اليمن.. عام الانتصارات وتحجيم الانقلاب

مدير التحرير29 ديسمبر 2016
اليمن.. عام الانتصارات وتحجيم الانقلاب

شهد العام 2016 انتصارات عسكرية لقوات الجيش الوطني المسنودة بقوات التحالف العربي غيرت مسار الأوضاع في اليمن وحجمت الانقلاب ودفعت به الى أضيق الخانات منذ انقضاضه على الحكم والسيطرة على العاصمة في سبتمبر 2014.

ولَم تقتصر الانتصارات على تحرير المزيد من المحافظات من قبضة الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح بل شملت أيضاً انتصارات مماثلة طالت عناصر الإرهاب لتنظيمي القاعدة وداعش، كما وصلت هذه الانتصارات الى معاقل الانقلابيين الحوثيين في صعدة مركز انطلاق الحركة الهادفة الى اعادة اليمنيين الى عصور الظلام.

إنجازات سياسية

ومثلما كانت الجبهات العسكرية مليئة بالانتصارات كانت الجبهة السياسية حبلى بالإنجازات الدبلوماسية عبر جولة محادثات طويلة استضافتها الكويت من نهاية شهر ابريل وحتى بداية اغسطس الماضي تم خلالها التأكيد على التزام المجتمع الدولي بإنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه وإعادة الشرعية رغم تنصل الطرف الانقلابي في اللحظات الأخيرة من تعهداته ومرجعيات السلام المتفق عليها الا ان خيار الحل السياسي ما يزال يحتل الأولوية لدى قيادة الشرعية في اليمن مسنودة بالتحالف العربي والمجتمع الدولي.

وللتأكيد على تجنيب اليمن المزيد من الدمار والمعاناة التي سببتها الحرب التي فجرها الانقلابيون تشكلت «الرباعية الدولية» الخاصة باليمن من وزراء خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، وعلى عدة لقاءات تبنت المجموعة خريطة سلام تستند إلى المرجعيات الثلاث المتمثّلة بقرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني وامتداد هذه الخطة التي أصبحت مبادرة اممية مطروحة على طاولة المفاوضات كأساس للخروج بحل سياسي وعودة السلام والاستقرار الى اليمن.

عمليات التحرير

عسكرياً، بدأت الإنجازات مع مطلع العام 2016 حيث حررت قوات الجيش الوطني في السادس من يناير ميناء ميدي العسكري الاستراتيجي على البحر الأحمر شمال غربي اليمن، ودخلت أجزاء واسعة من المدينة التي تحمل الاسم نفسه، والواقعة في محافظة حجة على الحدود مع السعودية.

هذا الإنجاز الذي حد من تهريب الأسلحة للانقلابيين جاء بعد عملية عسكرية شارك فيها سلاح الجو التابع للتحالف ومكن الجيش الوطني من وضع أغلب المنطقة الساحلية في المحافظة تحت قبضة قوات الحكومة الشرعية بما فيها القلعة التاريخية في ميدي.

وارتبط ميناء ميدي، بعمليات نشطة لتهريب السلاح القادم من إيران، إلى الحوثيين، وفقاً لتقارير رسمية، حيث يتبع إدارياً لمحافظة حجة، إحدى مناطق النفوذ الواسع للحوثي، التي تتصل بمحافظة صعدة معقل الحوثي الرئيسي من جهة الشمال.

وعلى جبهة شرقي صنعاء، حررت قوات الشرعية في الثاني من فبراير الماضي معسكر فرضة نهم بالكامل بعد معارك عنيفة مع المسلحين الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وتقدمت بعد ذلك لتصل الى منطقة ملح وتقترب من نقيل بن غيلان وهي المرة الأولى منذ بدء العمليات العسكرية التي تصل فيها قوات الشرعية الى هذه المنطقة التي لا تبعد سوى 40 كيلومتراً عن العاصمة.

معركة تعز

وفي 11 مارس اعلنت قوات الجيش الوطني فك معظم الحصار الذي يفرضه الانقلابيون الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع على مدينة تعز جنوب غربي البلاد منذ بداية المواجهات وبقيت جيوب صغيرة للتمرد في بعض المنافذ.

وخلال هذه المعارك حررت قوات الشرعية معسكر اللواء الـ35، واستعادت السيطرة على مطار المدينة القديم، كما حققت تقدماً في معبري الدحي وحبيل سلمان في محيط جامعة تعز وفتحت الطريق المؤدي الى مدينة التربة وصولاً الى محافظة لحج.

الانتصارات التي حققتها القوات الحكومية تمت بدعم من طيران التحالف العربي ومكنت هذه القوات من السيطرة على معظم احياء مدينة تعز والمواقع العسكرية بداخلها.

التقدم إلى صعدة

وفِي أكتوبر حررت قوات الجيش الوطني مدينة الغيل احدى مديريات محافظة الجوف بعد اشتباكات عنيفة مع الانقلابيين بمساندة طيران التحالف العربي وامتدت هذه الانتصارات الى مديرية المصلوب والمتون لتقترب قوات الشرعية اكثر وأكثر من حدود محافظة صعدة التي يختبئ فيها زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي.

وبالتزامن مع التقدم في محافظة الجوف فاجأت قوات الشرعية في الـ11 من أكتوبر الانقلابيين بهجوم كاسح تمكنت خلاله قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحرير منفذ البقع الذي كان تحت سيطرة الانقلابيين الحوثي وقوات المخلوع صالح. ودخلت قوات الجيش والمقاومة بقيادة الشيخ مصلح بن الأثلة منفذ البقع الحدودي مع المملكة العربية السعودية وتقدمت الى مثلث الطرق الرابط بين المنفذ الحدودي ومحافظة الجوف ومديرية كتاف باتجاه مدينة صعدة.

وبعد ذلك بأيام وتحديداً في الـ25 من نوفمبر نفذت قوات الشرعية عملية مباغتة اخرى تمكنت خلالها من السيطرة على منفذ علب الحدودي بين محافظة صعدة والمملكة العربية السعودية وهو ثاني منفذ حدودي في المحافظة، وتوغلت هذه القوات في محافظة صعدة المركز الرئيسي لانطلاق حركة التمرد الحوثية في منتصف العام 2004.

كما تمكنت القوات الحكومية خلال هذه العملية وبمساندة من مقاتلات التحالف من تحرير مبنى الجمارك بمنفذ علب ومبنى الجوازات ومبنى الزراعة ومبنى قيادة سلاح الحدود، قبل أن تنتقل المواجهات إلى منطقة مندبة المطلة على مديرية باقم القريبة من مديرية حيدان التي شهدت ميلاد حركة التمرد الحوثية.

وفيما افتتحت قوات الشرعية عام 2016 بتثبيت مواقعها والانطلاق لتأمين خطوطها الخلفية من أي تهديدات للتمرد، اختتمت العام وهي على مشارف المعقل التاريخي للتمرد، صعدة.

انتهاكات مروعة

قتل عشرات المدنيين في مدينة تعز نتيجة قصف المتمردين للأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة حيث وثقت منظمات حقوقية يمنية ودولية الانتهاكات المروعة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي طيلة عام 2016.

ورغم فك الحصار عن المدينة من قبل قوات الشرعية، إلا أن الاستهداف المتكرر من قبل الانقلابيين لمنافذ العبور أوقع العديد من الضحايا وأبقت المدينة عملياً تحت الحصار حيث يقوم الحوثي باستخدام ورقة الحصار للمساومة بهدف تحقيق مكاسب سياسية.(البيان)

No more posts

No more posts

Breaking News
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept