للأكاديمية العسكرية، والاستيلاء على أرض تخص وزارة الشئون الاجتماعية والعمل،حيث تخوض المليشيات سباقًا مع الزمن لتثبيت وجودها على الأرض.